برغم النجومية التي حققها، والنجاح الفني الذي لم يضاهيه نجاح أي نجم آخر، لم يهنأ العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ بطعم السعادة التي قُدرت أن تقسم له ولا يتذوقها أبدًا، بسبب معاناته المستمرة منذ الطفولة، سواءً لظروفه العائلية الصعبة أو لظروفه الصحية التي عجلت من فراقه للحياة عن عمر ناهز الـ47 عامًا في مثل هذا اليوم 30 مارس.
الأمر لم يكن سهلًا طيلة حياته، بين سنوات قضاها في الملجأ، وسنوات قضاها في نجومية طاغية صاحبتها حقيبة الأدوية التي لم تفارقه، وانتهت بانتصار أمراضه المزمنة على قوته، فيما حاول دائمًا التركيز على عمله ونجاحه، ولكن للشهرة ضريبة غالية، ومحبة الجمهور تورث الاهتمام الذي قد يتحول لفضول، ومن هنا تولد الشائعات.
حياة عبد الحليم حافظ مفعمة بالحزن الرومانسي الذي تطبعت به أغلب أغنياته، ومليئة أيضًا بالأسرار التي لم يتم الكشف عن بعضها حتى الآن، وهكذا طالته على مدار مسيرته بعض الشائعات التي نستعرض أبرزها فيما يلي.
الملجأ
من المعروف أن عبد الحليم نشأ يتيمًا، فقد رحلت والدته عن عالمنا بعد ميلاده بأيام، بينما لحق بها والده قبل أن يتم عامه الأول، وقصة دخوله الملجأ معروفة، ولكن الشائعة التي لاحقته هي أنه عاش في الملجأ لسنوات طويلة ولكن هذه الشائعة ليست حقيقية.
والدة عبد الحليم توفيت قبل أسبوع من ولادته ولحق بها الأب بعد 3 أشهر، وأكبر أشقاء حليم وقتها كان يبلغ من العمر 10 سنوات، يليه الأوسط 8 سنوات يليهما الشقيقة الصغرى 5 سنوات، التحق "إسماعيل" وانتقل الأخوة إلى منزل خالهم لرعايتهم، بينما دخل عبد الحليم بناء على موهبته إلى مدرسة يتعلم فيها الموسيقى، وكانت المدرسة الوحيدة التي تمتلك الإمكانيات هي مدرسة يتبعها ملجأ، فكان حليم ما بين المدرسة والملجأ للتعلم، وفي بعض الأحيان كان يبيت مع أصدقائه، ومسألة إيداعه للملجأ لم تدم طويلا لأنه انضم إلى أشقائه في منزل الخال بعد فترة قصيرة.
زبيدة ثروت
كحال أهل الفن بعد نجاح أحد الأفلام الرومانسية، تطالهم الشائعات، وقد حقق فيلم "يوم من عمر" للعندليب والفنانة زبيدة ثروت نجاحا واسعا، على إثره ترددت الأحاديث حول قصة حب تجمع الثنائي، انتهت بتحطم قلب الفنان لأن والد الفنانة رفضه بسبب عمله في الفن، وهو الأمر غير المنطقي إذا كانت زبيدة ثروت أصلا فنانة، والأمر برمته محض أكاذيب نفاها محمد شبانة نجل شقيق حليم.
محاربة المواهب الشابة
كثيرا ما تتردد هذه الشائعة التي تنفي نفسها، فإذا كان عبد الحليم قد أسس بالمشاركة مع موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، شركة "صوت الفن" التي أنتجت أغاني لوجوه شابة، واكتشف المطرب الراحل عماد عبد الحليم وأعطاه اسمه، والمرجح أن هناك خلافات وقعت بين عبد الحليم وبعض النجوم، أدت إلى بعض المعارك الفنية التي أدت لظهور هذه الشائعة، التي يعتبرها الكثير غير صحيحة.
اعتناق المسيحية
كان عبد الحليم حافظ محبًا للقرآن، ونشأ على حفظه منذ الصغر، ولكن ظروفه الصحية كانت تمنعه من الصوم، وعندما غنى "المسيح" أعقاب حرب "1967" من كلمات عبدالرحمن الأبنودي، وألحان بليغ حمدي، قال البعض إنه تحول للمسيحية وبالطبع شائعة غير صحيحة.
غيرة عبد الحليم حافظ من فريد الأطرش والخلاف الكبير بينهما
استندت هذه الشائعة على الخلاف الذي وقع بين حليم وفريد بسبب حفل شم النسيم، الذي اعتاد فريد الأطرش على إحيائه لمدة تقارب الـ25 عامً، وفي سنوات غيابه وسفره لبيروت، انتقلت مسئولية حفلات شم النسيم للعندليب، وفجأة عاد فريد الأطرش للقاهرة مصرًا على استعادة حفل شم النسيم.
وقع الشقاق بين عملاقي الموسيقى والطرب، وانتهى بأن أقيمت الحفلتين في موعدهما عبر قنوات مختلفة في الإذاعة والتليفزيون، وصاحبت الفرقة الماسية عبد الحليم في العزف، بينما الذهبية كانت من نصيب فريد الأطرش، وكأي خلاف تأجج في وقت قصير وانحلت العقدة، وفي أحد اللقاءات التليفزيونية قال عبد الحليم إنه لا تجوز مقارنته بفريد الأطرش لأنه من جيل أستاذه عبد الوهاب وظل النجمين صديقين لنهاية العمر، بل ولم يتوقف فريد الأطرش ع التلحين لعبد الحليم حافظ.
السندريلا
تظل شائعة زواج عبد الحليم حافظ من سعاد حسني، هي الشائعة الأشهر والأضخم والتي لا تزال تشغل بال محبيهما إلى الآن، وهذه الشائعة بالذات لم يتم حسم الجدل فيها بحسب شهود العصر للنجم والنجمة الأشهر في جيلهما.
فالسيدة جانجاه شقيقة السندريلا، أوضحت في كتابها عن سعاد حسني، أنها تزوجته زواجا عرفيًا ونشرت العقد الذي بسببه قرر محمد شبانة ابن شقيق العندليب مقاضاتها عليه ورفع قضايا تطعن في صحته من الأساس.