أشارت صحيفة "الرياض" السعودية في افتتاحيتها، إلى أن "لبنان يدور في حلقة مفرغة لا نفاذ منها، جعلته في كل جوانب حياته كشعب ودولة ووطن، مجرد ورقة في يد لاعب أجنبي طائفي، يستعملها حسب مصالحه الخاصة وحاجاته وفي اللحظة التي تناسبه.
كانت مصلحة ذلك اللاعب تقضي بإبقاء لبنان ساحةً لألاعيبه السياسية، ورويداً رويداً وضع يده على الشأن السياسي اللبناني الداخلي، وتخلص من معارضيه اللبنانيين، وفي مقدمتهم رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري، والقائمة تطول حتى شملت المكونات اللبنانية كافة، وأكمل اللاعب حضوره بتمكين حزب الله من لبنان بإشراف وتمويل الحرس الثوري الإيراني".
واعتبرت الصحيفة السعودية بانه "لم يبقَ في لبنان من يقول لا لقرار حزب الله، ومن قال لا، طُورد وقُتل، وعندما اعتقد رفيق الحريري أن استعادة دور لبنان الاقتصادي والمالي والعلمي والاجتماعي ستكون طريقة للالتفاف على الهيمنة الخارجية، جرى اغتياله، بعد حرب إعلامية وسياسية لعزله، كان الإيرانيون حينها جاهزين على الدوام لتسلّم الراية ومواصلة النهج لأهداف خاصة بهم، وذلك كورقة مساومة مع إسرائيل والغرب ضمن مشروعها النووي، وفي الحد الأقصى تحويل لبنان إلى جزء من دولة الولي الفقيه، كما جاء في الأدبيات الأولى لحزب الله".
ولفتت الى ان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي يحاول، كما تتداوله وسائل الإعلام، أن يبقي العلاقة بين لبنان والدول العربية في أحسن أحوالها، لكن تبيّن له قبل غيره أن الأمور ليست بيده، بل القرار الأساسي في الدولة اللبنانية هو لحزب الله وحلفائه الذين رهنوا لبنان لمحور الممانعة، لا سيما أن مفهوم الحكم لديهم هو رهن لبنان للمحور الإيراني وتسليمه للجوع والفساد والقهر والتهريب، وعزله عن محيطه العربي وعن علاقاته الدولية.
واعتبرت بان لبنان وصل إلى الفصل الأخير من تراجيديا الانهيار، وسط أنانيات المتحكمين به، والمحكومين بالانحياز إلى محور إقليمي، يسوقونه إليه بالقوة رغم أن هذا المحور يتناقض مع جوهر لبنان وطبيعته وتركيبته الاجتماعية، ويُراد له أن يسلّم بالتدخل الإيراني، بل أن تكون طهران شريكاً فيه قبل مواطنيه. لذلك لن يعود بلد الأرز الراسخ في التاريخ إلى حياته الطبيعية من دون استعادته لقراره ومؤسساته، وقبل ذلك زوال الهيمنة الإيرانية.