يمر اليوم ذكرى ميلاد الراحل نجيب الريحاني، الذي قدم الكثير من الأعمال الفنية السينمائية والمسرحية، حيث تمكن من ترك مكانة كبيرة في قلوب الجماهير ، من خلال أعماله التي كانت تميل الي طبقة الفقراء الذى كان واحدا منهم في يوما من الأيام.
ولد نجيب الريحاني في القاهرة، مصر، في يناير من عام 1889، أمه مصرية و والده عراقي وكان الأوسط بين أخوته الثلاث. حياتهم كانت ميسورة للغاية، لذا تلقوا تعليمهم في أرقى مدارس القاهرة.
التحق"نجيب" بمدرسة الفيير الفرنسية وكان منكباً على الدراسة قاضياً الكثير من الساعات في مطالعة الأدب الفرنسي والعربي وكان طليقاً بهما إلقاء وكتابة، وتأثر بأدب الفرنسي الساخر موليير وترجم له معظم أعماله.
لاحظ موهبته الشيخ بحر أستاذ اللغة العربية فعمد إلى اختياره رئيسا لفريق التمثيل، حيث كان يعود إلى غرفته يتدرب على أدواره بأصوات عالية ولساعات طويلة، ولطالما تعرض للتأنيب من قبل أمه بسبب ذلك.
توفى والد "نجيب" بعد حصوله على الشهادة الثانوية في السادسة عشر، فلم يكمل دراسته واضطر للعمل لمساعدة أسرته في البنك الزراعي في القاهرة، لأن والده ترك ثروته بالكامل لابنة أخته اليتيمة.
أحب نجيب الريحاني التمثيل جداً لكن بدأت حياته المهنية بعيدا عن الفن، وتحديدا في البنك الزراعي حيث تعرف على عزيز عيد وهو خريج مسرح، عمل في البنك أيضا، ولم يمض وقت طويل حتى بدأت صداقة بينهما وانضم نجيب إلى فرقة عبد العزيز، وبسبب تغيبهما المستمر عن البنك بسبب التمثيل تم فصلهما ليعتبرها نجيب إشارة إلى أن قدره هو اتباع شغفه.
لم يطل الأمر كثيرا في فرقة عزيز وذلك لأن الأضواء سلطت على نجيب فلم يحب عزيز الأمر وقام بطرده من الفرقة، لينضم لاحقا إلى الفرقة التي كانت مشهورة نسبيا، فرقة عطاالله، التي أيضا لم يستقر فيها مطولا، وبدأ فعلا يتساءل إن كان سعيه في مجال المسرح والسينما دون فائدة.
انتقل إلى الصعيد ليعمل في مصنع سكر، وتقاضى مبلغا جيدا لقاء عمله، لكنه سرعان ما تخلى عن ذلك كله وعاد إلى القاهرة، للجلوس في مقهى برنتانيا الذي غالبا ما يجلس به الفنانون العاطلون عن العمل، وتدهورت أحواله أكثر وأكثر خاصة بعد أن طردته أمه من المنزل
كان صاحب المقهى يوناني الأصل محبا للفنانين، لذا حاول مساعدته فعرفه على مجموعة من الفنانين بدون أي عمل وبدأوا بفرقه أخذت تعرض في كراج حول إلى مسرح بفرق وحيد، عليك إحضار كرسيك معك إذا أردت الحضور
تحسنت أحوال الفرقة ماديا وبدأوا عروضهم في مكان آخر وهو مسرح بريتانيا في القاهرة، وانضم إلى الفرقة التي احتوت نجيب، أمين عطا الله، أمين صدقي، روز اليوسف حينها، سيد درويش، وبديع خيري الذي صادق نجيب حتى مماته.