انتقد النائب عصام هلال عفيفي، عضو مجلس الشيوخ والأمين العام المساعد لحزب مستقبل وطن، الأراء التى ترددت فى وسائل الإعلام مؤخرا حول تأثر العلاقات المصرية الأمريكية بنتائج الإنتخابات الرئاسية، التى شهدت خلال الساعات الأخيرة إقتراب الديمقراطي جون بايدن، من حسم المعركة على حساب الرئيس الجمهوري دونالد ترامب.
وشدد عفيفى على أن علاقات الدول لا تقوم على مواقف الأفراد او تغيرهم، خاصة وأن الولايات المتحدة الأمريكية تحكمها المؤسسات التى تغلب مصالحها على أى حسابات أخرى، وفى ذات الوقت مصر دولة قوية وعريقة ومستقلة فى قراراتها ومواقفها.
وقال عضو مجلس الشيوخ المنتخب، أن مصر الآن تختلف تماما عن مصر ما قبل ثورة الثلاثين من يونيو، فبعد أن تحررت مصر من إحتلال العصابة الظلامية وضعت القيادة السياسية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، استراتيجية مصر الجديدة التى هدفت الى استعادة مصر مكانتها الاقليمية والدولية، وبالفعل انتقلت السياسة الخارجية المصرية من مرحلة التبعية إلى القطب الأوحد، إلى مرحلة الشراكة مع جميع القوى الدولية، بإقامة علاقات متوازنة مع الجميع، فلم تعد رهينة علاقاتها مع الولايات المتحدة فقط كما كان الأمر في عهد جماعة الاخوان الإرهابية، وإنما عززت شراكاتها وتعاونها مع روسيا والصين وأوروبا، بالاضافة الى كافة القوى فى المحيطين الاقليميى والدولى.
وأضاف عفيفي، أنه يقدر عدم نسيان الشعب المصرى لمواقف ادارة الرئيس السابق باراك اوباما ووزير خارجيته انذاك هيلارى كلينتون والتى دعمت بكل قوة جماعة الاخوان الارهابية كإحدى أدواتها فى تنفيذ ما يعرف بالخريف العربي الذى لا تزال أثاره تنهش فى جسد الأمة العربية، ولعل ذلك تأكد بالوثائق مؤخرا بعد نشر الخارجية الأمريكية لرسائل التأمر على الأمة العربية وخاصة مصر.
وقال عفيفى أنه وبالرغم من تلك الخلفيات السيئة، فقد استطاعت مصر 30 يونيو ان تفرض الواقع والارادة المصرية ونسفت كافة المخططات المشبوهة، واستطاعت الدبلوماسية المصرية ان تفرض رؤيتها وان تعيد مصر كلاعب فعال وليس رد فعل او تابع لأى قطب دولى، وأعادت مصر ضبط بوصلة العلاقات مع كافة دول العالم ومنها الولايات المتحدة التى أصبحت حليفًا مهمًا، وشريكًا استراتيجيًا، وساهمت الدبلوماسية المصرية في عودة العلاقات الاستراتيجية بين البلدين إلى مسارها الصحيح، والحفاظ على كونها علاقات استراتيجية بنّاءة وفعّالة، دون الهيمنة الأمريكية على القرار المصري، إذ تتحرك مصر وفق مصالحها مع كل القوى الدولية.
وأضاف عفيفى، أن السياسة الخارجية المصرية تقوم على مرتكزات رئيسية تتمثل فى الحفاظ على مقدرات المصريين فى كافة المجالات، وأن المصالح المصرية فوق أي اعتبار، بجانب دعم الدول الوطنية في حربها ضد الميلشيات المسلحة والإرهابية التي تريد انتزاع السيطرة على هذه الدول، بالإضافة الى تعزيز العلاقات مع العمق العربي.