«متلازمة هافانا»، عادت من جديد على الساحة عقب عن إصابة دبلوماسيين أمريكيين ومسئولين آخرين في فيينا بمشاكل صحية مشابهة لتلك المتلازمة الغامضة، وشكا أكثر من 20 موظفا من أعراض شبيهة بما يعرف بـ"متلازمة هافانا"، وهو مرض غامض يصيب الدماغ، وقد ظهرت هذه الأعراض بعد تولي الرئيس الأمريكي جو بايدن السلطة في يناير الماضي.
ولا يوجد تفسير في الوقت الحالي للمتلازمة، ولكن علماء أمريكيين يقولون إنها على الأغلب ناجمة عن إشعاعات موجات "متناهية الصغر".
أبرز المعلومات عن متلازمة هافانا
متلازمة هافانا مرض غامض تم اكتشافه لأول مرة في سفارة الولايات المتحدة في هافانا عام 2016.
وخلال الفترة الواقعة بين عامي 2016 و2017، ظهر على الدبلوماسيين والموظفين فجأة، أعراض مثل فقدان السمع والدوار ومشاكل عصبية أخرى.
وإثر ذلك، أطلقت الحكومة الأمريكية تحقيقا، واتهم مسئولون أمريكيون الحكومة الكوبية بتنفيذ اعتداءات صوتية على مواطنين، إلا أن هافانا أنكرت ذلك.
ولم تكن المتلازمة مرتبطة فقط بالسفارة الأمريكية، فقد ظهرت أعراض مماثلة على 14 موظفا على الأقل في السفارة الكندية في كوبا، بحسب تقرير لـ"بي بي سي".
ومنذ ذلك الحين، تم الإبلاغ عن المزيد من الحالات في جميع أنحاء العالم.
وتوصلت دراسة نشرت عام 2019 في مجلة "جاما" العلمية، إلى أن 40 شخصا من المحتمل أن يكونوا قد أصيبوا "بمتلازمة هافانا" وأعراضها العصبية، لديهم حجم المادة البيضاء في الدماغ بشكل أصغر بكثير مقارنة بغيرهم، علما أن هذه المادة مسئولة عن سرعة ونقل الإشارات العصبية الكهربائية في الدماغ.
وأضافت الدراسة أن هناك أيضا اختلافات برزت في بنية الدماغ، مؤكدة على ضرورة إجراء المزيد من الفحوصات والدراسات، وفق ما نقل موقع "هيلث" الطبي.
ما أعراض المتلازمة؟
في تقرير نشرته الأكاديمية الوطنية للعلوم "NAS" العام الماضي، تم تسجيل سماع معظم الأشخاص المصابين "بمتلازمة هافانا" ضوضاء عالية، وشعروا بضغط شديد أو اهتزاز في رؤوسهم، ودوخة وألم في الأذن أو الرأس.
وبحسب رئيس قسم الأعصاب في جامعة ولاية ميشيجن الأمريكية، أميت ساشديف، فإن الأعراض العصبية التي تم الإبلاغ عنها في "متلازمة هافانا" تظهر بشكل شائع لدى المصابين بارتجاج في الدماغ.
ونقلت تقارير عن أشخاص أصيبوا بالمتلازمة قولهم، إن الأعراض المعتادة توقفت عند انتقالهم من غرفة لأخرى، لتعود برجوعهم لمكانهم الذي رصدوا فيه الأعراض لأول مرة.
ومن بين الأعراض المرتبطة بهذه المتلازمة أيضا، الأرق المزمن والصداع وحتى تلف الدماغ والتهاب الأذن الداخلية.
ما الذي يسبب "متلازمة هافانا"؟
ليس من الواضح تماما ما الذي يسبب "متلازمة هافانا"، إلا أن دراسة للأكاديمية الوطنية للعلوم تشير إلى بحث الاتحاد السوفيتي سابقا في تأثيرات طاقة تردد الراديو النبضي منذ أكثر من 50 عاما، ولكن البحث لم يرجع سبب المرض إلى تلك الطاقة.
ويقول تقرير الأكاديمية إن المتلازمة ناجمة على الأرجح عن سلاح الميكروويف أو جهاز الطاقة الموجهة.
ويؤكد العلماء أن إرسال طاقة تردد راديو للدماغ والأذن من شأنه أن يغيّ