أكد المحلل السياسي اللبناني الأستاذ محمد الرز، خلال تصريحات خاصة لـ"بلدنا اليوم"، أن الحكومة اللبنانية الجديدة، لم تستطع إنجاز الكثير من الأعمال، نظرًا لديق الوقت، مشددًا على ضرورة كسر الحكومة الجديدة، لإحتكار السلع كالوقود والدواء والغذاء، من قِبَل الشركات، خاصةً بعد كشف ما قامت به من تخزين السلع لتحقيق أكبر المكاسب على حساب الشعب اللبناني.
وقال الرز، في تصريحاته لجريدة بلدنا اليوم، اليوم الجمعة: بعد 13 شهراً وبعد إخفاق رئيسين مكلفين بتشكيل الحكومة، ولدت في لبنان اليوم حكومة قصيرة الأجل، حيث أن عمرها لن يتجاوز ثمانية أشهر من تاريخ إجراء الإنتخابات النيابية.
وتابع: بطبيعة الحال لن تستطيع هذه الحكومة إنجاز الكثير، ولذلك فإن لديها محظورات وأمامها مهمتان، المحظور الأول فهو أن يسير العمل الحكومي على وتيرة عملية التشكيل، بحيث يأخذ كل قرار فترة طويلة للنقاش والتعديل وحساب المصالح وسط وضع استثنائي صعب يعيشه اللبنانيون، ويتطلب إجراءات استثنائية سريعة للحد من التدهور.
واستكمل الرز حديثه: يتمثل المحظور الثاني، في عدم استخدام الثلث المعطل لإسقاط الحكومة، وهذا الثلث المعطل موجود الآن لمصلحة رئيس الجمهورية وبشكل مقنع، وهو ما أشار إليه الرئيس ميقاتي حينما قال إن من يريد استخدام الثلث المعطل عليه ان يتحمل مسؤولية ذلك.
وعن المهام التي في إنتظار الحكومة الجديدة، قال الرز: المهمة الأولى والملحة أمام الحكومة فهي، كسر إحتكار الشركات المستوردة للمواد الأساسية كالنفط والدواء والغذاء، وأن تتولى الحكومة عملية استيراد هذه المواد من دولة إلى دولة، خاصة بعدما انكشف دور الشركات المحتكرة في تخزين المواد الأساسية وحرمان الناس منها، تحقيقًا لأرباح جشعة وإذلال المواطنين في طوابير المحطات والمستشفيات والصيدليات وغيرها.
وتابع: والمهمة الثانية للحكومة الجديدة وهي الأهم، تتمثل بوضع قانون إنتخابي مرتكز إلى الدستور فقط لإجراء إنتخابات نيابية من خارج القيد الطائفي، ومجلس شيوخ يمثل الطوائف، وهو بند أساسي في الدستور لم يتم تنفيذه منذ ثلاثين عاما.
وإختتم الرز حديثه قائلا: صحيح أنه كانت هناك ضغوط دولية وعربية لتشكيل الحكومة، لكن يبقى أن تقوم هذه الحكومة بعد صدور مراسم تشكيلها رسمياً بالمهمات الملقاة على عاتقها لتلاقي المبادرات العربية والدولية والمؤسسات المالية العالمية التي أعلنت عزمها على انتشال لبنان من بؤرة الانهيار التي تسببت بها طبقاته الحاكمة.
وأعلن لبنان في وقتٍ سابق من اليوم، تشكيل حكومة وطنية جديدة، لإدارة شئون البلاد، عقب محاولات فاشلة لتشكيل حكومة لبنانية جديدة، بعد مرور عام على إستقالة الحكومة السابقة، على خلفية إنفجار مرفأ بيروت، على أن يتولى نجيب ميقاتي، مهمة رئيس الحكومة اللبنانية الجديدة.