يمر اليوم 106 عاما على ميلاد سيدة الرقص الشرقى الفنانة الكبيرة تحية كاريوكا التى ولدت فى مثل هذا اليوم الموافق 22 فبراير من عام 1915؛ لتكون إحدى أهم الفنانات اللاتى غيرن مفهوم الرقص الشرقى وتكون حياتها سلسلة من الإبداع والعطاء والنضال والزهد والحب.
وسحرت الفنانة الكبيرة تحية كاريوكا بجمالها الكثيرين فترة شبابها من مختلف الفئات والأجيال، بل أنها سحرت العالم حين شاركت فى مهرجان كان الدولى وهى ترتدى الملاءة اللف حين شاركت فى المهرجان بفيلمها "شباب امرأة".
وكان الشاعر إبراهيم ناجى من أشد المعجبين بالفنانة تحية كاريوكا حتى أنه كتب فيها قصيدة نشرتها مجلة الكواكب فى عدد نادر بتاريخ 14 يونيو عام 1960 تحت عنوان " راقصة" تقول أبياتها:
افديك عارية كساها الحسن ثوباً ناصعاً
شبه الفرائد قد كسين من الغمام براقعاً
خبان نصفا فى الدجى وجلون نصفا لامعا
من أى وديان الظباء مرابعا ومراتعا
والناس حولك مرهفون نواظرا ومسامعا
باللمظ ينتهبون حسنك والقوام الفارعا
غنت قلوبهم الظماء ملاحنا ومقاطعا
ولربما غمرت قلوبهم وكن بلاقعا
ولربما وجدوا المنى بك والحبيب الضائعا
وكانت كاريوكا معروفة بجرأتها ومواقفها الوطنية العديدة منذ بداياتها وفى كل مراحل حياتها، حتى أنها كانت فى أوقات كثيرة على استعداد للتضحية بحياتها بسبب هذه المواقف.
فبعد شهرتها وقبل قيام ثورة يوليو 1952 ساعدت كاريوكا الفدائيين على مقاومة الاحتلال الانجليزى، وقامت بتهريب الأسلحة لهم فى سيارتها إلى الإسماعيلية وكان لها دور كبير فى فترات الحرب بجمع التبرعات ومداوة الجرحى.
وعرفت كاريوكا منذ بداياتها بذكائها الحاد وثقافتها الواسعة ، وفى عدد نادر من مجلة الكواكب صدر عام 1959 نشرت المجلة موضوعاً عن تقاليع النجوم ذكرت فيه أن تحية كاريوكا فى بداياتها وعندما شعرت أن الضجة التى أثارتها كراقصة مثقفة بدأت تقل وقلت معها الأخبار المنشورة عنها، خرجت على الناس بموضة جديدة فى تصفيف حاجبيها، حيث كان الناس وقتها قد اعتادوا أن يروا النساء بحواجب كثيفة تخف من الوسط تدريجياً، لكن تحية كاريوكا خرجت على الناس بحاجبين رفيعين مقوسين إلى أعلى يشبهان رقم 8، وكانت أول عربية ومصرية تسير على هذه الموضة الجديدة، وأثارت بها ضجة كبيرة فى الصحف، خاصة عندما قلدتها درية شفيق إحدى رائدات تحرر المرأة والتى كانت وقتها من أوائل الفتيات اللاتى تخرجن من الجامعة المصرية.
وقالت الصحف وقتها إن درية شفيق قلدت تحية كاريوكا التى ظهرت بتقليعة الحواجب المقوسة، وهو ما أثار غضب درية شفيق فنشرت بياناً فى إحدى المجلات تقول فيه إنها رأت هذه الموضة فى إحدى المجلات الفرنسية، وختمت بياناها بعتاب للصحف التى قالت إن خريجة الجامعة قلدت راقصة، وحينها تعرضت درية شفيق لانتقادات واسعة وحملة قاسية فى الصحف حيث قال الصحفيون إن العهد الذى كانت فيه الفوارق بين بنات الذوات والفنانات قد مضى ولم يعد هناك فوارق بين الفئات والطبقات، واعتبروا أن ما قالته درية شفيق يؤصل للطبقية والنظرة الدونية للفنان.