دق مسؤولون طبيون في تركيا ناقوس الخطر بشأن حجم تفشي فيروس كورونا المستجد في البلاد، فيما غيرت الحكومة طريقة نشر البيانات الإحصائية عن مستجدات الجائحة.
وانتقلت الحكومة التركية في وقت سابق من الأسبوع الجاري من إحصاء حصيلة المصابين الجدد الذين يتلقون العلاج في المستشفيات إلى نشر إجمالي عدد المرضى الجدد الذين تم تشخيص إصابتهم مختبريا، وفقا لما نشرته وكالة " أسوشيتد برس".
ونتيجة لهذا الانتقال، شهد معدل الإصابات اليومية بالفيروس في البلاد قفزة حادة يوم الأربعاء، أي من نحو 7.5 ألف إصابة حتى 30 ألفا.
ويأتي ذلك على خلفية الارتفاع في معدل الوفيات اليومية جراء الفيروس الذي يسبب مرض "كوفيد-19"، حيث سجلت تركيا أمس السبت قفزة غير مسبوقة بـ182 وفاة.
وفي ظل هذه البيانات الجديدة، تحولت تركيا، التي كانت تعد حتى الآن نموذجا ناجحا لمحاربة الوباء، فجأة إلى قائمة الدول الأكثر تضررا بكورونا في أوروبا.
لكن هذه التطورات لم تكون مفاجئة بالنسبة لاتحاد نقابات الأطباء الأتراك الذي كان يحذر على مدى أشهر من أن الأرقام الرسمية تضلل الجمهور بشأن واقع حجم تفشي الفيروس في البلاد.
ويعتقد الاتحاد، الذي سبق أن تعرض لانتقادات من قبل الحكومة، أن الأرقام الرسمية لا تزال أقل من الواقع، مرجحا أن الحصيلة الحقيقية تصل إلى 50 ألف إصابة يوميا على الأقل.
وقالت رئيسة الاتحاد، شبنم كورو فنجانجي، في حديث لوكالة "أسوشيتد برس"، إن المستشفيات التركية تعاني من الاكتظاظ، والكوادر الطبية منهكون، فيما يبذل المسؤولون المعنيون بمتابعة تفشي كورونا جهودا يائسة في محاولة لرصد اتصالات المرضى.
وتابعت: "نحتاج إلى إغلاق شامل لمدة أسبوعين على الأقل، أو حتى أربعة أسابيع، وهي المدة التي يعتبرها العلماء الأمثل".
من جانبها، حذرت، إبرو كيرانر، التي تترأس اتحاد ممرضي الرعاية المركزة الذي يتخذ من اسطنبول مقرا له، من أن غرف الرعاية المركزة في مستشفيات المدينة مكتظة بالكامل تقريبا، مشيرة أيضا إلى نقص في الكوادر الطبية.
وقالت: "ممرضو غرف العناية المركزة لا يستطيعون العودة إلى حياتهم الطبيعية منذ مارس، ولم يرهم أطفالهم دون كمامات منذ أشهر".
من جانبه، أعرب عمدة اسطنبول المعارض، أكرم إمام أوغلو، أيضا عن شكوكه في الحصيلة الرسمية، مشيرا إلى تسجيل 186 وفاة ناجمة عن الوباء في مدينته وحدها في 22 نوفمبر، فيما أعلنت الحكومة عن تسجيل 139 وفاة على مستوى البلاد في ذلك اليوم.
ولفت إمام أوغلو إلى أن متوسط حالات الدفن اليومية في المدينة يبلغ الآن نحو 450، مقارنة مع 180-200 فقط في نوفمبر العام الماضي، مشددا على أنه لا يمكن تجاوز تفشي الوباء إلا من خلال عملية شفافة.
وتصر الحكومة التركية على أنها تسيطر على الوضع الوبائي في البلاد، وتقول إن درجة اكتظاظ غرف العناية المركزة لا تزال على مستوى 70% تقريبا.