"يا الله هون ما تبقى واسعدني برؤياه صحيحا معافى من أي سوء".. بهذه الكلمات نشرت الدكتور إسراء سامي أبو المعاطي الجوهرى، الصيدلانية بمديرية الشئون الصحية في الشرقية، عبر صفحتها الرسمية بموقع «فيس بوك»، قبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة، هي وجنينها متأثرة بفيروس كورونا بعد إصابتها منذ عدة أيام هي وأفراد أسرتها في الشرقية.
دعوتها الأخيرة باحتضان طفلها الأول لم تتحقق، نظرا لما أشارت إليه في منشوراتها بوجود تعنت وإهمال من قبل موظفي التأمين الصحي بمستشفى المبرة بالزقازيق.
"أنا بموت إنا لله وإنا إليه راجعون ".. منشور آخر كتبته الدكتورة إسراء عبر السوشيال ميديا، قبل وفاتها.
بداية المأساة كما سردها الدكتور ثروت حجاج عضو مجلس نقابة الصيادلة بالزقازيق، عندما بدأت المتوفاة في إنهاء إجراءات الحصول على إجازة وضع من قبل هيئة التأمين الصحي بمستشفى المبرة بالزقازيق ورفضهم الأشعة التي أجرتها خارج مستشفى المبرة، وهو ما قوبل بتعنت ورفض من قبل موظفي الهيئة، الذين لم يراعوا وضعها وهي في أيام حملها الأخيرة، وقاموا بعرقلة إجراءات الحصول على إجازة، فظلت الطبيبة نحو 6 أيام تحاول جاهدة في الحصول على موافقة من قبل الهيئة بالسماح لها بالحصول على إجازة وضع .
وأوضح أن روتين موظفي التأمين الصحي في مستشفى المبرة بالزقازيق حال دون حصول الطبيبة الحامل على أجازة وليس هذا فحسب بل أُصيبت الطبيبة بفيروس كورونا المستجد نتيجة التنقل من مكان إلى آخر لإنهاء أوراق إجازة الوضع، فتمكن الفيروس من الطبيبة وجنينها ، نظرا لضعف مناعتها، وأيام معدودات وتوفيت الطبيبة .
وتقدم "حجاج " باستغاثة إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، يطالبه بمحاسبة المتسببين في وفاة الطبيبة وجنينها مطالبا وزارة الصحة بفتح تحقيق في هذا الإهمال، كما تقدم ببلاغ ضد هيئة التأمين الصحي بالشرقية.
توفيت الطبيبة وجنيها الذي لم يرى الدنيا ولم تُقر عينها برؤيته سليم معافى كما كانت تدعو، مات الطفل في رحم أمه الطبيبة قبل أن تحصل على موافقة هيئة التأمين الصحي على طلب إجازة لها.
وتواصلت "بلدنا اليوم" مع شقيق الطبيبة الراحلة، الذي أكد أنهم حتى الآن لم يستوعبوا ما حدث، وحول إمكانية تقديم بلاغات في المتسببين في وفاة الطبيبة ذكر شقيقة الراحلة أنهم خلال الفترة الحالية لم يتخذوا قرار بهذا الشأن نظرا لحالة الحزن التي أصابتهم إثر رحيلها.
يذكر أن الدكتور إسراء حصلت على بكالوريوس الصيدلة من جامعة الزقازيق عام 2004، وبعد سنوات من العمل بمديرية الشؤون الصحية في الشرقية ، توفيت أمس هي وجنينها متأثرة بإصابتها بفيروس كورونا المستجد .