أعلنت وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" ولأول مرة فى تاريخها أجراء محاولة لإقلاع أصغر مروحية حصلت فى تاريخ الوكالة، لتصبح أول رحلة طيران تحدث على كوكب المريخ منذ قرن بعد رحلة 1903.
وتعتبر المروحية "إنجينيويتي" أصغر مروحية وصلت إلى أجواء المريخ، وتشبه الطائرة المسيرة الكبيرة وذات وذن خفيف، ومثبتة تحت روبوت جوال، وفي حال نجاح الاختبار، سيشكّل إنجازاً كبيراً إذ أن كثافة جو المريخ لا تتعدى واحداً في المئة من كثافة غلاف الأرض الجوي.
وسيكون هذا الحدث التاريخي في مستوى أهمية الإنجاز الذي مثّلته أول رحلة طيران بمحرّك على كوكب الأرض عام 1903. وأفادت "ناسا" بأن قطعة قماش صغيرة من طائرة الأخوين رايت التي أقلعت قبل أكثر من قرن في ولاية كارولاينا الشمالية الأمريكية وضعت على "إنجينيويتي" في تحية لرحلة الطيران الأرضية الأولى، وبالتالي هي موجودة حالياً على كوكب المريخ.
ومن المتوقع أن تكون هذه الطلعة الأولى بسيطة جداً، إذ ستقلع المروحية عمودياً، ثم سترتفع إلى علو ثلاثة أمتار وتحوم على هذا المستوى لمدة 30 ثانية ثم تدور على نفسها قبل أن تهبط مجدداً، وستتلقى المروحية توجيهاتها من الأرض قبل بضع ساعات، لكنها ستتولى بنفسها تحليل موقعها بالنسبة إلى سطح المريخ أثناء طلعتها، من خلال التقاط 30 صورة في الثانية. وسبق لوكالة "ناسا" أن حددت المنطقة التي ستطير فوقها المروحية وتقع شمال موقع هبوط الروبوت الجوّال.
وقالت المسؤولة ضمن "ناسا" عن التنسيق بين فريقي الروبوت والمروحية فرح علي باي إن على "برسفيرنس" أن ينتقل بواسطة عجلاته إلى هذا المدرج، "وهو ما يستغرق بضعة أيام"، وسيضع الروبوت المروحية في الموقع المناسب لإقلاعها، ثم يمر من فوقها للابتعاد عنها. وينبغي أن يبتعد "برسفيرنس" في أقل من 25 ساعة ما فيه الكافية ليفسح المجال أمام أشعة الشمس التي تحتاج إليها المروحية لتوليد طاقتها بواسطة الألواح الشمسية، بحيث تستطيع تدفئة نفسها خلال ليالي المريخ الباردة.