فرط الحركة والتشتت.. هل تؤثر على ذكاء الطفل ؟

الثلاثاء 25 مايو 2021 | 11:52 مساءً
كتب : رشا ابو شال

إنتشرت خلال السنوات الماضية، إحد الأمراض التي تصيب النمو العصبي، فرط الحركة والتشتت وتسمى "dhd" وله ثلاثة أشكال هي انعدام التركيز، والحركة المفرطة والاندفاع، أو مزيج منهما، انتشرت بشكل كبير بين الاطفال والطلاب بالمدارس، والتي اصبحت حديث المجتمع وخصوصا الآباء والأمهات، وتتعدد الاسباب عن هذه الإصابة.

ويحتاج كل مصاب باضطراب فرط الحركة وتشتت الإنتباه إلى خطة علاج سلوكية فردية خاصة به، دون وجود خطط جماعية بديلة، هذا فضلا عن ضرورة التنسيق بين كل أطراف البيئة العلاجية.

ويجد المصاب بفرط الحركة صعوبة في ضبط انفعالاته المندفعة وفي الجلوس ساكنا بمكان ما، فضلاً عن سرعة التململ والميل إلى الثرثرة ومقاطعة أحاديث الآخرين، لا سيما في حالة الإناث.

أما المصاب بتشتت الإنتباه فيكون عرضة أكثر من الآخرين لنسيان الأشياء، وصعوبة ترتيب الأفكار.

وعادة ما يكون التوتر، والاكتئاب، واضطراب التناسق الحركي من الاضطرابات المصاحبة لفرط الحركة وتشتت الانتباه.

ويفقد التلميذ المصاب بهذا الاضطراب رغمًا عنه درجات في اختبارات الذكاء أو اختبارات التقييم المدرسية، لا سيما إذا لم تكن جهة التقييم تنتهج طريقة خاصة حياله.

ولا توجد إحصاءات في الدول النامية عن أعداد الإصابات باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، وذلك نظرًا لعدم وجود نظُم تقييم نفسية حصرية للأطفال في تلك البلدان.

لكن استطلاعا للرأي أجري عام 2016 أشار إلى إصابة 63 مليون شخص حول العالم باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه.

أسباب الإصابة

عن أسباب الإصابة بهذا الاضطراب، تقول أميرة الصباغ، المرشدة النفسية وأخصائية صعوبات، إنه لا توجد أسباب واضحة بشكل قاطع.

لكن هناك عوامل جينية يمكن أن تورث هذا الاضطراب، كما أن للعوامل البيئية المحيطة دورًا فاعلا في استفحال الإصابة أو الحدّ منها، بحسب ما أوضحت الصباغ لبي بي سي.

وقد يتعرض الطفل لمواقف عُنف في البيت أو تنمّر في المدرسة، أو يشاهدها، فتجعله يسلك سلوكًا عنيفا بدوره.

وتؤكد الصباغ على أهمية ثقافة التغذية السائدة في البيئة المحيطة، مشيرة إلى أن اعتياد الوجبات السريعة وتناول السكريات بنسبة عالية تجعل الطفل أكثر حركة، وهنا تبرز أهمية ممارسة الرياضة.

ويتطلب تشخيص فرط الحركة وتشتت الانتباه، مراجعة تاريخ المصاب والاستفسار من المقربين منه عن ملاحظاتهم حول سلوكياته، وإجراء اختبارات لتقييم الأعراض.

ويجري تشخيص الاضطراب في سن الطفولة عادة، وأغلب المصابين به لا يتجاوزونه في سن البلوغ.

كما يؤدي عدم تشخيصه في سن الطفولة إلى حدوث مشكلات أكثر مع البلوغ.

صعوبة العلاج

وحول الصعوبات التي تكتنف علاج اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، تقول الصباغ إن العلاج يبدأ أولاً بالتشخيص السليم.

وتشير الصباغ إلى 18 عرَضًا مميزًا، يجب أن تظهر منها ستة أعراض على الشخص الواحد في بيئتين مختلفتين، مثل البيت والمدرسة أو النادي.

ويتميز مصاب اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه في الغالب بشدة الحساسية والانتقائية والذكاء، وهنا تكمن صعوبة علاجه، والذي يتمثل بحسب الصباغ في انتهاج الأسلوب الأمثل للتعامل مع المصاب.

وهنا تحذر االمرشدة النفسية من مغبة اللجوء إلى العقاب، موكدة حاجة هؤلاء إلى الاهتمام والبحث بجدية عما يجذب انتباههم.

اقرأ أيضا ..

بعد كورونا.. تفشي مرض جديد يسبب العقم في أستراليا