كشفت وثائق جديدة مسربة نشرها موقع "نورديك مونيتور" السويدي، عن تدبير جهاز المخابرات التركي تفجيرًا ضخمًا لمستودعات الأسلحة التابعة للجيش الوطني؛ لمحو آثار عمليات تسليم الأسلحة إلى تنظيم "داعش" الإرهابي في العراق وسوريا.
ووفقًا لـ"نورديك مونيتور" السويدي، أوضح تفاصيل العملية السرية التي قام بها ضباط المخابرات التركية، مستندًا إلى شهادات أدلى بها الرائد أحمد أوزجان، رئيس مركز التقييم الاستخباراتي للمحكمة، وجاء فيها أن التفجيرات التي وصفت بأنها حوادث في مستودعات الأسلحة العسكرية التركية تم تدبيرها لإخفاء الأدلة التي تثبت اختفاء كم كبير من الأسلحة التابعة للجيش التركي، والتي أرسلت سرًا إلى داعش.
وقال أوزجان: "يعلم الجميع أن سجلات موارد السلاح هي مسألة حساسة للغاية لدى القوات المسلحة التركية، ومن أجل إخفاء تلك السجلات تم تفجير مستودعات الذخيرة تحمل اسم "MKE" في مدن أفيون وكاراحصار، وشانلي أورفا التركية، وكذلك الأراضي الخاضعة لسيطرة تركيا في جزيرة قبرص، مما أدى إلى مقتل و جرح العشرات من الجنود الأتراك".
يذكر، أن اسم "MKE" يشير إلى شركة الصناعات الميكانيكية والكيميائية التركية المملوكة للنظام التركي، والتي تصنع المتفجرات والذخيرة والأسلحة وغيرها من المعدات العسكرية للجيش التركي، وأوضح أوزجان، أنه بمشاهدة مقاطع الفيديو الدعائية لداعش، يمكن بسهولة رؤية شعار MKE على صناديق الأسلحة، لن يتطلب الأمر الكثير للبحث عن الأدلة، مشيرا إلى الانفجار الذي دمر مستودع ذخيرة في مقاطعة أفيون كاراحصار، حيث قتل 25 جنديًا في 11 سبتمبر.
ووقع انفجار آخر في شانلي أورفا جنوب شرق تركيا في 13 نوفمبر 2019، مما أدى إلى إصابة 16 جنديًا من ترسانة قيادة اللواء 20 التركية في المنطقة الواقعة بالقرب من الحدود مع سوريا.
وحسب الوثائق فإن الانفجار الثالث من سلسلة الانفجارات المدبرة، حدث في قبرص التركية، يوم 12 سبتمبر 2019، في منطقة عسكرية في مدينة جيرن الساحلية التركية القبرصية، ما تسبب في إصابة العشرات من قيادة فرقة الذخيرة.
ويحكي الرائد التركي المعتقل، أنه منذ أن عمل مع قوات الدرك التركية، وهي قوة عسكرية لها تفويض بإنفاذ القانون في المناطق الريفية والمحافظات الحدودية، حيث اعتاد الجهاديون تهريب الأسلحة والمقاتلين والخدمات اللوجستية للتنظيمات التهريبية، فقد شهد تحميل صناديق الذخيرة على شاحنات من مصنع إنتاج MKE في عام 2018.
وأشار إلى أن الجنود الأتراك يعرفون جيدًا أن الشاحنات المحملة في مستودعات الذخيرة التابعة للقوات المسلحة التركية ذهبت إلى داعش، مضيفًا: يمكنني القول بالفعل أن انفجارات مماثلة قد تحدث في المستقبل.
وأكد أن الأسلحة التي صنعتها شركة MKE قد استخدمتها داعش في 9 سبتمبر 2014، حيث تم العثور على ذخيرة تحمل علامة MKE بعد قتال بين مسلحي داعش والقوات الكردية في أربيل، عاصمة حكومة إقليم كردستان في شمال العراق.
وفوجئ الخبراء الأمريكيون الذين فحصوا المكان برؤية علامة MKE التركية على ذخيرة داعش، فيما أصدرت السلطات التركية قرارا بإغلاق صحيفة «طرف» اليومية التركية في عام 2016 لنشرها تلك المعلومات. وسجن رئيس تحريرها السابق، المؤلف البارز أحمد ألتان، وكذلك كبير المراسلين الاستقصائيين في الصحيفة محمد بارانسو بتهم ملفقة.
وكان استخدام مواد MKE من قبل داعش جزءًا من سؤال تم تقديمه إلى البرلمان في سبتمبر 2014 أيضًا، وقدمت المعارضة استجوابا لوزارة الدفاع، «هل وزارة الدفاع باعت هذه الذخيرة لداعش؟ إذا كانت الوزارة لم تبيعها فكيف سقطت هذه الذخيرة في أيدي داعش؟».
وتساءل النائب بحزب الخير، لوتفو توركان، إذا كانت تركيا قد تلقت أي أموال من المنظمة مقابل الأسلحة، فيما رد وزير الدفاع آنذاك عصمت يلماز، بجملة واحدة على 6 أسئلة وجهت له، "لم نقم ببيع أي أسلحة أبدا لأي منظمة إرهابية".
إقرأ أيضًا..
وقعنا 6 عناصر تكفيرية..عقيد صاعقة يكشف تفاصيل إصابته في "البرث"
جريمة بشعة.. استاذ جامعي يمزق جسد طالبة لأشلاء ويلقي جثتها في النهر