تتزين ليالي الإسكندرية بعروض مسرحية زقاق المدق، التى تقدمها الفرقة الاستعراضية التابعة لقطاع الفنون الشعبية والاستعراضية والمسرحية، وهي معالجة ورؤية درامية استعراضية لرواية الأديب العالمي المصري نجيب محفوظ وسبق عرضها في عمل مسرحي درامي في ثمانينيات القرن الماضي وتم انتاجها كعمل سينمائي تحت اسم الدنيا الجديدة في بطولة للفنانة الكبيرة شادية وصلاح قابيل وحسين رياض ويوسف شعبان وحشد من كبار ممثلي السينما المصرية.
وسبق أيضا أن تم انتاجها كفيلم مكسيكي بطولة سلمى حايك وحصل على أحد جوائز مهرجان كان العمل الجديد المعروض حاليا على مسرح محمد عبد الوهاب بكورنيش الاسكندرية تمت معالجته بشكل درامي استعراضي من قبل المؤلف والشاعر محمد الصواف وتصدي لهذا التحدي المخرج الاستعراضي الكبير د. عادل عبده الذى ضفر التابلوهات الراقصة مع الاحداث الدرامية في قالب رائع معبرا به عن جو الحارة المصرية في اربعينيات القرن الماضي مع اسقاطات ذكية على مايجرى في الشارع المصرى الان من التحديات الكبري التى خاضها عادل عبده انه اعاد اكتشاف مجموعة من النجوم الكبار واعادهم لخشبة المسرح بعد غياب مع تقديم مجموعة من الوجوة الجديدة الواعده.
فقدم النجمة الكبيرة نيهال عنبر في دور ام حميدة والنجمة المبهرة دنيا عبد العزيز فى دور حميدة ولاشك ان اي ممثلة اخرى كانت ستخشى المقارنة مع العظيمة شادية ولكن رؤية عادل عبده للدور جعلت دنيا تقبل التحدي دون خوف او خشيه كما رأبنا النجوم العائده محسن محيى الدين وبهاء ثروت والكبار الذين اثروا العمل بحضورهم الطاغى ضياء عبد الخالق فى دور المعلم كرشه واحمد صادق صاحب مدرسة الاداء المبهر فى صمت وهدوء ومعهم د. عبد الله سعد ومحمد شومان.
اما ايقونة العرض فكان المبدع كريم الحسيني الذى ابهر الجمهور والممثلين معه على المسرح بادائه الاخاذ سواء رقصا او غناءا او تمثيلا
العمل ينتمى لفصيلة الاعمال الاستعراضية الضخمة والمبهرة التي افتقدناها منذ زمن بعيد.
ولاشك أن مثل هذه الاعمال تعد من قبل الاعمال التاريخيه ذات البعد الاقتصادى والدليل ان مسرح محمد عبد الوهاب بالا سكندريه يرفع لافتة كامل العدد منذ بدء العرض فى ٨/٢٥ الماضى وسيستمر العرض حتى ليلة ٩/٢٥ الحالى ثم يعود ليعرض على خشبة مسرح البالون بالقاهرة.
هذا العمل يمكن استثماره سياحيا وتسويقة عربيا وايضا عالميا للجاليات العربيه فى كل انحاء العالم كما اعتقد ان مثل هذا العمل يمكنه الاسهام فى تنشيط السياحة الوافده الى مصر ( واعتقد ان هذه الرؤيه ليست غائبه عن عادل عبده بصفته رئيس البيت الفنى للفنون الشعبية والاستعراضيه).
ويذكر أن للمخرج الكبير إنه اعاد الحياهة والبريق لمسرح الدوله بعد فترة صمت طويلة وانتشرت عروض الشعب المسرحية في عهده فى كل ربوع مصر بدعم من المبدع الكبير المخرج خالد جلال رئيس قطاع الانتاج الفنى والثقافى بوزارة الثقافه، هذا العمل الضخم اسهم فى خروجه للاضواء فريق متكامل لابد من ذكر اسمائهم وهم؛ الفنان وليد طه المخرج المنفذ والمشرف على هيئة الاخراج؛ ووليد صلاح واحمد يونس مخرجين مساعدين ومساعدوا الاخراج؛ احمد طارق ( والذى قام باداء دور صغير فى العمل بجوار عمله ) واحمد الصواف ومحمد الشيمى ومحمود كامل وايهاب علوان وابراهيم ابو النجا ؛ العمل من انتاج الفرقه الغنائية الاستعراضيه بقيادة الفنان الكبير لبيب صلاح الدين واشرف على الانتاج وادارته امل حبيب.