نسمات مبتهجة من المحبة والود في بادئ الأمر.. مرت ثلاثة أشهر على خطوبة طارق وشيماء ويعملان مدرسان بالتربية والتعليم.
خرجا سويا في نزهة بباخرة استقلاها من أمام معهد ناصر على كورنيش النيل ..تسامرا ..تجالسا .. جمعهما نسمات الهواء الطلق الجميل والابتسامة تجلوا على وجهيهما ..وسط الضغوط الاقتصادية ومتطلبات الحياة .
مرق شهر أخر ودأبا طارق وشيماء يعملا عملا إضافيا يعينهما على متطلبات الحياة فطارق يعمل جرسونا بمطعم .
فيما قررت شيماء التسويق الكترونيا فى مجال الملابس الجاهزة ..استغوى شيماء حسابا الكترونيا مجهولا عبر الفيس بوك ليدعوها تسوق منه سلعها مقابل تحويل مبلغ مالى بمقدار ألف جنيه عبر اون لاين كاش وانصاعت شيماء له .
وعلى غفلة اختفى الحساب الالكترونى وقام بعمل " بلوك " لشيماء واعترتها الصدمة .. اختارت شيماء قرارها برفع قضية بالمحكمة ضد صاحب حساب الفيس بوك المجهول .
استرجعت شيماء فى مخيلتها ذكرى مؤلمة وهى انفصال والدتها عن والدها بعد ان رفعت الأم قضية خلع بالمحكمة ضد زوجها منذ ١٠ سنوات لمجرد ضيق ذات اليد وعدم استطاعة الزوج الوفاء بمتطلبات الأسرة بسبب الارتفاع الفاحش فى الاسعار ولظروف قهرية خارجة عن يد الأب مع حضور الإبنة شيماء بالمحكمة مع والدتها .. كسبت الأم قضية الخلع غيابا بعد أن هجرت الأم منزل الزوجية واعقبها قامت بعمل قضية تمكين مسكن وقايمة لتجرد زوجها عشرة عمرها 20 عاما ما يملكه ،وبعد عام واحد هاجم الأم مرض الفشل الكلوى وخشونة بالركبة وباتت طريحة الفراش وظلت تطاردها الكوابيس وندمت على فعلتها بخلع زوجها وحصولها على ما لا تستحق افكا من أملاك زوجها .. أما الأب المكلوم بقضية الخلع ففتحت له ابواب السماء الطاهرة ورزقه الله عز وجل بزوجة صالحة أخرى وسافرا سويا إلى دولة الامارات.
شيماء مازالت تجابه بالمحكمة في قضية النصب الالكترونى .. اعقبها زيارة طارق لمنزل شيماء فى وجود والدتها فقط والمنزل كأنه يشوبه الظلمة ولعدم وجود الأب المنفصل قهرا عن زوجته وابنته شيماء .. وطارق ا حزينا على عدم وجود والد شيماء بعد أن ادعت الأم زورا أن الأب انخرط في مجال السحر كتبرير للخلع .. ووسط حديث ودي انزلق لسان شيماء وباح برفعها قضية بالمحكمة على المسوق الالكترونى النصاب ..فيما ارتبكت الأم لتشير على شيماء بعدم الخوض فى تفاصيل قضية النصب الالكترونى التي رفعتها بالمحكمة.
. امتقع وجه طارق وران بالغضب وصمت برهه .. وغابت الابتسامة عن وجهه...
واستئذن للانصراف قاذفا باب المنزل بشدة دون ان يودع خطيبته شيماء بأجواء رومانسية كعادته .
بعد يومين ارسل طارق رسالة نصية عبر الواتس ساب الى شيماء جاء نصها " شيماء احنا ملناش نصيب مع بعض ونفسخ الخطوبة ونصيبك مع واحد تانى غيرى ومش عايز الدبلة اللى جبتهالك "
. ولم تمض برهة وشيماء تقرأ الرسالة وانهمرت الدموع من وجهها فهى وصلت لعمر ٣٥ عاما ومازالت عزباء لم تتزوج .
مرت ثلاث أيام قررت شيماء الاتصال بخطيبها طارق هاتفيا للتأكد من رسالته لأكثر من ٢٠ مرة ولم يرد عليها على مدار اكثر من ثلاثة أيام اخرى واخيرا فى الاتصال المرة ٢١ رد طارق.
. سألت شيماء و يعتلى وجهها الخجل: -" ايه الرسالة اللى جتلى دى يا طارق دى منك ولا هكرز "
رد طارق :- ايوة منى طبعا .
وبدمعة تنهمر من عينها - طب خير يا طارق ليه عايز تفسخ الخطوبة "
- هجاوبك بصراحة - " دلوقت انت اتعلمتى من مامتك ترفعى قضية بالمحاكم واللى عرفته ان مامتك خلعت ابوكى غيابيا بعد عشرة سنين لمجرد ان ابوكى تعثر ماديا غصب عنه ، فى غيركم ستات فى الفلاحين بيعيشوا مع اجوازتهم على الحلوة والمرة ، فالفلاحات اللى بتبيع طماتم وخضرة بالشارع اشرف منكم وعمرهم ما يرفعوا قضايا على ازواجهم بالمحاكم ..وبعد كده انت هاتستنى لما تخلفى منى عيل وترفعى قضية خلع انت كمان وعشان تتمكنى من الشقة التمليك بتاعتى بعد الخلع اللى لغاية دلوقت لسه بدفع فى اقساطها "
ردت شيماء وتساقطت الدموع كالدماء من عينها بحرقة : "صدقنى يا طارق انا مش هاعمل كده "
بحسم - " الموضوع انتهى وانا مش هاتجوز واحدة امها مطلقة ونصيبك مع حد تانى غيرى " ثم اغلق الهاتف
لتسقط شيماء كالمذبوحة على اريكة المنزل وتجهش بالبكاء ووالدتها التى خلعت زوجها تبكى الاخرى ويعتصرهما الألم
--- انتهت .. بقلم عمرو الكاشف " - سبتمبر ٢٠٢١