أكد الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أن استراتيجية وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ترتكز على تمكين المواطن المصرى وبناء القدرات البشرية حيث يكون للمرأة نصيب كبير من المبادرات التى تطلقها الوزارة لاستخدام الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات كركيزة اساسية للتنمية والحصول على فرص عمل داخل وخارج مصر من خلال العمل كمهنيين مستقلين ومنها مبادرة قدوة تك، ومستقبلنا رقمى، ومبادرات البريد المصرى.
جاء ذلك فى كلمة الدكتور عمرو طلعت خلال فعاليات ملتقى "مستقبل تمكين المرأة فى عصر التحول الرقمى" الذى نظمته وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات تحت شعار"فرص رقمية مستدامة"؛ فى إطار جهود الوزارة لتمكين المرأة اقتصاديًا باستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وتزامنًا مع الاحتفالات السنوية بشهر المرأة.
وفى كلمته؛ أشار الدكتور عمرو طلعت إلى أن نسبة السيدات العاملات فى قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات يتراوح بين 30٪ الى 40٪؛ معربا عن تطلعه الى زيادة هذه النسبة والوصول إلى نسب المناصفة مع الرجل؛ منوها إلى أن نسبة القيادات النسائية بوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات تزيد عن 50٪ حيث تم اختيارهن لتولى المناصب نتيجة لكفائتهن فى العمل؛ لافتًا إلى أن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات توفر للمرأة آليات للعمل عن بُعد على النحو الذى يحقق لها التوازن بين تلبية طموحاتها والوفاء بمسؤولياتها الاجتماعية والأسرية.
وأوضح الدكتور عمرو طلعت جهود الوزارة للتوسع فى توفير بنية معلوماتية قوية لتمكين المواطنين لاسيما المرأة من الاستفادة من تكنولوجيا المعلومات والاتصالات فى الحصول على فرص عمل متميزة؛ حيث يتم تنفيذ مشروع لتوصيل الانترنت فائق السرعة إلى أكثر من مليون منزل خلال عام بقرى المرحلة الأولى لمبادرة حياة كريمة ثم تتوالى المراحل وصولا إلى 3.5 مليون منزل بكافة قرى المبادرة.
ووجه الدكتور عمرو طلعت التحية والتقدير للمرأة المصرية التى تعد عماد المجتمع والعمود الفقرى للأسرة؛ منوها إلى أن انعقاد الملتقى يتزامن مع الاحتفال خلال شهر مارس بالمرأة على المستويين المحلى والعالمى؛ موضحا أن يوم المرأة المصرية يعكس دورها الهام فى المجتمع وقيم التضحية والإيثار التى تتميز بها حيث تأتى المناسبة تخليدا لذكرى خروج المرأة المصرية فى أول مظاهرة نسائية فى تاريخ مصر المعاصر لتشارك الرجل فى المطالبة بحق أسرتها ووطنها فى الاستقلال والحرية وكافة المطالب الوطنية.
وخلال الملتقى؛ أوضح الدكتور شريف فاروق رئيس الهيئة القومية للبريد مجالات التعاون بين البريد المصري ومبادرة قدوة تك لتمكين المرأة المصرية اقتصاديا من خلال مساعدتهن في الترويج لمنتجاتهن وتوفير خدمات شحن بأسعار تنافسية داخل وخارج مصر؛ مشيرا الى ان تطبيق"yalla" سوبر اب الذي اطلقه البريد المصري يسهم في التسهيل على المرأة المصرية في القيام بعمليات التحصيل والسداد؛ معلنا عن اهداء البريد المصرى بطاقة yalla لرائدات الأعمال بمبادرة قدوة تك مع خصم على خدمة وصلها.
وألقى السيد/ اليساندرو فراكاسيتى الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائى كلمة تناول فيها جهود برنامج الأمم المتحدة الإنمائى فى تمكين المرأة على المستوى الدولى لتحقيق النمو الشامل والعدالة الاجتماعية، بالتوازى مع الأهداف الإنمائية للألفية؛ موضحاً أهمية توظيف التكنولوجيات الرقمية لخلق بيئة أمنة وداعمة لطموحات المرأة وهو الأمر الذي يأتي في صميم أهداف التنمية المستدامة؛ مشيراً إلى أنه قد استفادت ما يزيد 3500 سيدة من البرامج المنفذة في إطار الشراكة مع مبادرة قدوة تك.
كما استعرضت المهندسة هدى دحروج رئيس الإدارة المركزية للتنمية المجتمعية الرقمية بوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أنشطة ومسارات مبادرة (قدوة- تك) ودورها فى رفع الوعى بفرص التمكين التكنولوجى المتاحة أمام المرأة، وما تتيحه من فرص للتمكين التكنولوجى الموائمة لاحتياجات السيدات الحرفيات، من خلال تقديم التوعية والتدريب وبناء القدرات الرقمية للحرفيات لمواكبة جهود الدولة نحو التحول الرقمي.
وقد قام الدكتور عمرو طلعت بتسليم شهادات تكريم لعدد من القدوات والمتميزات لعام 2021، وكذلك لممثلى الجهات الشريكة لمبادرة قدوة تك، تقديرا لدورهم فى تعزيز القدرات الإنتاجية والمهارات الرقمية والمعرفية لمستفيدات قدوة تك من صاحبات الحرف اليدوية والتراثية.
وشهد الملتقى الاحتفال بتخريج أولى دفعات قدوة تك من الاشخاص ذوى الإعاقة، كما استضاف الملتقى عددا من النماذج المتميزة من السيدات ممن شاركن فى تدريبات "قدوة- تك"، وتجاربهن الملهمة للأخريات.
وتضمنت فعاليات الملتقى؛ عقد جلسة بعنوان "تجارب نسائية ملهمة" تناولت بعض من التجارب الملهمة لسيدات حققن نجاحات عملية. كما تم عقد جلسة حوارية بعنوان "فرص رقمية مستدامة" بمشاركة عدد من ممثلى جهات ومؤسسات داعمة لتمكين المرأة اجتماعيًا واقتصاديًا؛ حيث تم استعراض الفرص الرقمية التى تقدمها مؤسساتهم فى تشجيع السيدات على الإبداع، وتعزيز دورهن فى المجتمع بطريقة تتسم بالمسئولية والاستدامة.
كما تم عرض فيلم تسجيلى قصير استعرض نماذج من القصص الناجحة التى أبرزتها المبادرة، وكيف تسهم فى زيادة فرص العمل الرقمية المستدامة فى المجتمع، وما تتيحه من فرص وإمكانيات جديدة تتوافق والاحتياجات الرقمية للسيدات الحرفيات.
حضر فعاليات الملتقى؛ المهندسة غادة لبيب نائب وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات للتطوير المؤسسى، وبعض قيادات وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
يذكر أن وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات قد أطلقت فى عام 2019 مبادرة (قدوة- تك) لتمكين المرأة بهدف استثمار الطاقات الإبداعية لدى السيدات الحرفيات، وتوفير بيئة تساعدهن على مزيد من الابتكار والريادة، من خلال برامج تدريبية تكنولوجية لبناء القدرات ومواكبة الاحتياجات والمتغيرات الرقمية، وتحقيق الإدماج الرقمى للسيدات وتشجيعهن على الاستفادة القصوى من أدوات وحلول تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ليصبحن قدوات لأقرانهن فى المجتمع.
وتتوجه المبادرة بأنشطتها للسيدات فى كافة محافظات مصر، حيث تقوم بتنفيذ نموذج لتعزيز وتنمية القدرات الرقمية من خلال عدة مسارات؛ ومسار التدريب على التسويق الرقمي، ومسار التدريب على مهارات التجارة الإلكترونية بالتطبيق على المنصات التجارية المحلية والعالمية، إضافة إلى الجلسات الاستشارية وحملات التوعية فى موضوعات: الشمول المالى الرقمي، والأمان على الانترنت، ومبادئ التغليف والشحن والتسعير والتصوير، والتسويق الأخضر، والملكية الفكرية.
وخلال جائحة كورونا نجحت مبادرة قدوة- تك فى الاستجابة وتجاوز كافة المعوقات المجتمعية التى نتجت عن ذلك، وتوعية وتمكين ما يقرب من 4000 مستفيدة من خلال التحول السريع فى شكل تقديم الخدمات التدريبية للفئات المختلفة من السيدات من الشكل التقليدى إلى الشكل التفاعلى عبر تقنيات التعلم عن بُعد وتخريج 25 دفعة تسويق رقمى مما أتاح للمستفيدات تلبية احتياجاتهن من التواجد فى سوق العمل الافتراضى على شبكة الانترنت، وبالتالى ترسيخ مفهوم وأهمية التحول الرقمى فى أذهانهن.
وتميزت هذه التدريبات بإمكانية النفاذ إلى عدد أكبر والوصول إلى مناطق أوسع من خلال التدريب عن بُعد، فى 25 محافظة حيث تم تحديد توقيتات التدريب بشكل يراعى الظروف الشخصية للمتدربات، وكذلك الاستجابة اللحظية اونلاين لاستفساراتهم ودعمهن اثناء وبعد التدريبات من خلال ما يقرب من 40 جلسة تنوعت بين جلسات تقنية ومعرفية واخرى ذات بُعد تنموى مستدام .