هنأ وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، الرئيس عبدالفتاح السيسي والشعب المصري كله بمناسبة ذكرى انتصارات فتح مكة، مشيرا إلى أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قد دخل مكة في عزة وتواضع معا.
جاء ذلك خلال احتفال وزارة الأوقاف بذكرى فتح مكة، التي أقيمت بمسجد السيدة زينب (رضي الله عنها) بمحافظة القاهرة، بحضور الدكتور مهران عبد اللطيف مهران رئيس حي السيدة زينب نائبًا عن محافظ القاهرة خالد عبد العال، والشيخ عبدالهادي القصبي شيخ مشايخ الطرق الصوفية ورئيس ائتلاف دعم مصر ورئيس لجنة الأسرة والتضامن بمجلس النواب، والدكتور هشام عبدالعزيز الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، والدكتور نوح عبدالحليم العيسوي وكيل وزارة الأوقاف لشئون المساجد والقرآن الكريم.
وقال وزير الأوقاف، في كلمته خلال الاحتفالية، اليوم /الاثنين/، "عندما دخل النبي مكة فاتحا في عزة وتواضع، وكانت راية الأنصار مع سعد بن عبادة، فقال سعد (اليوم يوم الملحمة.. اليوم تستحل الحرمة)، فقال رسول الله (بل اليوم يوم المرحمة.. اليوم يعظم الله الكعبة"، ثم دخل الكعبة مكبرا في أرجائها وموحدًا الله (عز وجل)، وأخذ يشير إلى الأصنام وهي تتساقط أمامه وهو يقول (وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا)، ثم خرج من الكعبة وخطب في أهل مكة قائلا (ما تظنون أني فاعل بكم؟، قالوا: خيرًا، أخ كريم، وابن أخ كريم)، فقال قولته المشهورة (أذهبوا فأنتم الطلقاء)، وهو ما يجسد قيمة التسامح في أسمى معانيها".
وأضاف أن الإسلام ليس متشوفا للقتال ولا لسفك الدماء، بل هو دين مودة ورحمة، وفي ذلك يقول سيدنا كعب بن زهير (رضي الله عنه): "أُنْبِئْتُ أنَّ رَسولَ اللهِ أَوْعَدَنِي*والعَفْوُ عندَ رسولِ اللهِ مَأْمُولُ / إن الرسول لنورٌ يُستضاء به*مُهندٌ من سيوف الله مسلولُ".
وتابع "لم يكتف الرسول بالعفو عنه وإنما ألقى عليه بردته، ومع أن سيدنا كعب بدأ قصيدته بالغزل، لم ينكر عليه النبي ذلك ليعلم الناس جميعًا أن في ديننا سعة، فهو دين رحمة مصداقًا لقول الله تعالى: "فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ".
وفي ختام كلمته أوضح وزير الأوقاف أن الله قد أعطى رسوله بشارتين، الأولى في قوله تعالى: "لَّقَدۡ صَدَقَ ٱللَّهُ رَسُولَهُ ٱلرُّءۡیَا بِٱلۡحَقِّ لَتَدۡخُلُنَّ ٱلۡمَسۡجِدَ ٱلۡحَرَامَ إِن شَاۤءَ ٱللَّهُ ءَامِنِینَ مُحَلِّقِینَ رُءُوسَكُمۡ وَمُقَصِّرِینَ لَا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمۡ تَعۡلَمُوا۟ فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَلِكَ فتحا قَرِیبًا"، وقد تحققت بدخول الرسول البيت الحرام، حيث رأى ذلك في منامه أنه يدخل هو وأصحابه البيت الحرام، فمنهم من كان مقصرا ومنهم من كان محلقًا، والثانية: وهي دعوة للتفاؤل والأمل وعدم الخنوع واليأس، حيث قال ربنا سبحانه وتعالى: "هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ".
وأكد جمعة أن هذا وعد إلهي بنصر الله وإظهار دينه إلى قيام الساعة، مناشدا المسلمين ضرورة اغتنام ما تبقى من أيام العشر الأواخر من رمضان، والتي ستمضي سريعًا كما مر ما قبلها من أيام الشهر المبارك، لافتا إلى أنه هكذا شأن الأيام والدهور، فالعاقل من أدرك هذه الفرصة واغتنمها، والغافل من ضيع هذه الأيام المباركة.