القى الرئيس عبد الفتاح السيسي، كلمته في مؤتمر قمة دول تجمع فيشجراد مع مصر بالعاصمة المجرية بودابست، حيث يضم التجمع المجر والتشيك وسلوفاكيا وبولندا.
وجاءت كلمة الرئيس كالاتي:
فخامة الرئيس/ شي جنبينج، رئيس جمهورية الصين الشعبية
السيد/ أنطونيو جوتيريش، سكرتير عام الأمم المتحدة
السيدة/ إليزابيث مريما، السكرتير التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي
السيدات والسادة،
إنه لمن دواعي سروري أن أشارككم اليوم افتتاح أعمال الدورة الخامسة عشر لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي، وأود في هذا الصدد أن أتقدم بالشكر لجمهورية الصين الشعبية الصديقة على حرصها على عقد الدورة على الرغم من كل التحديات التي باتت تواجه العمل متعدد الأطراف على إثر تداعيات جائحة كورونا.
السيدات والسادة،
نعيش اليوم مرحلة دقيقة في تاريخ البشرية، تتطلب منا بذل جهود حثيثة للتكاتف لمواجهة التحديات الجسام أمامنا، والتي زادت من حدتها جائحة كورونا، حيث لا زلنا نتعامل مع آثارها السلبية على كافة المستويات. ولقد جاء تقرير التقييم العالمي الأخير لحالة التنوع البيولوجي، الصادر عن المنبر الحكومي الدولي لعلوم وسياسات التنوع البيولوجي، ليدق ناقوس الخطر إزاء التدهور السريع الذي يشهده التنوع البيولوجي في السنوات الأخيرة، والذي أصبح ينذر بكارثة عالمية ما لم تعزز دول العالم أجمع من جهودها لتغيير أنماط الاستهلاك والإنتاج وجعلها أكثر استدامة وأكثر وعياً بأهمية الحفاظ على التنوع البيولوجي وسلامة الأنظمة الحيوية لمستقبلنا على هذا الكوكب.
وإدراكاً منها لذلك، فقد عملت مصر بجهد دؤوب منذ مؤتمر أطراف شرم الشيخ في 2018، على إطلاق مرحلة جديدة للعمل الجماعي لصياغة "إطار عالمي للتنوع البيولوجي لما بعد 2020" ووضع أهداف قابلة للتحقيق مدعومة بآليات واضحة للتنفيذ. وعلى الرغم من التحديات التي مثلتها جائحة كورونا خلال العامين الماضيين، فقد استطاعت الرئاسة المصرية للمؤتمر تحقيق إنجازات ملموسة على هذا الصعيد، ونأمل أن تشهد الفترة القادمة تنفيذاً فعالاً لتلك الأهداف يُعوض ما لم يتم تحقيقه خلال السنوات العشر الماضية.
السيدات والسادة،
إن ما شهدناه على مدار قرابة عامين ماضيين يشير إلى الارتباط الوثيق بين صحة الإنسان وبين علاقته بمحيطه الحيوي، ومن هذا المنطلق فقد سارعت مصر في 2018 بطرح مبادرة طموحة بين كافة جوانب العمل البيئي لتحقيق التناغم والتكامل بين جهود الحفاظ على التنوع البيولوجي، ومواجهة تغير المناخ وتداعياته السلبية، ووقف تدهور التربة وتصحر الأراضي، إيماناً منها بما لهذه الجهود مجتمعة من أثر إيجابي على صحة الإنسان، وعلى تحقيقه التنمية الاقتصادية الشاملة.
وإن مصر إذ تشرف بتسليم رئاسة المؤتمر إلى جمهورية الصين الشعبية الصديقة، فإنها واثقة في قدرة الجانب الصيني على مواصلة هذا العمل الهام الذي تطمح إليه شعوبنا لحماية التنوع البيولوجي والنظم الحيوية على كوكبنا. وإننا نتطلع في هذا السياق إلى مواصلة العمل مع الصين خلال العامين القادمين لتحقيق هذا الهدف، متمنين للجانب الصيني النجاح والتوفيق في تحقيق أهداف الاتفاقية وصيانة الأمانة التي نحملها للأجيال القادمة.
وشكراً.