أفادت تقارير عن فشل مهمة سامانثا باور مديرة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية إلى إثيوبيا، بعدما قوبلت بتجاهل تام من قبل أبي أحمد ومسؤولي الحكومة الإثيوبية، ولم تكن هناك ضجة كبيرة للاستقبال الحار الذي يضمنه عادة المسؤولون الأمريكيون.
وتأتي زيارة باور لـ إثيوبيا في وقت عصيب حيث تستمر الحرب الأهلية مع جبهة تحرير شعب تيجراي ، حاملة رسائل من التحذير والتهديدات لأبي أحمد رئيس الحكومة الإثيوبية، ويزعم النشطاء الإثيوبيون إن أمريكا تخطط لعمل إنقلاب كامل على أبي أحمد.
وحسب موقع "بوركينا" الإثيوبي، تجاهل رئيس الوزراء أبي أحمد بطريقة لاذعة مطالب سامانثا للمقابلة والحوار وكذلك فعل نائبه ووزير خارجيته ديميكي ميكونين وتُركت في الغرفة مع مسؤولين من المستوى الأدنى.
وكانت سامانثا باور تأمل في إيصال رسالة صارمة من الرئيس الأمريكي جو بايدن. ويبدو أن الرسالة هي، "تفاوض مع جبهة تحرير شعب تيجراي فورًا ".
وقالت سامانثا للصحفيين في أديس أبابا وهي تتحدث بلهجة تهديد: "كما تعلم، لم يكن أبي أحمد في العاصمة اليوم، جميع الخيارات مطروحة على الطاولة" مشيرة إلي التدخل الأمريكي وفتح ممر إنساني من السودان.
وأضافت: "إن الوضع اللاإنساني في تيجراي يزيد من حدة التوترات ومن المؤكد تاريخيًا أن يؤدي ذلك إلي جرائم ذات دوافع عرقية".
وعينت إدارة بايدن جيفري فيلتمان مبعوثًا خاصًا للقرن الأفريقي. للتعاون مع سامانثا باور لزيادة الضغط على الحكومة الإثيوبية، التي واجهت بالفعل تهديدًا وجوديًا من جبهة تحرير شعب تيجراي.
وتضغط إدارة بايدن، علي أبي أحمد لوقف الحرب الأهلية والمجازر ضد إقليم تيجراي، وفتح ممر إنساني من السودان، لكن هذا الأقتراح قوبل بالرفض. وأعتبرتة إثيوبيا "مؤامرة" وانتهاك للسيادة.
ووفقا لوكالة اسوشيتد بريس الأمريكية، هناك محاولات جديدة لإدخال المزيد من المواد الغذائية والإمدادات الأخرى التي تشتد الحاجة إليها في تيجراي، حيث يواجه مئات الآلاف من الأشخاص ظروف المجاعة وتم توجيه الأتهام إلي الحكومة الإثيوبية بعرقلة المساعدات وأن الرحلات الجوية من وإلى تيجراي واجهت صعوبات في عمليات البحث والتأخير.
وأعربت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونسيف"، عن قلقها البالغ إزاء تقارير تفيد بمقتل أكثر من 200 شخص منهم أكثر من 100 طفل، في إقليم عفر الإثيوبي.
وقالت المنظمة الأممية في تقرير إن "تصاعد القتال في إقليم عفر والمناطق الأخرى المجاورة لإقليم تيجراي كارثي على الأطفال"، مشيرة إلى أن الصراع المسلح في جميع أنحاء تيجراي والمستمر منذ أشهر، أدى إلى وضع حوالي 400 ألف شخص، من بينهم ما لا يقل عن 160 ألف طفل، في ظروف شبيهة بالمجاعة".
واندلع الصراع في تيجراي في نوفمبر بعد خلاف بين رئيس الوزراء أبي أحمد وحزب تيجراي الحاكم الذي هيمن على الحكومة الإثيوبية لما يقرب من ثلاثة عقود.
ومنذ ذلك الحين، قُتل الآلاف من الناس ويواجه مئات الآلاف من الأشخاص المجاعة. وأرسلت الأمم المتحدة والولايات المتحدة مسؤولين رفيعي المستوى إلى إثيوبيا لحث المزيد من وصول المساعدات.
وبينما تدق الأمم المتحدة والولايات المتحدة ناقوس الخطر بشأن استمرار الحكومة الإثيوبية في الحصار شبه الكامل لمنطقة تيجراي وسكانها البالغ عددهم 6 ملايين نسمة، وتعهدت قوات تيجراي بتأمين المنطقة وملاحقة 'أعدائها.