صالح المسعودي يكتب.. مصر أم مين؟

السبت 14 اغسطس 2021 | 05:12 مساءً
كتب : بلدنا اليوم

صالح المسعوديلم أتخيل في يوم من الأيام أن هذا المقطع (الكوميدي) الشهير سوف يأتي عليه الوقت ليشابه الواقع بهذا الشكل، فرغم أن هذا المقطع من (الكوميديا البحتة) إلا أنه مس كبد الحقيقة ، ولكن بطريقة مقاربة (للدرامية) فلم يتخيل الفنان الراحل (فؤاد المهندس) وزملائه من الممثلين أن كلماتهم المضحكة سوف يفسر معناها بعد عشرات السنين بهذا الشكل المبكي

ونختصر ما دار في هذا المشهد المضحك حتى يتثنى للقارئ الواعي الربط بين ذاك المشهد وهذا الواقع، فيدور المشهد من خلال بعض الطلبة على مجموعة من (الدسكات) المدرسية كأنه (فصل دراسي)، ويقف أمامهم معلم هو الفنان (فؤاد المهندس) ويوجه سؤاله أولا للطالب عباس

المعلم. أيه اللي تعرفه عن مصر يا عباس؟

عباس. مصر هي أمي

المعلم. ساخراً برافو يا عباس، ممتاز يا عباس ، عشرة على عشرة يا عباس اقعد يا عباس ، ثم ينادي المعلم على الطالب الذي بجواره وهو الفنان (المنتصر بالله)

المعلم. منادياً على محروس أيه اللي تعرفه عن مصر؟

محروس. مصر هي أم عباس

المعلم. مصر هي أم عباس يا محروس ويقوم بصفع محروس الذي يقوم بدوره بضرب عباس وهو يقول (مش أنت لسه قايل إنها أمك)

هل انتهيت من الضحك على المشهد السابق عزيزي القارئ المحترم ؟

إن كنت انتهيت من الضحك إذا هيا بنا نعمل وبشكل مبسط تقريب للمشهد الراهن ونسأل أنفسنا أسئلة مهمة جاء وقت الإجابة عنها

هل مصر أم الفاسد الذي استغل وظيفته أو موقعه للإضرار بها وببقية أهلها ؟

هل مصر أم الإرهابي الذي يقتل في أبنائها بسبب فكره المشوش المنحرف ؟

أم أن مصر أم الشهيد الذي ضحى بحلمه وعمره من أجل ترابها ورفعتها ؟

أم هي أم الذي يعمل كل ما في وسعه لرفعتها ونهضتها ؟

بالتأكيد عزيزي القارئ أن مصر هي أم كل ما سبق ذكره رضينا أم أبينا فهذه سنة الحياة ، ومصر أم كأي أم عندها جميع أطياف الأبناء، لكن السؤال الذي لابد منه ما هو منظور مصر لأبنائها وكيف تفكر تجاههم ، وهل يستوي عندها الجميع أم أن لها رأي آخر؟

مصر يا عزيزي القارئ كأي أم تتمنى لأولادها الخير والسداد والرشاد، مصر كأي أم تحب ابنها البار كما أنها تدعو لابنها الضال أن يعود للصواب

مصر لا تكره أحد من أبنائها حتى من يلوث ثوبها الناصع البياض فمصر أم والأم لا تكره ولا تحقد مصر تنظر لأولادها جميعا على أنهم شخص واحد ، لكن للأسف تجد أبناءها هم من يفيئون بعضهم البعض

فهذا فاسق ومن يقول ذلك يمسك في يده مفاتيح التدين بل من الممكن أن يزعم أن معه مفاتيح الجنة والنار لأنه وببساطة قرأ بعض الكتب من (النت) فوصم معظم الناس بالفسق والفجور والضلال المبين

والآخر مدعي للوطنية فاعتقد المسكين أن غيره عميل أو خائن وتأرجحت التهم والتفييء بين الناس بين التديين والتخوين والجميع يدعي على مصر زوراً وبهتاناً أنه ابنها البار الوحيد، لكن بالتأكيد مصر لها رأي آخر.