قال ناصر مأمون عيسي أستاذ العلاقات الدولية والباحث السياسي بجامعة القاهرة، إن فرنسا تحاول جاهدة أن تستعيد حضورها الذي غاب في السنوات الأخيرة عن منطقة الشرق الأوسط، متعلقه بالحفاظ على نفوذ القوي الغربية في تلك المنطقة وذلك علي خلفية انشغال بريطانيا بترتيب أوضاعها الداخلية بعد البريكست وانشغال أمريكا بانتخاباتها الداخلية فسعت من خلال بعض التحالفات الإقليمية خاصة في الملف الليبي مثل تحالفها المصري الإماراتي في محاولة لتوظيف ذلك الملف لتحقيق تسعي من خلالها إلى استعادة دورها في المنطقة، ورغم الثقل الفرنسي دولياً إلا أنها وحتى الأن غير قادرة على التأثير في الرأي الأوروبي وتجييشه ضد تحركات تركيا في الملف الليبي.
وتبرز دوافع فرنسا في الملف فيما يلي..
سياسيا تسعى الإدارة الفرنسية لتحقيق فتوحات خارجية لصرف الانتباه عن تردي الأوضاع الداخلية بسبب تفشي وباء كورونا والتراجع الاقتصادي الذي بدأ قبيل انتشار الوباء.
اقتصاديا وبعد الكشف عن غاز المتوسط الذي يكفي استخدامات الفرنسيين بخمسين عام قادم بالإضافة إلى احتكام ليبيا على الاحتياطي الأكبر من الغاز والنفط في محاولة لتأمين احتياجاتها وتقليل الاعتماد على الغاز الروسي وتأمين مصالح شركاتها العاملة في هذا المجال في ليبيا.
أمنيا ترى فرنسا ضرورة ملحة من تواجدها خاصة بعد ثورات الربيع العربي التي انعكست على الحالة الأمنية في دول الجوار الأوروبي فانتهجت نهجا أمنيا خاصة إذ تنظر إلى استمرار الفوضى في ليبيا واتساع نشاط الميليشيات من شأنه أن يؤثر على الأمن الأوروبي كذلك ترى نفسها مؤهلة لقيادة المنطقة حيث أنها الدولة المتوسطية التي تمتلك مقعدا دائما بمجلس الأمن بالإضافة لقدراتها العسكرية الضخمة.
وأوضح "عيسي"، فى تصريح خاص لـ "بلدنا اليوم" أن التحرك الإيطالي داخل أروقة الاتحاد الأوروبي بوصفها قاطرة العلاقات الأوروبية فيما يخص لبيبا بحكم كونها مستعمرها القديم وصاحبة النفوس الاقتصادي الأقوى هناك كذلك حاولت إيطاليا تمويع النفوذ الفرنسي في الجنوب الليبي والذي تراه باريس نقطة تماس مع ملعبها الساخن في منطقة الساحل الإفريقي وقد كان لأعمال اللجنة الإيطالية الليبية المشتركة الأثر الأقوى في ذلك حيث نجحت إيطاليا في ٢٠١٧ وبتمويل أوروبي من إنشاء نقاط لوجستية لحراسة الحدود الجنوبية الليبية ولم يكن هذا الأمر سوي كسر النفوذ الفرنسي هناك وتبنت موقف حكومة الوفاق التي وصفتها بالممثل الشرعي والوحيد للشعب الليبي وهو خسرها وجودها في منطقة الهلال النفطي في الشرق والذي يسيطر عليه الجيش الليبي.
وأضاف استاذ العلاقات الدولية، أنها عادت إلى فتح قنوات للتواصل مع حفتر بعدتي موازين القوى الأرض وبذلك لم تترك إيطاليا عنصرا له دور في الملف الليبي ولم تتواصل معه حتى الميليشيات المسلحة هناك فقد تواصلت معه وكانت وسيطا أحيانا بينها وبين الوفاق في عمليات مكافحة الهجرة وتهريب المرتزقة من الجنوب الليبي، والهدف الإيطالي في ذلك معلن وأضح وهو تأمين الإمداد النفطي والغازي والحفاظ على حصتها في الكعكة الليبية.
موضوعات ذات صلة
خبير علاقات دولية: "قطر وتركيا" خبايا تحالف الشياطين
ناصر مأمون.. قطر تغذي الإرهاب بدماء شباب الصومال