كشفت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، الأحد، عن تحركات خلية غامضة تابعة لتنظيم داعش الإرهابي والتي تجمع التبرعات، بهدف تحرير نسائه الأوروبيات والمعروفات باسم "العرائس الجهاديات" من مخيمات اللاجئين الأكراد في سوريا.
ووفقًا للصحيفة البريطانية، أمضى المراسلون السريون أسابيع في التواصل مع "وسيط" في تركيا قبل التقاط صورة لأحد الأشخاص التابعة للتنظيم في لندن يوم الجمعة الماضي، وهو يلتقط على ما يعتقد أنه تبرع بقيمة 4500 جنيه إسترليني للجماعة الإرهابية.
ولفتت الصحيفة إلى أنه عندما بدأت شرطة العاصمة التحقيق، فكشفت الصحيفة الشبكة المتطورة التي تم إنشاؤها لتمويل هروب نساء داعش من المخيمات في سوريا.
وتشمل المخيمات، مخيم الهول الذي احتجزت فيه شيماء بيجوم، التي فرت من بريطانيا، والبالغة من العمر 15 عامًا للانضمام إلى داعش قبل خمس سنوات.
وأطلقت الحكومة الأسبوع الماضي، محاولة في المحكمة العليا لإلغاء قرار يسمح لـ بيجوم، بمغادرة سوريا والعودة إلى المملكة المتحدة، فضلا عن الطعن في قرار وزارة الداخلية بنزع جنسيتها البريطانية.
وقال أحد المحامين الحكوميين إن ذلك "سيكون إهانة للعدالة، ومن شأنها أن تشكل تهديدًا حقيقيًا وخطيرًا للأمن القومي".
في غضون ذلك، هناك قلق متزايد بشأن عودة نفوذ داعش في المخيمات حيث يُحتجز ما يقدر بنحو 13500 امرأة وطفل أجنبي على صلة بالتنظيم.
ووفقًا لتقرير الأسبوع الماضي، هناك مجموعة على إنستجرام تُدعى Caged Pearls أو "اللؤلؤ السجين"- يُعتقد أنها تديرها نساء بريطانيات محتجزات في مخيم الهول ويجمعن أموالًا بهدف هروبهن من المعسكرات.
يذكر أنه في مخيم الهول، علمت وزارة الداخلية في سبتمبر الماضي أن أنصار داعش جمعوا الأموال في المملكة المتحدة لمساعدة نسائهم الغربيات للعودة إلى أوطانهن أو الانضمام إلى فلول الجماعة الإرهابية المنتشرة عبر الشرق الأوسط.
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن إحدى جامعات التبرعات أطلق عليها اسم "سمية هولمز" ، التي تم تهريبها من المخيم وسافرت إلى تركيا.
ويقال إن هولمز هي أرملة بريطاني اعتنق الإسلام ولقي حتفه وهو يقاتل في صفوف داعش بسوريا، وزوجة إرهابي بوسني، وتقضي الآن عقوبة السجن في وطنه.
وعلى صفحتها بموقع "فيسبوك"، تروج سمية علنًا لجمع التبرعات، وتنشر صورًا لنساء يرتدين البرقع يحملن لافتات تطلب المساعدة في الفرار.
وقالت في إحدى المنشورات: "السلام عليكم جميعا، أنا أخت من مخيم الهول وأحتاج إلى 6000 دولار حتى أتمكن من الهروب من حزب العمال الكردستاني. من فضلكم ، أطلب من الجميع مساعدتي والتبرع بأكبر قدر ممكن''.
بعدها نشرت هولمز صورة لإحدى النساء الداعشيات وكتبت: "هذه صديقتي وهي بحاجة إلى المساعدة. لقد أرسلت لي هذه الصورة بالأمس.. من فضلكم، حتى لو لم تستطعوا المساعدة، مرروها لمن يستطيع التبرع لها".
وانتحل أحد مراسلي الصحيفة شخصية تاجر مخدرات في جنوب لندن اعتنق الإسلام، وتواصل مع "هولمز" على فيسبوك لسؤالها عن الدعم الذي يمكن أن يقدمه.
وطلبت سمية على الفور التواصل على تطبيق تليجرام، والذي يستخدمه المتطرفون والإرهابيون بسبب تشفيره وسريته عن الأمن.
وفي البداية، طلبت سمية التبرع باستخدام عملة البيتكوين المشفرة، لكن تم رفض الأمر، لتقترح بعد ذلك إيداع المبلغ في حساب مصرفي لأحد الشركاء بأحد الدول العربية ثم الحوالة، وهي طريقة لتحويل الأموال لا تترك أي أثر ورقي، وأرسلت عنوان ورقم هاتف محمول خاص بجمع تبرعات إلى مقيم في بريطانيا قالت إنه كان يدير بنكا يمكن أن يقدم مثل هذه الخدمة، لكن رفض الصحفي السري.
وبعد ذلك قدمت السيدة الداعشية، تفاصيل عن رجل يُدعى "أنس" في لندن يمكنه تحصيل النقود شخصيًا، وذلك عندما تم تقديم عرض للتبرع بمبلغ 4500 جنيه إسترليني.
بالعودة إلى لندن، رتب مراسل سري آخر عبر تطبيق واتساب، للقاء أنس في شارع سكني بغرب لندن، وقال له الصحفي: "كيف آتي بالمال؟ في ظرف أم ماذا؟، ليجيب أنس: "ظرف، من فضلك في أي وقت، لكن أخبرني قبل وصولك بربع ساعة.
لكن قام المراسل بتغيير الخطة، خوفًا من مراقبة الشرطة، وترك ظرفًا بنيًا مقاس A4 تحت أسطوانات الغاز في محطة خدمة قريبة، حيث احتوى على كتاب لحل الكلمات المتقاطعة.
ثم أبلغ الصحفي أنس عن المكان الذي يمكنه العثور فيه على الطرد، وأرفق صورة للمكان الذي تركه فيه.
في غضون لحظات ، بينما كان فريق وزارة الشؤون الاجتماعية مجتمع، وصل رجل ملتح يرتدي خوذة بيضاء على دراجة نارية فضية، وركع لسحب الظرف وابتسم قبل أن يرسل للمراسل رسالة: "تم استلام الملف ، دعني أتحقق من الأموال وأخبرك"، ليفاجأ هذا الشخص بأنه لا يوجد أي مال في الظرف.
وعلى الفور، أبلغت الصحيفة شرطة سكوتلاند يارد، فيما قال متحدث إن المعلومات يتم تقييمها من قبل محققي مكافحة الإرهاب.
موضوعات ذات صلة
مقتل قيادي بازر لداعش بالرقة شمال سوريا
العراق يعلن اعتقال المنسق الإداري لـ"داعش" في مطار بغداد
تابعوا أخبار بلدنا اليوم على Google News
