الظاهر بيبرس» مسجد عريق بُني بين عاميّ 670 و672 هـ خلال بداية فترة حكم المماليك، والتي تصدت فيها مصر لحملات الصليبيين القادمة من الشمال، والتتار القادمة من الشرق، وبني المسجد الظاهر بيبرس البندقداري عندما كان حاكماً لولاية قليوب، وذلك قبل أن يتولى حكم البلاد بعد النصر على التتار ومقتل الملك المظفر قطز، وقد عُرف خلال فترة حكمه بكثرة إنشاءاته المعمارية والحربية.
قصة غريبة:
بمجرد أن تدخل مدينة قليوب وتقترب من محيط المسجد، تسمع العجائب والغرائب حول تلك القصة، التي لا يعرف الجميع من قام بتأليفها، ولكن المقيمين في قليوب يتوهمون أن تلك القصة حقيقية ومن ثم لا يقوم أحد بالاقتراب من البئر الذي يوجد في أقصي اليمين من الباب، حيث يوجد بئر تم إنشائه قديما من أجل الوضوء، لكن مع مضي السنوات، أصبح يخاف المصلون من الاقتراب من هذا البئر، وسيطرت حالة من الخوف من وجود الجن الذي يسيطر على البئر.
وقال «محسن.أ»، من المصلين في المسجد، والمقيمين في قليوب، «البئر فيه حاجة غريبة.. بمجرد الاقتراب منه تشعر بالخوف وعدم الاطمئنان، ولا يستطيع أحد أن ينزل فيه وذلك لعمقه ووجود شائعات كثيرة حول وجود كنز في أسفله ويحرسه الجن ويقتل كل من يحاول النزول لاستخراجه.. لكن كل ذلك مجرد أقاويل ولا أحد يعرف الحقيقة، ولم نسمع أن قام شخص بالنزول إليه حتى نحكم أن كان حقيقي يوجد الجن وكنز أم أنها مجرد شائعات».
بينما أضاف «محمد سالم»، من سكان قليوب، «بنسمع كتير وأقاويل واختلافات متعددة حول البئر لكن الحقيقة محدش عارفها.. الكل بيخاف يغامر وينزل يشوف أسفل المكان.. والبئر لا أحد يعرف ما بداخله».
وتابع سالم، «المسجد يحتوي على شجرة جوافة عمرها يزيد على 60 عاماً، وطعم ثمارها حلو المذاق وشهى وأوراقها يأتي الناس للحصول عليها، حيث تساعد على شفاء الكحة وأمراض الربو.. وهناك عديد من المرضي الذين يأتون من مناطق مختلفة ومن الصعيد وقري مجاورة قاصدين تلك الشجرة لشفاء من الحكة».
فيما وجه «محمد. ح»، صرخة للمسئولين في القليوبية، قائلا: "أنا ما شوفتش أي توضيح سواء من الأوقاف أو من المحافظة أو السياحة أو أية جهة مسئولة بخصوص وهم الجن والكنز داخل البئر.. كمان فين مديرية الصحة من حقيقة إن الشجرة بتشفي من الأمراض.. من فضلكم تعالوا ووضحلوا للناس الحقيقة ولا علشان الموضوع مفهوش تصوير وشو مفيش حد بيشوفكم.. المسئولون في غيبوبة من فضلكم أغيثونا!"
وضعت وزارة الآثار ومحافظة القليوبية، خطة لترميم المسجد بتكلفة قدرت بحوالي 3.5 مليون جنيه، وتضمنت أعمال التطوير التي بدأت منذ عام 2010، واستمرت لمدة 5 سنوات، ترميم المأذنة والمنبر و الواجهة والحرم الخارجي وتغير السقف بالكامل.
وقام في وقت سابق الدكتور خالد العناني وزير الآثار، والدكتور رضا فرحات محافظ القليوبية الأسبق، بافتتاح المسجد عقب ترميمه، وتم الانتهاء من ترميم المئذنة والشرفات الخشبية أو إعادة المقرنصات الجبسية التي تهالكت أجزاء كبيرة منها بفعل عوامل التعرية، وتنظيف اللوحة التأسيسية للمسجد والأحجار الممثلة لوجه المسجد الرئيسية "المدخل"، للحفاظ عليها لتكون صورة معبره عن فترة حكم الظاهر بيبرس، بالإضافة إلى دهان سور الكريتال المحاط بالمسجد، كما تم ترميم محراب المسجد وإزالة بعد أعمال الترميم الخاطئة والتي تمت في عصور سابقة، وإعادة ترميمها طبقا لما أقرته المواثيق الدولية في هذا الشأن.