«المشير محمد حسين طنطاوي توفى.. إنا لله وإنا إليه راجعون».. في تمام الساعة السادسة صباحًا استيقظت مصر على خبر صادم أدخل الحزن والغضب على قلوب الكثيرين، عقب الإعلان عن رحيل المشير محمد حسين طنطاوي، القائد العام للقوات المسلحة، وزير الدفاع الأسبق، وقائد من قادة حرب أكتوبر المجيدة، الذي وافته المنية عن عمر ناهز 85 عامًا.
مولد المشير محمد حسين طنطاوي
المشير محمد حسين طنطاوي، ولد عام 1935، وسط أسرة نوبية من أسوان، تخرج في الكلية الحربية المصرية سنة 1956م، ثم كلية القادة والأركان، شارك في حرب 1967م وحرب الاستنزاف وحرب أكتوبر 1973م حيث كان قائد وحدة مقاتلة بسلاح المشاة.
المشير طنطاوي والرتب التي حصل عليها: أبرزها نوط الشجاعة العسكري
حصل المشير محمد حسين طنطاوي، خلال مشواره العسكري، العديد من الأوسمة والأنواط والميداليات؛ منها وسام التحرير، ونوط الجلاء العسكري، ونوط النصر، ونوط الشجاعة العسكري، ونوط التدريب، ونوط الخدمة الممتازة، ووسام الجمهورية التونسية، ووسام تحرير الكويت، ونوط المعركة، وميدالية تحرير الكويت، بالإضافة إلى ميدالية يوم الجيش، تدرج في المناصب حتى أصبح وزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة في عام 1991م وحصل على رتبة المشير في 1993م.
المشير طنطاوي وتولي رئاسة مصر ومنحه قلادة النيل
المشير محمد طنطاوي تولى رئاسة مصر بصفته رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، بعد تنحي الرئيس السابق حسني مبارك في 11 فبراير 2011، وظل حتى قيام الرئيس المنتخب بأداء اليمين الدستوري وتسلم منصبه في 1 يوليو 2012م، أُحيل للتقاعد بقرار رئاسي من الرئيس السابق محمد مرسي في 12 أغسطس 2012، ومنح قلادة النيل وعين مستشارًا لرئيس الجمهورية.
المشير طنطاوي ومسيرته المهنية: عطاء بلا حدود
المسيرة المهنية للمشير طنطاوي كانت حافلة بالعطاء والوطنية، إذ شغل مناصب قيادية عديدة في القوات المسلحة المصرية قبل تكليف الرئيس السابق محمد حسني مبارك له بتولي مسؤولية القيادة العامة للقوات المسلحة، فمن بين المناصب التي تولاها قائد الجيش الثاني الميداني 1987، ثم قائد الحرس الجمهوري 1988، ثم قائدا عاما للقوات المسلحة ووزيرا للدفاع في 1991 برتبة فريق ثم بعدها بشهر أصدر الرئيس مبارك قراراً بترقيته إلى رتبة الفريق أول، وفي 4 أكتوبر سنة 1993 أصدر الرئيس مبارك قرارا جمهوريا بترقيته إلى رتبة المشير ووزيراً للدفاع والإنتاج الحربي.
المشير طنطاوي سجله مشرف ومليء بالأحداث العظيمة والمناصب المشرفة؛ فقد شغل المشير محمد حسين طنطاوي مناصب قيادية عديدة في القوات المسلحة؛ حيث كان رئيسًا لهيئة العمليات وفرقة المشاة:
أبرز المناصب التي تولاها المشير طنطاوي
الملحق العسكري في باكستان.
قائد الكتيبة 16 أثناء حرب أكتوبر 1973.
قائد اللواء 136 مشاه ميكانيكا
قائد الفرقة 18 مشاه ميكانيكا
قائد فرع التخطيط، قسم العمليات الميدانية للجيش.
رئيس فرع العمليات، قسم العمليات الميدانية للجيش.
قائد لواء المشاة.
رئيس فرع العمليات، بهيئة عمليات القوات المسلحة.
قائد فرقة المشاة الآلية.
قائد فرع التخطيط بالقوات المسلحة.
رئيس أركان الجيش الثاني الميداني.
قائد الجيش الثاني الميداني.
قائد الحرس الجمهوري.
رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة.
وزير الدفاع في 20 مايو 1991.
القائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع والإنتاج الحربي 1 أكتوبر 1993.
رقي الي رتبة المشير في 4 أكتوبر 1993.
رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي حكم مصر بالفترة من 11 فبراير 2011 حتى 30 يونيو 2012.
مستشار رئيس الجمهورية في 12 أغسطس 2012.
المشير طنطاوي بعد ثورة 25 يناير 2011
استطاع المشير طنطاوي بعد توليه مسؤولية السلطة في البلاد، بعد قيام ثورة 25 يناير 2011، الحفاظ على هيبة ومكانة القوات المسلحة المصرية في العالم، فهو الضامن الأمين للتطور الديمقراطي في مصر.
المشير طنطاوي ألقى عليه أعباء عهد جديد على مصر والمنطقة، و نجح فى كل الاختبارات التى تعرض لها بنجاح منقطع النظير، ورغم كل محاولات الاستفزاز التى تعرض لها الرجل وتعرضت لها القوات المسلحة فى تلك الفترة الدقيقة إلا أنه كان بمثابة حائط الصد والقميص الواقي الذى يتلقى الضربات عن الشعب، وظل حتى قيام الشعب بانتخاب رئيس آخر وتسلم منصبه فى 1 يوليو 2012 استكمالا لخارطة الطريق، ثم بعد ذلك منح قلادة النيل وعين مستشارًا لرئيس الجمهورية.
كراكة المشير طنطاوي.. تكريم الرئيس السيسي لقادته العظام
تكريمًا من الرئيس عبد الفتاح السيسي لقادته العظام، الفضل ومن منطلق لأهل الفضل إلا ذوو فضل، جرى إطلاق اسم المشير محمد حسين طنطاوى على كبرى كراكات الشرق الأوسط، وأحدثها، والتى انضمت حديثًا إلى أسطول هيئة قناة السويس، من قبيل الامتنان والاحتفاء والاعتراف بفضل رجل حمل الأمانة فى ظرف تاريخى فحفظها، وأدّاها كاملة للشعب المصرى.
المشير طنطاوي حمل عبء البلاد في توقيت صعيب، تكالبت فيه الأكلة على مصر إبان 25 يناير وما تلاها من أحداث جسام كادت تعصف بالسفينة العتيقة وهى تمرق فى لجة الموج العاتى.
الرجل الذي سيذكره التاريخ مؤتمنًا على الأمانة، أدى الأمانة لأهلها كاملة.
المشير طنطاوى تحمل ما لا تتحمله الجبال. إشادة الجميع
يظل المشير طنطاوى محل تقدير من جميع قيادات القوات المسلحة وعلى رأسها الرئيس السيسى القائد الأعلى للقوات المسلحة والذى قال عنه بعد حمايته مصر فى أصعب فتراتها: «المشير طنطاوى تحمل ما لا تتحمله الجبال».
ونعى الجيش المصري القائد العسكري المخضرم، عبر بيان نشره المتحدث باسمه على مواقع التواصل الاجتماعي جاء فيه "تنعي القيادة العامة للقوات المسلحة ابنا من أبنائها وقائدا من قادة حرب أكتوبر المجيدة، المشير محمد حسين طنطاوي وزير الدفاع الأسبق والذي وافته المنية صباح اليوم".
وكان طنطاوي تعرض قبل أشهر لأزمة صحية، وسط غموض حول حالته.