في تصعيد غير مسبوق، حذرت جبهة التمرد المعروفة بـ "الوفاق من أجل التغيير في تشاد"، جميع رؤساء الدول والحكومات الذين أعلنوا حضور جنازة الرئيس التشادي، إدريس ديبي، من القدوم إلى البلد المضطرب "لأسباب أمنية".
ومن المرتقب أن يجري تشييع الجنازة في 23 أبريل الجاري، بعد يومين من إعلان التلفزيون التشادي وفاة ديبي، متأثرا بجروح أصيب بها خلال مشاركته في القتال ضد الجبهة المتمردة الهادفة إلى قلب نظام الحكم.
ومن بين من أعلنوا حضور الجنازة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون؛ حيث إن فرنسا حليف مقرب لتشاد، خاصة كما أن قواتها تشارك مع الجيش التشادي في التصدي للجماعات الإرهابية في منطقة الساحل الإفريقي.
وترددت كذلك أنباء غير مؤكدة عن حضور مسئولين من دول الجوار مثل كوت ديفوار والسودان وموريتانيا ومالي والكونغو.
كما رفضت الجبهة في بيان لها اطلع عليه موقع "سكاي نيوز عربية" تولي محمد إدريس ديبي إدارة البلاد، خلفا لوالده، بشكل مؤقت لحين إجراء انتخابات رئاسية بعد 18 شهرا.
وقال البيان: "تشاد ليست ملكية، ولا يمكن أن يكون هناك تفويض وانتقال للسلطة بين الأسرة الحاكمة في البلاد".
وفي مزيد من التصعيد هددت الجبهة بأن "قوات المقاومة الوطنية لجبهة الوفاق من أجل التغيير في تشاد "FACT" في هذه اللحظة متوجهة إلى أنجامينا، بثقة تامة وبشجاعة وقبل ذلك كله بتصميم تام"، على حد قول البيان.
وفي العاصمة أنجامينا، استقبل رئيس المجلس العسكري الانتقالي في تشاد، محمد إدريس ديبي، أول مسؤول إفريقي بعد مقتل الرئيس الراحل، وهو رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي، واثنين من قادة الأحزاب وهم، محمد الله طاهر، رئيس حزب الإصلاح الديمقراطي، وباهيمي باداكيه ألبرت المرشح الذي جاء في المرتبة الثانية في الانتخابات الرئاسية 2021.
وتبادلت الشخصيات الثلاث مع رئيس المجلس الانتقالي البحث في تداعيات الوضع السائد في البلاد بعد مقتل إدريس ديبي.
وبحسب تعبير ديبي الصغير فإن "المجلس العسكري الانتقالي ضرورة تمليها الظروف"؛ لأن "الوضع القائم يتطلب أن يتحمل الجيش مسؤولياته، وأن يؤدي واجبه في الحفاظ على الاستقلال الوطني واستمرارية الدولة".
من جانبه، أعلن الجيش التشادي مجموعة إجراءات للسيطرة على الأوضاع، منها حل الحكومة والبرلمان وتشكيل مجلس عسكري انتقالي وإغلاق الحدود البرية.
وأعلن ميثاق انتقالي نُشر على الموقع الالكتروني للرئاسة التشادية، أن الجنرال محمد إدريس ديبي رئيس المجلس العسكري الانتقالي الذي تأسس الثلاثاء، عقب وفاة والده إدريس ديبي، سيتولى مهام رئيس الجمهورية.
والجنرال محمد إدريس ديبي (37 عاما)، ضابط في الجيش، ويترأس المديرية العامة لجهاز الأمن لمؤسسات الدولة، المعروفة لدى التشاديين بالحرس الرئاسي.
وعيَّن محمد الثلاثاء، بموجب مرسوم، 14 جنرالا آخرين قريبين جدا من والده الراحل في المجلس الانتقالي، وهي الهيئة المسؤولة عن تنظيم الانتقال لمدة 18 شهرا حتى اجراء الانتخابات الرئاسية.
وتشهد منطقة جبال تيبستي، قرب الحدود مع ليبيا، منذ سنوات مواجهات مستمرة بين الجيش التشادي والمتمردين، والمواجهات الأعنف شهدتها في 2019 عندما أوقفت عمليات قصف فرنسية، بطلب من الحكومة التشادية، تقدم المتمردين في إحدى محاولتهم الإطاحة بإدريس ديبي.