قال الدكتور عباس شراقي أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، إن الملء الثاني لسد النهضة كان مقررًا له تخزين 13.5 مليار متر مكعب عند منسوب 595 مترً فوق سطح البحر، مؤكدًا تعثر وضع الخراسانات للارتفاع المطلوب، وهو ما أجبر أديس أبابا على توقف الملء في 19 يوليو الجاري.
وأضاف خلال مداخلة هاتفية مع برنامج "حضرة المواطن" الذي يقدمه الإعلامي سيد علي، عبر شاشة "الحدث اليوم"، مساء السبت، أن هذا الأمر ليس غريبًا باعتبار الموسم الحالي هو موسم الأمطار التي خُزِّنت في البحيرة، فارتفع المنسوب وصولًا إلى مستوى السد، وبالتالي اضطرت إثيوبيا لإعلان وقف الملء الثاني بشكل إجباري، موضحًا أن الأمر يمثل توقف عن التخزين وليس انتهاء بالمعنى الحقيقي.
وتابع: "الارتفاع الذي تم يصل إلى ثمانية أمتار فوق مستوى العام الماضي، وهذا الارتفاع يعادل من التخزين ما يصل إلى ثلاثة مليارات متر مكعب بدلًا من 13.5 مليار".
وأشار إلى أن إثيوبيا تعثّرت في إقامة المنشآت للتخزين المطلوب، لكن الحكومة لم تستطع مواجهة مواطنيها بهذه الحقيقة، وزعمت أن التخزين الثاني تم الانتهاء منه، دون تحديد القيمة التي ذكرتها، موضحًا أن إعلان أديس أبابا عن تخزينها ثلاثة مليارات فقط سيكون الأمر مفاجأة كبيرة للمواطن الإثيوبي الذي كان ينتظر تخزين 13.5 مليار.
وأكد شراقي أن مصر والسودان يرفضان تخزين أي كمية حتى وإن كانت منخفضة من طرف واحدة، مشددًا على أن الملء الذي تم لن يكون مؤثرًا وكأنه لم يكن.
ونوه بأن أديس أبابا تحاول الترويج بأن تخزين أي كمية لن يكون مضرًا لمصر والسودان، لكن الواقع يشير إلى غير ذلك، فتخزين 13.5 مليار هذا العام كان سيعود بأضرار أكبر وأكثر وضوحًا.