نجحت وساطة مصرية فعالة في ترتيب وقف إطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة وقوات الاحتلال الإسرائيلي، والتزم الطرفان بالهدنة منذ موعد سريانها فجر الجمعة 21 مايو الماضي.
وقالت وكالة الصحافة الفرنسية "فرانس برس"، إن إعلان الرئيس عبد الفتاح السيسي عن مشروعات بقيمة 500 مليون دولار لإعادة إعمار غزة قوبل بترحيب عالمي واسع كجزء من الإشادات الدولية بالوساطة المصرية.
وأضافت الوكالة أن مشروعات إعادة الإعمار المصرية في غزة من شأنها تعزيز الحضور المصري الفعال في الشأن الفلسطيني، بما يشكل دفعة إضافية لمكانة مصر الإقليمية التي استعادتها على مدار السنوات الماضية.
ونقلت الوكالة عن أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة مصطفى كامل السيد تأكيده أن "هذا التعهد سيجعل كلمة مصر مسموعة لدى الأطراف الفاعلة في فلسطين، وهو جزء من تحرك مصر لاستعادة دورها الإقليمي".
وأفاد مصدر مطلع، أن وفدا من الحكومة الفلسطينية برئاسة نائب رئيس الوزراء، زياد أبو عمرو وبرفقته وزراء الأشغال والزراعة والحكم المحلي والاقتصاد والتخطيط سيزورون مصر خلال الفترة الحالية.
وحسب المصدر، فإن الزيارة تأتي للتنسيق مع المسؤولين المصريين حول إعادة إعمار قطاع غزة في إطار مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، لإعمار القطاع وفي إطار دعم الجهود المصرية المبذولة لتحسين الأوضاع بغزة.
وسلطت صحيفة "ذا هيل" الأمريكية، الضوء، على الدور الكبير للرئيس عبد الفتاح السيسي، في استعادة دور مصر القيادي في الشرق الأوسط وإفريقيا، وذلك عقب الوساطة المصرية الناجحة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وقالت الصحيفة، في مقال، إن مصر استعادت دورها التقليدي مرة أخرى؛ لتخفيف التوترات بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية، لكن هذه المرة، تجاوزت القيادة المصرية النهج السابق، ونسقت بقوة بين الطرفين، في محاولة لاستعادة دور القاهرة القيادي في الشرق الأوسط.
وأشار المقال، إلى أنه بعد نحو عقد من الزمان على ثورة 2011؛ تقوم مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي بخطوات مبدئية للعودة إلى القيادة الإقليمية وإعادة بناء النفوذ المصري، موضحة أن القاهرة ومنذ الخمسينيات إلى التسعينيات كانت الدولة الرائدة في المنطقة ثقافيا وعسكريا وسياسيا.