"صالح سليم القائد خيرة الرجال.. الأب الروحي ياما ضحا للكيان.. وفي حب النادي الأهلي كان بيعلم أجيال.. في الجنة يا قضوتنا في عشق الكيان".. بهذه الكلمات، يتغنى جمهور النادي الأهلي، في حب الراحل صالح سليم، حيث أتت تلك الجمل بشكل غنائي، في أغنية جمعت أساطير النادي الأهلي، وكان من بينهم المايسترو صالح سليم.
وتحل اليوم الجمعة، 6 مايو، ذكرى وفاة الراحل صالح سليم، اللاعب بصفوف النادي الأهلي، ورئيس مجلس إدارته في السابق.
تحل ذكرى وفاة المايسترو، إلا أنه لا يزال عالقا بالأزهان، فمهارته التي كانت يتحاكى بها تتحدث عنه، وحنكته في الإدارة لا تزال حديث كل أهلاوي حتى الآن، لما شهده النادي الأهلي من مواقف قوية وصارمة، أثناء توليه الرئاسة.
هيبة القائد:
تمتع المايسترو صالح سليم، بشخصية قيادية صارمة، أثناء إدارته للنادي الأهلي، فكان له هيبة القائد العسكري، حيث يروى أنه وقبل دخول سيارته النادي، كان يعلم الأعضاء والحضور وجميع من هم بالنادي بالأمر، وعند دخول السيارة، يتوقف كل عضو في مكانه، احتراما وتبجيلا لشخصية المايسترو.
مواقف صالح سليم الجريئة:
ونظرا لتلك الشخصية القيادية، تمتع سليم بالجراءة في اتخاذ القرارات الحاسمة، التي لا تزال تحكى حتى الآن، ونذكر منها ما يلي:
لا تندهش بما سأخبرك به الآن، فلعلك لن تصدق، لكن التاريخ لا يكذب، فقط دعنا نعود بالزمن إلى عام 1985، عندما تضامن لاعبو الأهلي مع مديرهم الفني آن ذاك الراحل محمود الجوهري، نتيجة لنشوب أزمة بينه وبين الإدارة، ونتيجة لما قام به اللاعبون، قرر صالح سليم استبعاد جميع الفريق الأول بمن فيه من نجوم، والإبقاء فقط على حارس المرمى وهو الكابتن أحمد شوبير، وتصعيد فريق الناشئين، لملاقاة نادي الزمالك غريمه التقليدي، بنهائي كأس مصر، حيث تمكن شباب الاهلي من تحقيق الصعب، وفازوا على نجوم الزمالك بثلاثة أهداف مقابل هدفين، ليتوج الأحمر بالبطولة بفريق الصف الثاني.
ليس هذا فقط ما قام به المايسترو، بل كان هناك ما هو أكبر، حيث اتخذ سليم قرار صادم لجماهير النادي الأهلي بإعلان صالح سليم مقاطعة بطولات الاتحاد الأفريقي لكرة القدم «كاف» وعدم المشاركة في مسابقاته بدايةً من عام 1994، وذلك بسبب ضآلة العائد المالى، على الرغم من امتلاك الفريق الأهلاوى فى ذلك الوقت عدداً ضخماً من النجوم فى كل المراكز وقدرته على حصد عدد كبير من الألقاب القارية، وقام مسؤولو «كاف» بتعديل نظام مسابقات الأندية (الجوائز المالية)، ليعلن أبناء التتش عودتهم من جديد للسباق بالمعترك الأفريقي بدايةً من عام 1998.
وعندما قام حسام حسن، بإلقاء قميس النادي الأهلي على الأرض، نتيجة لنشوب مشادة بينه وبين أحد لاعبي المصري، قرر سليم إيقافه مدة عام، ليضرب بذلك أروع الأمثلة في التفاني والإنضباط.
عندما واجه صالح مبارك: تتعدد الصراعات والخلافات بين الأشخاص، إلا أننا نقف اليوم، أمام موقف بلغ فيه المايسترو قمة الحزم والحسم، عندما دخل في صراع مع الرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك، ونذكر من تلك الصراعات، عندما علم سليم بأن طائرة مبارك ستهبط بالنادي الأهلي قبل زيارة الرئيس لنادي الأوبرة، الأمر الذي رفضه المايسترو بشدة، ولم يحدث في النهاية، وكان ذلك آواخر تسعينيات القرن الماضي، ليحل عام 2002 على المايسترو، ويفاجأ بخبر بجريدة الأهرام، مضمونه وجود اتفاق بين الجريدة ورئاسة الجمهورية، بإقامة مباراة بين النادي الأهلي والزمالك، حيث تذهب عوائد تلك المباراة إلى ضحايا قطار الصعيد، الأمر الذي رفضه سليم بشدة، وعقب قائلا: "مش هلعب الماتش.. هاتوا موظفين من الرئاسة وصحفيين من الجريدة ولعبوهم".
المواقف السابقة، هي بعض من صولات سليم في عالم الإدارة، فما سبق ذكره لا يتوقف عند النحو الذي توقفنا فيه.