قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن العمل في فريق علامة من علامات الجدية التي يقاس بها تقدم الدول والمؤسسات والأسرة.
وأضاف عضو هيئة كبار العلماء خلال برنامج «القرآن العظيم» المذاع عبر قناة «صدى البلد» أن المؤسسة التي تعمل في فريق تكون قوية، موضحا أن الله قال في كتابه العزيز «وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا».
وتابع علي جمعة، أنه إذا كان الإنسان فردا يعيش لنفسه ووحده فإن الذئب لا يأكل من الغنم إلا ما شرد ولما يرى قطيعا يخافه، ويأكل الغنم الشاردة، مشيرا إلى أن هذا الشعور فتح الله على سيدنا موسى به ونراه في سورة النساء حينما قال عز وجل «وكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا».
وأردف عضو هيئة كبار العلماء أن الله عز وجل كلم موسى كلاما حقيقيا لأن المفعول المطلق يستعمل للتأكيد وإخراج المزاج من الحقيقة، لافتا إلى أن الآية الكريمة في سورة طه تقول على لسان سيدنا موسى «اجْعَل لِّي وَزِيراً مِّنْ أَهْلِي* هَارُونَ أَخِي* اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي* وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي* كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيراً* وَنَذْكُرَكَ كَثِيراً* إِنَّكَ كُنتَ بِنَا بَصِيراً» طلب فيها موسى المنحة الربانية التي جعلها الله لنا وهي صلاة الجماعة التي تفوق صلاة الفرد بـ 25 درجة.
وبيّن علي جمعة، أن الغريب في قصة سيدنا موسى هو كون هارون لم يتكلم كلمة واحدة، والذي تحدث في كل القصة من أولها إلى آخرها هو سيدنا موسى، موضحا أن طلب سيدنا موسى كان شعورا بالتأييد والونس مع سيدنا هارون في موقف الدخول على طاغية كفرعون الذي قيل عنه أنه يقتل بالنظرة أي بالإشارة بيده دون أن يتكلم.