"وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلا بِإِذْنِ اللَّه".. كثر في زماننا هذا بين المسلمين عقلية الخرافة، وانتشر إرجاع أسباب تأخر الرزق وغير ذلك من ابتلاءات إلى السحر والحسد ونحو ذلك.
هناك طبقات مثقفة تأتي للسحرة، وقد نرى أن رواد منازل الروحانيين أو الدجالين أكثر من رواد المستشفيات والعيادات، وأن من يعالجون من السحر من المدعين المشعوذين المرتزقة، وأغلب من يظنون أنهم من المسحورين هم من الموهومين.
رحمة تفتح قلبها: أوهمُوني بالعلاج وعاشروني كرهًا
فالتقت "بلدنا اليوم" مع أحد ضحايا الدجل والشعوذة، فكان معها هذا الحوار: في البداية تقول "رحمة . س" البالغة من العمر 34 عاما: "عندما ذهبت إلى معالج روحاني من غير المسلمين، تحدث معي لمدة 30 دقيقة كاملة، قام خلالها بتقدم عدة مشروبات وأجبرني عليها عبارة عن شاي وقهوة ومشروب غازي، تناولت تلك المشروبات، بعدها شعرت ببعض الأرق والنعاس، دخلنا سويا إلى غرفة مغلقة بعيدًا عن أعين مساعديه من الأشرار، تحدث معي لمدة 5 دقائق فقط، بعدها فقدت الوعي، وسمعت صوت غير صوتي، وقال لي هذا من الأعمال السفلية ويجب فكه بالعمل السفلي فرفضت الأمر، ولكنه فاق قدرتي، وعندما استيقظت وجدت ملابسي الداخلية مبللة، وبعدها أيقنت أنه قد وقع ما كنت أخشاه، بعدها غادرت المنزل فورًا وأنا في حالة ذهول شديدة.
وأضافت: "وبعد عدة أيام شعرت بالتعب الشديد، وبالرغم مما حدث في المرة الأولى، ذهبت مرتين، ودفعت مبالغ مالية على سبيل حل مشكلتي، ففي المرة الأولى دفعت مبلغ 450 جنيها، كل ما أملك وقتها، بعدما طلب مني 3000، وفي المرة الثانية دفعت 700، بينما في المرة الثالثة والأخيرة دفعت مبلغ 1000 دون جدوى، فقررت عدم الذهاب إليه مرة أخرى مهما بلغت شدة التعب".
وتابعت: "بعد ذلك ذهبت إلى شيخ داخل أحد المساجد، ورويت له ما حدث معي، ودفعت له مبلغ 100 جنيها وأعطاني بعض الأوراق، وطب مني العودة مرة أخرى بعد 10 أيام ولكني رفضت".
واستكملت: "أنا في حيرة من أمري، مع كل بداية شهر عربي أشعر بالتعب الشديد، ولكني قررت عدم الذهاب إلى الدجالين مرة أخرى، وفي اليوم التالي لم اتماسك، وبعد غروب شمس يوم الثاني من شهر محرم تواصلت هاتفيًا مع شيخ جديد، وجاء إلى بيتي، كنت جالسة وقتها برفقة جارتي نتحدث سويًا ماذا أفعل في أمري، وكان زوجي وقتها في عمله يكافح من أجل لقمة العيش، أبلغني بنفس كلام الدجالين السابقين أن سبب التعب هو وجود عمل سفلي، ويجب أن يعاشر الجن الذي يلازمني، وطلب مني مبلغ 5000 جنيها، أخبرته أنني لا أملك ذلك المبلغ، ولكي يثبت لي صدق كلامه طلب مني إحضار وعاءً، وبالفعل ذهبت لإحضاره فورًا، وبعدها تحولت المياه بداخله إلى دماء، الأمر أصابني بالذهول، فسألته ما هذا؟، أجابني هذا عمل بالعادة الشهرية، واستخرج من الوعاء قليلًا من الشعر وسائل أبيض فوق الدماء أطلق عليه السائل المنوي وورقةً مكتوبًا فيها طلاسم غريبة غير مفهومة، وذلك لإثبات صدق حديثه ومعاشرتي جنسيًا، بعد برهة من الوقت رفضت الأمر بحجة عدم توافر الأموال لدي، دار نقاش بيننا، بعدها طلب مني زجاجة مياه قرأ بداخلها بلغة غريبة لم استطع فهمها، وطلب مني شرب تلك المياه، ورش الباقي على أركان الشقة، وفي مكان عملي، وقبل أن يغادر منزلي سألني بدهاء عن مواعيد عمل زوجي، أجبته بحسن نية ولم أكن أعلم ما وراء هذا السؤال، وبعدها غادر المنزل، بعدها بثلاثة أيام زادت شدة التعب مرة أخرى بعد اتباع تعليماته، اتصلت عليه، وكان رده بالنسبة لي مدهشًا، قال لي كنت على علم أنكي ستتواصلي معي مرة أخرى، وأبلغني أنه الوحيد الذي يستطيع حل مشكلتي، وأن الأسياد الملازمة لي قاموا بمعاشرتي في منزلي أمس لأنهم يعلمون أنه القادر على حل المشكلة، اقنعي بكلامه، وطلب مني الذهاب إليه، ولكني رفضت، وفي اليوم التالي دق جرس الباب في تمام الساعة العاشرة صباحًا، فتوجهت إلى الباب وأنا أشعر ببعض التعب، فسألت من الطارق، قال أنا، تعجبت من الأمر، وفتحت باب شقتي سريعًا قبل أن يراه الجيران، وعندما دخل سألته ماذا جاء بك إلى هنا؟، وأنا قد أبلغتك من قبل رفضي القاطع للمعاشرة الجنسية، وبصوت منخفض يشوبه المكر قال لقد وجدت حلًا بديلًا للمعاشرة الجنسية، شعرت بالسعادة، وسألته ما هذا الحل؟، قال استخدام البخور وبعض الأصناف العشبية، طلب مني إحضار قطع من الفحم، وبالفعل اشعلت بعض القطع، وقدمته في طبق، وضع عليه البخور الذي كان بحوزته داخل شنطة جلدية صغيرة سوداء اللون، ومن بعدها وضع بعض الأوراق الصغيرة، وبطرف عيني شاهدت بعض الطلاسم الغريبة المدونة بداخلها، وبعد قليل طلب مني الوعاء الذي ذاق مرار السحر من قبل، وبالفعل أحضرته، وظهر به ما ظهر من قبل، وبعد قليلًا من الوقت امتلت الشقة بدخان البخور ذات الرائحة الشاذة، سألته ما هذه الرائحة الكريهة؟، أبلغني أنها رائحة سائل العمل السفلي، وأكمل حديثه بثقة يشوبها المكر وأخبرني أن العمل الخاص بي صعب عبارة عن 3 أنواع سفلي، وبشعري، وبدم العادة الشهرية، الثلاثي الذي رأيتهم من قبل في المياه، ومر الوقت، واستنشقت الكثير من البخور، لم اشعر بنفسي، وعندما استيقظت وجدت نفسي بمفردي على فراشي، وملابسي ممزقة، وقتها أيقتن أنني وقعت فريسة كالعادة للدجل والشعوذة، وقررت عدم التعامل بالمرة، مع أي دجال مهما بلغت شدة التعب، واستعنت بالله وحده، وبفضل الله أنا الآن بخير، وأقدم نصيحتي لكل الفتيات بالاستعانة بالله وحده، وعدم اللجوء إلى غيره مهما بلغ الأمر، وهذه قصة واحدة من الآلاف القصص والحكايات في الشارع المصري.
اتفق السلف على وجوب قتل الساحر
وأكد دار الإفتاء، على أنه ينبغي أن يكون المسلم صاحب عقلية علمية تؤهله لعبادة الله تعالى، وعمارة الأرض، وتزكية النفس، ولا ينبغي له أن ينساق وراء عقلية الخرافة التي تقوم على الأوهام والظنون، ولا تستند إلى أدلة وبراهين.
والصواب هو البحث في الأسباب المنطقية والحقيقية وراء هذه الظواهر، ومحاولة التغلب عليها بقانون الأسباب الذي أقام الله عليه مصالح العباد، وعلى المسلم أن يستعين بالله في ذلك، كما ينبغي عليه أن يزيد من جانب الإيمان بالله والرضا بما قسمه الله له.
ولا يعني هذا الكلام إنكار السحر والحسد، فإنه لا يسع مسلمًا أن ينكرهما فقد أخبرنا الله تعالى في القرآن الكريم بوجودهما؛ فقال سبحانه: ﴿وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ﴾ [البقرة: 102]، وقال عز وجل: ﴿وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ﴾ [الفلق: 5]، وأخبرنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم في سنته الشريفة بوجودهما؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «وَلَا يَجْتَمِعَانِ فِي قَلْبِ عَبْدٍ الْإِيمَانُ وَالْحَسَدُ» رواه النسائي، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «اجْتَنِبُوا السَّبْعَ الْمُوبِقَاتِ»، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا هُنَّ؟ قَالَ: «الشِّرْكُ بِاللهِ، وَالسِّحْرُ...» متفق عليه.
ولكن المنكر هو الإسراف في ذلك حتى غدا أغلب من يزعمون أنهم يعالجون من السحر من المدعين المشعوذين المرتزقة، وأغلب من يظنون أنهم من المسحورين هم من الموهومين.
وعلى كل حال، فمن لم يجد مبررًا منطقيًّا لما يحدث له، وغلب على ظنه أنه مسحورٌ أو نحوه، فليتعامل مع ذلك بالرقية المباحة والتعوذ المشروع؛ كالفاتحة، والمعوذتين، والأذكار المأثورة عن النبي.
أما جزاء الساحر: قال الإمام أبوبكر الجصاص: اتفق السلف على وجوب قتل الساحر، ونص بعضهم على كفره؛ لقوله عليه الصلاة والسلام: «مَنْ مَشَى إِلَى سَاحِرٍ أَوْ كَاهِنٍ أَوْ عَرَّافٍ فَصَدَّقَهُ فِيمَا يَقُولُ فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ» رواه ابن أبي شيبه في "مصنفه".
واختلف فقهاء الأمصار في حكمه: فروي عن الإمام أبي حنيفة أنه قال: الساحر يقتل إذا علم أنه ساحر ولا يستتاب ولا يقبل قوله: إني أترك السحر وأتوب منه، فإذا أقر أنه ساحر فقد حل دمه، وكذلك العبد المسلم والحر والذمي من أقر منهم أنه ساحر فقد حل دمه، وهذا كله قول الإمام أبي حنيفة.
وروي عن الإمام مالك: في المسلم إذا تولى عمل السحر قتل ولا يستتاب؛ لأن المسلم إذا ارتد باطنًا لم تعرف توبته بإظهاره الإسلام، فأما ساحر أهل الكتاب فإنه لا يقتل عند الإمام مالك إلا أن يضر المسلمين فيقتل.
وقال الإمام الشافعي: لا يكفر بسحره، فإن قتل بسحره وقال: سحري يقتل مثله وتعمدت ذلك قتل قودًا، وإن قال: قد يقتل وقد يخطئ لم يقتل وفيه الدية.
وقال الإمام أحمد: يكفر بسحره قتل به أو لم يقتل، وهل تقبل توبته؟ على روايتين، فأما ساحر أهل الكتاب فإنه لا يقتل إلا أن يضر المسلمين.
وفي النهاية نقول إن المسلم ذا العقيدة السليمة يعلم تمام العلم أن النافع الضار هو الله، وأنه هو المسخر للكون ببديع حكمته وعظيم قدرته، وأن المسلم المتفقه في دينه والباحث الدارس لا ينفي وجود السحر السابق للأدلة التي وردت في صدر البحث، وأن على المسلم أن يكون قوي الإيمان مستعينًا بالله في الملمات والشدائد، وأن الساحر قد يستطيع إيصال الضر والبلاء والأذى بالناس، وقد يصل بذلك إلى التفريق بين المرء وزوجه، ولكنه لا يستطيع أن يفعل شيئًا إلا بإذن الله تعالى، والمسلم الذي لا يؤمن بالسحر لا يؤثر ذلك في إسلامه، فقد وردت الآراء في حكم السحر، هذا هو شرع الله الحكيم وبيان للمسلم عما يجب اعتقاده.
ودون مراعاة حرمة أجساد الموتي والتي أمرت الأديان السماوية بعدم انتهاكها، انتشرت بصورة مفزعة الأعمال السحرية داخل المقابر، اتقنها بعض السحرة والمشعوذين من أجل جمع الأموال بصرف النظر عما يلحق من ضرر وهلاك ومرض وطلاق وعدم الإنجاب وغيرها من المصائب التي تطال فرائسهم من النساء والرجال وبعض السياسيين أحيانا.
يضع المشعوذين السحر في حفر وفتحات على بعض جدران القبور القديمة تحديدًا، كون الجديدة منها لا تنفع السحرة لأن بنائها جيد وأضلع القبور لا توجد فيها فتحات لغرض وضع أعمال السحر.
أدوات غسل الميت أسلحة فتاكة
والتقت "بلدنا اليوم" مع حارس أحد المقابر، وقال: "أعمل منذ زمن طويل في المقابر، وأعثر بين الحين والآخر على أعمال السحر، والأشخاص الذين يجلبون السحر أكثرهم من النساء، والمواد التي نعثر عليها من السحر داخل القبور عبارة عن جماجم، هياكل، صابونة، دجاجة ميتة، بيضة، ملابس داخلية، شعر، عرائس بلاستيكية، وقصاصات ورقية مكتوب عليها كتابات غريبة أو مكتوبة بالمقلوب، وغيرها، والغرض من وضعها في القبور البعض للمحبة والبعض للطلاق والبعض الآخر لإنجاب الأطفال، والجلب والتفريق وسحر المرض حتى الموت أو وقف الحال".
ومن الأعراض المتعارف عليها للسحر المدفون أو سحر المقابر كما يطلق عليه الميل للعزلة والكآبة، والغضب الشديد على أتفه الأسباب، والشعور المستمر بالإرهاق والتعب إلى جانب ضعف الشهوة الجنسية وقلة الإقبال على الطعام.
كما تتعدد أهداف السحر الأسود المرتبط بالمقابر والموت، تتعدد أشكاله أيضًا بين السحر الذي يتم دفنه في المقابر والمدفون في كفن الميت، والسحر المدفون داخل جسد الميت نفسه، والسحر المكتوب على عظام الميت، إلى جانب السحر الذى يتم عمله بأدوات تغسيل الميت.
يفضل الكثير من السحرة أن يدسوا السحر والأعمال في منطقة المقابر، لأنها من جهة تكون بعيدة عن العمران والسكان، ومن جهة أخرى يصعب فك العمل والوصول إليه، سواء من قبيل الصدفة أو إذا حاول أحد فك العمل، ويلجأ السحرة إما لدفن السحر فى منطقة المقابر، تحت شجرة أو بالقرب من القبور نفسها، وأحيانًا ما ينبشون القبور ويدفنوه داخلها إمعانًا فى تصعيب مهمة الوصول إليه على من يحاول فكه، أما السبب الآخر لميلهم إلى دفن السحر فى المقابر هو أن جن المقابر من أخطر أنواع الجن، وغالبيتهم من الصنف المؤذى من الجن.
نوع آخر من السحر يرتبط بالموت والمقابر وهو السحر المدفون في الكفن، والذى يتم دسه في الكفن، إما أثناء تجهيز الميت للدفن وتكفينه، وقد يتورط فى ذلك إما المغسل أو أحد الموجودين بالمكان أثناء غسل الميت وتكفينه، وأحيانًا ما يتم دس السحر فى كفن الميت أثناء عملية الدفن، من قبل التربي أو مساعده، وأحيانًا يتم دس السحر فى كفن الميت بعد إتمام عملية الدفن وانصراف الأهل.
"جن المقابر" من أخطر أنواع الجن
وهناك نوع آخر من السحر يتعلق بالكفن، وهو الذى تتم صناعته بكفن قديم لميت، وهو أيضًا يتم دفنه في المقابر أو دفنه تحت الأرض بشكل عام، وتتنوع أصناف السحر الأسود المصنوع من الكفن، وأشدها شرًا "سحر الموت" و"سحر المرض" الذي يصنع من كفن الميت، وهناك أيضًا سحر "ربط الرجل" عن الزواج أو الإنجاب.
نوع آخر من السحر المرتبط بالموت والمقابر معروف باسم "سحر التغسال" وهو السحر الذي يستخدم أدوات غسل الميت وماء الغسل من أجل عمل سحر أسود، ومن أخطر لوازم غسل الميت التي تستخدم في السحر الأسود ماء الغسل، الذي يحرص أهل الميت على التخلص منه والتأكد من ذلك كي لا يستخدمه أحد في عمل السحر فهو يستخدم فى سحر للتفريق بين الزوجين، وسحر العقم وسحر تعطيل الزواج، وأحيانًا يستخدم في سحر ليكون الزوج منصاعًا إلى زوجته ولا يعارض تصرفاتها أبدًا.
ويستخدم فى السحر أيضًا الإبرة التى يتم بها إغلاق كفن الميت، وكذلك "الصابونة" التي يتم غسله بها والمشط الذي يستخدم لتصفيف شعره أثناء الغسل، وحتى الشعر الذي يتساقط أثناء غسل الميت.
ويتورط بعض السحرة فى عمل السحر باستخدام عظام الميت، لينتهكوا بذلك حرمة الموتى وينبشوا القبر إلى جانب تورطهم في عمل سحر أسود.
ويعد السحر المكتوب على عظام الميت من أشهر أنواع السحر الأسود، ومن أجل عمله يقوم الساحر بكتابة التعاويذ والطلاسم على جزء من عظام ميت ثم يعيد العظام مرة أخرى إلى القبر لدفن السحر، ويستخدم هذا السحر لأغراض كثيرة، منها سحر الجلب وسحر الانتقام، كما أن هناك نوع آخر من السحر باستخدام عظام الميت، حيث تستخدم عظام الميت كبخور معروف باسم "التفوسخة" أو "بخور عظم اليهودي".
ويتم استخدام عظام الموتى لأغراض أخرى متعلقة بالسحر، وهى "فك المكبوسة" أي المرأة التي لا تنجب ويرجعون السبب في ذلك إلى أنها "مكبوسة"، وهذه المرأة تذهب للمقابر وتطلب من التربي أن يخرج لها عظام أحد الموتى، أحيانًا تطلب أن تكون عظام يد عروسة ماتت يوم زفافها، وتخطو "المكبوسة" على العظام مرات معينة، ثم تأخذها إلى بيتها وتضعها في الماء وتستحم فوقها.
تختلف آراء الرقاة الشرعيين في مسألة إبطال السحر المدفون في القبور، فالمعروف أن أضمن طرق إبطال السحر هى الوصول إليه وإفساده والتخلص منه، وفى حالة دفنه في القبور سيضطرون فى حالة الوصول إليه إلى نبش القبور من أجل إخراجه، وهنا يختلفون، بين نبش القبر لإخراج السحر لأن "الحي أبقى من الميت"، وإما محاولة إبطاله بطرق أخرى بعيدًا عن نبش القبور.
ومن أشهر طرق إبطال السحر في الأماكن التى لا يمكن الوصول إليها تحضير وعاء ماء به كمية من الملح تقرأ عليه آيات الرقية وآيات السحر ثم يتم رشه على المكان الذى يظن أن به السحر، وللتأكد من أن هذا هو المكان الصحيح يطلب الراقي من الشخص المسحور أن يمر من هذا المكان دون إخباره بأنه من المحتمل أن يكون مكان السحر، وإذا ظهرت عليه علامات الخوف والاضطراب والتشنج والرعشة وكل علامات السحر يعرف أن يكون هذا المكان الصحيح.
ويستخدم الرقاة أيضًا الرقية الشرعية الصحيحة فى إبطال السحر المدفون، ولكن لأن السحر يظل مكانه ينصحون الشخص المسحور بمتابعة قراءة سورة البقرة يوميًا، والاغتسال بالماء المرقى وشربه، والمواظبة على الأذكار وآية الكرسى والوضوء كى لا يرتد السحر مرة أخرى.
وتطرح "بلدنا اليوم" فكرة سهلة وبسيطة لاكتشاف من يقوم بوضع السحر داخل المقابر وهي تركيب كاميرات داخل الجبانات بالإضافة إلى تشييد الأسوار حولها لتأمينها من هؤلاء الأشرار.
"بلدنا اليوم" تطالب مجلس النواب بوضع عقوبة صارمة على السحرة والدجالين
وفي النهاية، تطالب "بلدنا اليوم" المسؤلين والجهات المختصة بالبحث عن السحرة والدجالين في جميع أنحاء الجمهورية، كما تناشد أعضاء مجلس النواب بطرح ومناقشة هذه الظاهرة داخل مجلسكم الموقر ووضع عقوبة صارمة على هؤلاء السحرة والدجالين.
نقلًا عن العدد الورقي