بعد الوصول لـ"ربع النهائي".. كأس الأمم الأفريقية مُهددة بالإلغاء

الثلاثاء 25 يناير 2022 | 03:48 مساءً
كتب : محمد عبد الهادى البنداري

لا تزال الأزمات تحاصر النسخة الجارية من بطولة كأس أمم أفريقيا المقامة في الكاميرون والتي بدأت في الفترة 9 يناير وتنتهي 6 فبراير القادم.

وكان الكثير من الجدل قد أثير في الفترة الحالية أثناء إقامة البطولة، مما طالب البعض بإمكانية تأجيل أو إلغاء البطولة بعدما تعاقبت بعض الأزمات المتتالية التي وجاهت ومازالت تهدد المنتخبات المشاركة.

فكرة إلغاء بطولة أمم إفريقيا ليست وليدة اليوم

تعد فكرة إلغاء بطولة كأس أمم إفريقيا ليست بالجديدة بل من قبل انطلاقها وكانت هناك أصوات تندد بتأجيل أو إلغاء البطولة هذا العام بسبب اعتراض الأندية الأوروبية على إرسال لاعبيها للمشاركة في البطولة بسبب ظروف تفشي فيروس كورونا، لكن تم الاستقرار في النهاية على إقامة المسابقة في موعدها.

بداية من الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" الذي رغب في تأجيل إقامة كأس الأمم الأفريقية في الكاميرون بسبب متحور فيروس كورونا بعد أن أعلنت الأندية الأوروبية عدم إرسال محترفيها لمنتخبات بلادها في الكان الإفريقي.

وكانت رابطة الأندية الأوروبية قد طالبت بعدم إقامة كأس الأمم الإفريقية في موعدها بمنتصف الموسم؛ نظرًا لتأثير ذلك على اللاعبين المحترفين في أوروبا، وخطورة انتشار فيروس كورونا في هذه البلاد أيضًا.

لكن الكاميرون ردت بأن حالتها أفضل من إنجلترا فيما يتعلق بانتشار فيروس كورونا، وتمسك الاتحاد الكاميروني برئاسة صامويل إيتو أسطورة كرة القدم في بلاده بإقامة البطولة في موعدها.

ليحسم "إيتو" مصير كأس الأمم الإفريقية، برسالة رسمية عبر حسابه الرسمي بموقع "تويتر" يبرز فيها بيان الاتحاد البوركيني بدعم إقامة كأس أمم إفريقيا في موعدها.

ولكن واجهت البطولة بعد إنطلاقها رسمياً العديد من الإنتقادات والأخطاء الفاضحة من الدولة المنظمة والتي أثارت الجدل في صفوف المنتخبات المشاركة بالبطولة، وبدا سوء التنظيم واضحا، منذ أيام البطولة الأولى، وتجاوزت عدد الوقائع المثيرة للجدل عدد أيام البطولة، وهي حوادث لا نشهدها في البطولات القارية الأخرى، والبعض منها لم نشهده في تاريخ كرة القدم.

أبرز أزمات التنظيم في بطولة كأس أمم إفريقيا

أزمة الكرات في مباراة مصر ونيجيريا، حيث غير حكم اللقاء باكاري غاساما، كرة اللقاء، 3 مرات على الأقل، في منظر غير مألوف بالبطولات العالمية.

وبدا أن الكرات لم يتم نفخها بشكل صحيح، حتى أصبحت غير لائقة للعب كرة القدم.

النشيد الوطني

فوجئ المنتخب الموريتاني بعد الإعلان عن عزف النشيد الوطني الخاص بموريتانيا، بعزف النشيد القديم بدلا من النشيد الحالي، مما اضطر المنظمين لإيقاف النشيد، ومحاولة تشغيل النشيد الجديد.

اللجنة المنظمة فشلت مرة ثانية، ليقوم بعض لاعبي المنتخب الموريتاني والجهاز الفني بترديد النشيد الجديد دون مرافقة التسجيل الموسيقي.

الفضيحة التاريخية في مباراة تونس ومالي

في مواجهة تونس أمام مالي قرر الحكم الزامبي جاني سيكازوي إنهاء المباراة في الدقيقة الـ85، قبل أن يتراجع عن قراره، ومن ثم أنهاها بشكل رسمي في الثواني الأخيرة من الدقيقة الـ89.

وآثار القرار الثاني جدلا كبيرا عقب المباراة، حيث احتج التونسيون على القرار، قبل أن يرفضوا استكمال المباراة بسبب رغبتهم في إعادتها.

ورفض لاعبو تونس النزول إلى أرض الملعب على عكس ما فعل لاعبو مالي عندما قرر الحكم الرابع استكمال المباراة، في واقعة أصبحت حديث الصحافة العالمية.

شكوك حول تزوير الكاميرون لعينات مسحة كورونا

كانت إذاعة "موزاييك" التونسية كشفت في وقت سابق عن وجود شكوك قوية من قبل الاتحاد التونسي لكرة القدم بخصوص مصداقية الاختبارات التي يقوم بها المختبر المعتمد من قبل الاتحاد الأفريقي لكرة القدم "كاف".

وقام الاتحاد التونسي لكرة القدم بإخضاع اللاعبين المصابين بكورونا لمسحات في أحد المختبرات الخاصة جاءت كلها سلبية، غير أن التحاليل المعتمدة من قبل الكاف أثبتت تواصل إصابة ديلان برون بفيروس كورونا مقابل تعافي غيلان الشعلالي.

يذكر أن تلك الواقعة حدثت قبل ذلك في أكثر من بطولة كروية، وأقدمت عدة دول على تلك الخطوة منها البرازيل وفرنسا وروسيا.

ولعل الحديث الأبرز في البطولة حتي يومنا هذا هو أزمة مباراة منتخب الكاميرون وجزر القمر والتي شهدت واقعة تحدث لأول مرة في البطولة بعدما كشفت العينة التي أجراها منتخب جزر القمر عن اصابة 3 حراس المنتخب بفيروس كورونا، وبعد تعافي حارس مرمي جزر القمر تقرر عدم مشاركته بعدما أعلن الإتحاد الإفريقي خضوعه لعزل صحي لمدة 5 أيام كما رفض الاتحاد المنظم للبطولة استدعاء حارس آخر للمشاركة مع منتخب جزر القمر، ليقرر المنتخب المشاركة بلاعب قلب دفاع كحارس مرمي امام الكاميرون في اللقاء الذي انتهي لصالح أصحاب الارض بفوزهم بنتيجة هدفين لهدف في مباراة نال فيها منتخب جزر القمر الإشادة من الجميع.

وتداولت الصحف تلك الواقعة الغريبة التي رآها البعض مجاملة وتمهيد لإهداء البطولة لمنتخب الكاميرون، وما أثار الجدل أكثر هو إصابة جميع المنتخبات المشاركة بالبطولة ماعدا منتخب الكاميرون الذي لم يعلن إصابة أي من لاعبيه.

وتعد آخر أزمات بطولة أمم إفريقيا هي الواقعة المُفجعة التي حدثت مساء أمس الإثنين في ياوندي عاصمة الكاميرون، قبيل انطلاق مباراة المنتخب الكاميروني ومنتخب جزر القمر والتي أدات إلى وفاة 8 وإصابة 50.

وقالت هيئة التلفزيون الكاميرونية الرسمية “سي آر تي في” إن تدافعاً على مدخل استاد أوليمبي أوقع 8 ضحايا وعشرات الجرحى، مشيرةً إلى أن حكومة الكاميرون والاتحاد الإفريقي لكرة القدم (كاف) يتابعان وضع الجرحى في مستشفيات المدينة -حسبما ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية-.

وأصبحت أزمات بطولة أمم إفريقيا هي حديث الساحة الرياضة في هذه الفترة، والتي ننتظر فيها أهم المستجدات، وهل سيتم إستئناف البطولة أم سنستيقظ على خبر إلغاء البطولة المثيرة للجدل؟.

اقرأ أيضا