محمد سلطان يكتب: إنسانية سي لطفى!!

الاربعاء 02 مارس 2022 | 06:23 مساءً
كتب : بلدنا اليوم

فى عام 1958 قدم لنا الإسطورة إسماعيل ياسين فيلمه الرائع و الذى يحمل إسمه ضمن سلسلة تاريخية فريدة كانت تدور احداثها تلك المرة داخل أروقة مستشفى المجانين، إلتقى هناك بطل الفيلم(العاقل)بشخصية كوميدية و هو الفنان حسن آتلة فى دور مختل عقلياً يردد بإستمرار مقولة خالدة لازالت عالقة فى الأذهان حتى الان و هى(معلش يا ابنى أصل انا عندى شعرة .. ساعة تروح و ساعة تيجى)المفارقة الكوميدية كانت فى إعتقاد البطل بسلامة قوى سي لطفى العقلية نظرا لحديثه الرزين و تصرفاته المتزنة التى تنقلب فجأة للجنون و من ثم يردد بعدها المقولة الشهيرة، هذه الكوميديا التى قُدمت فى منتصف القرن الماضى كانت سابقة عصرها فعلا فالتحول اللامنطقى بين العقل والجنون فى السابق أصبح هو لغة العصر حالياً و بات سلعة مشبوهة يبيعها الغرب الذى بلغ من الغطرسة والإستهانة بعقول مواطنى الشرق حد لا يمكن السكوت عليه ولو حتى بإشارة بسيطة مثل هذا المقال المتواضع!!.

المؤكد إن الإنسانية لا تتجزأ و التعاطف مع ضحايا العدوان شيء حتمى و فطرى ايا كان موطنهم فالجنسية تتبع تقسيمات جغرافية نتيجة حدود بشرية مصنوعة بينما الإنسانية يُفترض إنها تشمل الجميع بلا قيود و بلا حدود، نعم نحن نرفض كل مشاهد القتل، الدمار والتهجير المصحوب بدموع الأطفال و نحيب نساء تهرول لتحتمى برجال أجسادهم مرتعشة بل كثيراً ما يُجمدها الخوف القاتل لكنهم مُجبرين على إرتداء أقنعة قوة زائفة من أجل تصدير لذويهم حالة أمان مفقود و المُضى قدما معهم فى رحلة بحث يائس عن إستقرار واهى يبدو إنه قريباً لن يعود!! لا شيء إسمه الشماتة فى الخراب حتى لو كان فى قلب أوروبا التى إحتلتنا قرون وبالتحديد هناك فى دولة أوكرانيا التى حتى الأمس القريب كان رئيسها(المهرج)يدافع بإستماتة عن وحشية الإحتلال الإسرائيلي مُستنكرا دفاع الفلسطينين الشرعى عن أرضهم المغتصبة فى حالة مطابقة تماما لما يفعله الأن شعبه المسكين و رغم ذلك فقلوبنا لازالت و ستظل معهم رغم تحجر قلوبهم و موت ضمائرهم مثل رفقائهم منذ عشرات او حتى مئات السنين!!.

رغم ذلك يشعر اهل الشرق بغصة و مرارة نتيجة ظلم فادح يتعرضون له بشكل ممنهج مقصود، ظلم بيَن مزدوج التأثير فلا أحد أولاً يعطى اى قيمة لشهدائهم و دوى صرخات شعوبهم المكلومة مهما إرتفعت مثلما يحدث الآن من كل العالم مع الشعب الاوكرانى و ثانياً و هو الأهم هم دائماً و أبداُ أول المتهمين بالإرهاب والقتل والتدمير رغم ان العدوان(الرسمى والجماعى المنظم بعيد عن حالات فردية شاذة)عبر التاريخ القديم والحديث كان ولازال مصدره الأعظم والأكبر هناك من دول الغرب بقيادة أمريكا،بريطانيا، فرنسا و بقية قراصنة البر بقيادة عفنة من وراء الستار من أباطرة الكيان الصهيوني المحتل الذى ينسبونه بقاذوراته عمداً للشرق بينما هو لا يمت لنا بصلة و هى الحقيقة التى يعلمها و ينكرها الجميع بيقين كاذب لا مثيل له على كوكب الأرض لكنها الشعرة التى كانت كوميديا مضحكة مع سى لطفى و أصبحت كوميديا سوداء مع سي بايدن و أتباعه!! شعرة سى لطفى فضحت لغة الغرب العنصرية البغيضة التى تعكس عقلية فاسدة ملوثة تؤمن أن الإنسان لديهم أفضل و أرقى من نظيره لديَنا فى نظرة فوقية تقوم على التمييز العرقى متخطية حتى حدود العنصرية الدينية(سلاح الماضى المُفضل) وهو ما يبرز بشدة من كل هذا الخراب الغربى الذى يطول اهل الشرق بلا توقف بمسيحيه فى لبنان، سوريا، فلسطين او حتى مصر على فترات كمثال بسيط مثلما يطول بالطبع ايضاً مُسلميه فى تلك البلدان و غيرها بلا اى تفرقة فى الدمار الذى يقضى على الكل مما يؤكد إنهم لا يحترموننا عِرقياً ولا يكنون لنا أدنى درجات التقدير ولا بالطبع يملأ السلام قلوبهم كما يدعون، هم فقط يستقبلون ابنائنا فى بلادهم لمساعدتهم فيما لا يعلمون، نعم هم يدفعون مقابل سخى و يقدمون جودة حياة مرتفعة يتظاهروا فيها بإحترام الحريات و كل ما يتعلق بمقدسات الآخر و انسانيته لكنها معادلة مسمومة تصب فى صالحهم فقط كونها مشروطه بإتباع النظام الماسونى الذى يضعونه وفق مفهوم سي لطفى الذى يجعل المحاربة مع ضحايا الغرب او حتى التعاطف بطولة و شرف سامى بينما مجرد الإشارة لمذابح اهل الشرق المتكررة تُعد تحريض على العنف و عدم التعايش السلمي على أنقاض الشهداء!! حتى الرياضة والفنون و هى أرقى وسائل تقارب الشعوب كانت تحمل دائما و أبدا شعار ثابت لا يتغير عن عدم خلط السياسة مع اى فعالية أخرى أصبح هو الآخر حالياً شعار من ورق و أستبعدت روسيا من غالبية التجمعات بينما لم و لن تستبعد اى دولة تستبيح دماء الشرق الأوسط حتى روسيا نفسها سبق لها و أن نظمت كأس العالم فى نفس توقيت إطلاق صواريخها فى سماء سوريا العاصفة!!.

لن أعُدد اسماء مَن تم إغتيالهم على المستوى الشخصى والعملى من العالم الغربى و تم القضاء على مستقبلهم كضريبة الوقوف مع الحق مقابل اسماء أخرى لمع نجمها و إمتلأت حساباتهم البنكية بملايين الدولارات مكافأة دنيوية رخيصة عن دعمهم للباطل و ترويجه كحق مكتسب زائف قد ينتصر أحياناً لكنه حتماً لابد سوف تتضح حقيقته يوما ما .. مهما طال الزمان!!.