افتتح الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، المعسكر التثقيفي للفوج الحادي عشر للإداريين بمعسكر أبي بكر الصديق بالإسكندرية اليوم الأربعاء، بحضور الدكتور محمد عزت أمين عام المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وهدى أبو كليلة رئيس حي المنتزه، وسمير مصطفى الرفاعي المستشار القانوني بالأوقاف، والشيخ سلامة عبد الرازق مدير مديرية أوقاف الإسكندرية.
وقال إن من علامات قبول الطاعة مواصلة الطاعة، ففي آية الصيام يقول الله عز وجل : "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ"، وهذا بيان أن الهدف المرجو من الصيام هو تحقيق التقوى.
وأضاف وزير الأوقاف، إن هذا المعسكر أعد خصيصا كمعسكر ترفيهي وتثقيفي معا وضم مجموعة من الإداريين والعاملين بالديوان والمجلس الأعلى للشئون الإسلامية لما بذلوه من جهد مشكور خلال أيام الشهر الكريم ، مؤكدًا أننا عملنا طول الشهر على فترتين متتابعتين يوميًّا، وبعد هذه المرحلة الشاقة من العمل حرصنا على إتاحة فرصة للترفيه والتثقيف للإداريين.
وتساءل الوزير قائلا: هل تحقق الخوف من الله في أعمالك؟ أم أن القلب لم يتحرك بالقرآن الكريم؟ يقول تعالى: "اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ" ، فينبغي أن تكون حركاتك وسكناتك وحياتك خالصة لله عز وجل ، والعبادة أمر ثابت لا تفريط فيه ولا تقصير ، فإن أنت أحببت قراءة القرآن في رمضان ، فينبغي أن تواصل قراءة القرآن بعد رمضان .
وتابع أن العبرة بمواصلة الطاعة يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل"، وبعد انقضاء رمضان هل أقلعنا عما نحن فيه من قصور ومن عادات وأخلاق؟ وهل أصبحت علاقة الإنسان بربه أقرب؟ يقول تعالى : "إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ" هل أثر القرآن فيك؟ فإن أثر فيك فبعد رمضان لا بد من الاستمرار ولو على جزء يسير من القرآن ، وكان من هديه (صلى الله عليه وسلم ) اتباع رمضان بصيام ست من شوال يقول النبي (صلى الله عليه وسلم): "من صام رمضانَ وأتبعَهُ بستٍّ من شوالَ فكأنما صام الدهرَ".
وأضاف الوزير ، أن هناك فرقا بين العبادة والعبودية ، فالعبادات الصلاة ، والصيام ، والحج ، وغير ذلك ، أما العبودية فهي أشمل وتعني تطبيق متطلبات العبادة في شتى أمور الحياة ، وقد قال أحد الحكماء: سهري في حل مسألة علمية طوال الليل أحب إلي من قيام الليل صلاة ، لأن حل المسألة سيفيد الأمة كلها ، أما قيام الليل فنفعه له وحده.
وبين جمعة، أن الإقدام على التجديد فى القضايا الفقهية والنظر فى المستجدات العصرية وفى بعض القضايا القابلة للاجتهاد يحتاج إلى رؤية ودراية وفهم عميق وشجاعة وجرأة محسوبة، وحسن تقدير للأمور فى آن واحد ، كما أنه يحتاج من صاحبه إلى إخلاص النيّة لله، بما يعينه على حسن الفهم وعلى تحمل النقد والسهام اللاذعة، ممن أغلقوا باب الاجتهاد، وأقسموا جهد إيمانهم أن الأمة لم ولن تلد مجتهدًا بعد، وأنها عقمت عقمًا لا براء منه، متناسين أو متجاهلين أن الله (عز وجل) لم يخص بالعلم ولا بالفقه قومًا دون قوم، أو زمانًا دون زمان، وأن الخير فى أمة محمد (صلى الله عليه وسلم) إلى يوم القيامة.
مبيناً أن الاجتهاد وسيلة للتيسير على الناس لا التضييق عليهم ، فالأصل في الأشياء الإباحة ما لم يرد نص بتحريم يقول تعالى :"قُل لَّا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَىٰ طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَن يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَّسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ ۚ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ"، موضحًا أن العبادة التي يتعدى نفعها إلى المجتمع أعظم أجرًا من التي يقتصر نفعها على الفرد وحده .
وأوضح وزير الأوقاف أن مصلحة الوطن مصلحة معتبرة شرعا، فكل ما يكون في مصلحة الوطن فهو أمر واجب ، وكل ما يضر بمصلحة الوطن يجب التخلص منه ، كما بين أن الواجب الوظيفي والواجب الوطني والواجب الديني أمر واحد وكل لا يتجزأ، وأن الإخلاص في العمل يورث البركة في الرزق الحلال، وعدم الإتقان والإخلاص في العمل يورث الفقر وعدم الرضا، فالرزق ليس مالا فقط بل ما يتحقق في نفس الإنسان من قناعة بما رزقك الله والرضا به ، موجهاً النصح للجميع لإتقان عملهم والتطوير المستمر علمياً ومهاريا، موضحاً أن الوزارة تشجع وتدعم كل مجتهد ومتميز .