اليوم.. أولى جلسات محاكمة الزوج المحرض على اغتصاب زوجته وقتلها بالدقهلية

السبت 17 أكتوبر 2020 | 05:40 صباحاً
كتب : بلدنا اليوم

تنظر محكمة جنايات المنصورة الدائرة الثالثة، ، اليوم السبت، أولى جلسات محاكمة الزوج المتهم بتحريض مساعده بالتخلص من زوجته، بتدبير قضية شرف لها واتهامها بالخيانة، لرغبتهم فى الطلاق منها دون أن يخسر الأموال، إلا أن قام المساعد بقتل الزوجة داخل شقتها أمام أعين طفلتها.

القضية الغريبة من نوعها لم ترد علينا إلا في مشاهد الأفلام والمسلسلات، لم يستطع الرأي العام أن يُجزم صدقها، حيث لم يُتوقع أن يقوم الزوج نفسه بتلفيق قضية "زنا" لزوجته، بأن قام المدعو "حسين.أ" بتدبير واقعة اغتصاب لـ زوجته الطالبة "إيمان عادل" ليتمكن من الزواج بأخرى، في قرية ميت عنتر التابعة لمركز طلخا بمحافظة الدقهلية، لتشعل النار على مواقع التواصل الإجتماعي بسبب تلك الجريمة.

إيمان عادل، فتاة كانت في العقد الثاني من عمرها، وفي احضانها رضيع لم يمضي على عمره عام، طالبة بجامعة المنصورة، متزوجة من "حسين.أ" صاحب الـ24 عام، الذي قال أثناء تحقيقات النيابة العامه بأن زوجته منذ أن أنجبت طفلها وهي تهتم به ودراستها أكثر منه، وأنه في ذلك الوقت تعرف على فتاة أخرى من القرية كانت تشتري من محل ملابس يملكه، واتفق معها على الزواج، لكن أهله رفضوا، لذلك اتفق مع رجل آخر لقتل زوجته "إيمان".

بداية القصة كانت عندما قدم الزوج "حسين.أ" بلاغ لمديرية أمن الدقهلية، مفاداة العثور على زوجته مقتوله داخل مسكن الزوجية، وعلى إثرها انتقلت قوة أمنية، وتبين العثور على جثة سيدة تدعي "إيمان.عادل" صاحبة الـ21 سنة، طالبة بالفرقة الثالثة بكلية العلوم، وبها آثار خنق حول العنق.

وكما أشار الخبراء الأمنيين والقانون أن الجريمة لا تجلو من "طرف الخيط" الذي يكشف غموض الجريمة، والذ كان في تلك الجريمية كاميرات المراقبة والتي كشفت المستور، إذ تبين أن أحد الأشخاص صعد إلى مسكن المجني عليها مرتديا نقاب ونزوله بعد فترة من الوقت وهو نفس وقت ارتكاب الجريمة، ومن خلال تكثيف التحريات بمعرفة رجال المباحث تم تحديد هوية هذا الشخص ويدعي "أحمد.ر.ا" وشهرته "أحمد العجلاتي"، يبلغ من العمر ٣٣سنة، عامل بمحل ملابس يمتلكه زوج المجني عليها.

ونجح رجال المباحث من إلقاء القبض عليه بمسكنه، حيث اعترف بارتكاب الواقعة وأنه قتلها بالاتفاق مع زوجها للتخلص منها بحجة أنها تخونه وبمواجهة الزوج باعترافات العامل، اعترف بتفاصيل الاتفاق مع العامل على أن يدخل منزله ويغتصب زوجته، ثم يتصل بالزوج ليحضر ويدعى خيانتها أمام أسرته وأسرتها وجمع من أهالى القرية، ليتمكن من تشويه سمعتها وتطليقها ويتزوج من أخرى.

وخلال التحقيقات بواسطة النيابة العامة اعترف الزوج أنه اتفق مع العامل على التشهير بزوجته عن طريق توريطها في فضيحة جنسية لها، ولكن لم يتفق على قتلها، حيث انتهز فرصة سفر والده وقرر أن يتسبب في فضيحة جنسية لزوجته، حتى يتمكن من طلاقها والتشهير بها، فاتفق مع "أحمد.ر"، عامل بالمحل الذي يملكه، وسهل له دخول الشقه وأن يجبر زوجته على تجريد ملابسها ويحاول اغتصابها ثم يتصل به ليصعد وتكون في ذلك الوقت بوضع مخل للآداب فيتمكن من فضحها وتلويث سمعتها.

في يوم الجريمة انتهز زوج المجني عليها فرصة خلو المنزل وترك مفتاح الشقة في الباب من الخارج حتى يتمكن العامل من الدخول للشقة وتنفيذ الخطة التي وضعتها لفضح زوجته، ولكنه فوجئي بتأخر العامل في الإتصال إلى أن اتصل به وأكد أن زوجته توفيت، وأنه قتلها بعد أن قاومته.

وكشف تحقيقات النيابة العامة التي أجريت مع العامل تفاصيل ارتكابه للجريمة حيث قال "عندما دخلت الشقة حاولت الصراخ لذلك قمت بكتم أنفاسها ومحاولة اغتصابها لكن مع مقاومتها اضطررت إلى خنقها بسلك اللاب توب حتى فارقت الحياة ثم اغتصبتها مرتين، ولم اتصل بزوجها خوفًا من القبض علي بتهمة القتل".

وقرر المستشار محمد هدايات مدير نيابة طلخا، بتجديد حبس كل من "حسين.أ" زوج المجني عليها "إيمان.ع.ح"، و"أحمد.ر.أ"، 33 سنة عامل بمحل ملابس ملك الزوج، لاتهامهما بقتل "طالبة طلخا" 15 يوما على ذمة التحقيقات واستعجال التقرير النهائى للطب الشرعي، تمهيدا لإحالة القضية لمحكمة الجنايات.

بعد أن كشفت النيابة العامة تفاصيل أحداث الواقعة طالب مغردو مواقع التواصل الإجتماعي عبر هاشتاج "حق إيمان عادل" حيث تصدر قائمة الأكثر تداولا بموقع "تويتر" وهو أخذ القصاص لها من زوجها وقاتلها بقرية ميت عنتر التابعة لمحافظة الدقهلية، وشهدت صلاة الجنازة علي "إيمان" حضور عددا مهيب لتأدية الصلاة عليها.

وفي هذا الصدد يقول الخبير القانوني إيمن محفوظ، إن المولي عز وجل أكد علي ضرورة أن يكون المعروف هو السائد في تعاملات البشر وأن يكون وصف الله للعلاقه بين الرجل وزوجته هي المودة والرحمه ليأتي هذا الحاني عديم الرحمه ويقوم بتحريض عامل له ليكشف ستر أهل بيته ثم يقتلها بلا رحمه و أن الزوج هو سبب القتل لرغبته بالزواج بأخري رغم أن زوجته مازالت في ريعان شبابها في بدايه العشرينات.

وأضاف محفوظ، أن العامل الذي قتل بلاسبب ولا دافع إلا بمجاملة صاحب العمل وارتضي علي نفسه أن يكون قاتل بالوكاله وأزهق روح الضحية بلا رحمه وبلا ذنب، وتشبه بالنساء وقام بارتداء النقاب من أجل محاولة إخفاء جريمته ولكن تم الكشف عن هويته وتم إلقاء القبض عليه وأيضا الزوج المحرض.

وأشار الخبير القانوني، إلى أن العقوبة في تلك القضية هي القتل مع سبق الإصرار والترصد وعقوبتها الإعدام شنقًا ويتساوي المحرض الذي يعد شريك أصلي في الجريمة ويستحق ذات العقوبة طبقا لمواد الاتهام.

وأوضح المحامي، أن المادة 230 من قانون العقوبات نصت على أن "كل من قتل نفساً عمدًا مع سبق الإصرار على ذلك أو الترصد يعاقب بالإعدام"، مشيرًا إلى أن المادة 40 من قانون العقوبات تجرم فعل التحريض وتعتبر المحرض هو فاعل أصلي في الجريمة ويستحق ذات العقوبة للجاني.

وقال الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، إن قضية الطالبة "إيمان عادل"، تتحتوي على ثلاثة عناصر، في البداية يجب تفسير السبب الذي جعل الزوج يفكر بتدبير واقعة شيطانية لزوجته؛ حيث أن ذلك يفسر وجود خلافات زوجية سابقه بينهم، مشيرًا إلى أن الزوج عندما يشعر بقلة اهتمام من زوجته يغضبه ذلك الأمر ويفكر في إتجاه أخر، ويبرر لنفسه أي أمر يتخذه، لكن الأمر يختلف قليلًا في تلك القضية؛ حيث تفسير فعلة الزوج بأن يستأجر أخر ليلفق لزوجته قضية جنسيبة يبين مدى الغضب الذي يحمله تجاه زوجته وبحثه عن أي وسيلة لمفارقتها.

وأضاف الدكتور حمال فرويز، أن الدوافع الكامنة لتلك القضية تمكن في كمية الغضب التي يحملها الزوج والتي جاءت نتيجتها تنفيذ تلك الجريمة وهي نتاج ردة فعل تلك الخلافات، أو نتاجًا لتصرفات الزوجة أدت إلى ذلك، موضحًا، أن مبرر الزوج لفعلته خلال تحقيقات النيابة بأنها تهتم بأبحاثها الدراسية وطفلتها أكثر منه يكمن وراء البرود الجنسي الناتج عن الخلافات التي نشئت بينهما.

وأوضح استشاري الطب النفسي، هناك عدة أسباب جعلت الزوج يفكر بهذه الطريقه ليتخلص من زوجته أو يطلقها؛ وهي عدم الأهتام بالتصرفات التي تخرج منه والتي يصاحبها نوع من السلبية؛ حيث إنه لم يفكر بنتجية تلك التصرفات بعد ذلك نظرًا لأنه تربطهما طفلة وماذا سيحدث لها بعد ذلك عندما تعلم بأن والدتها كانت تمارس الجنس مع أخر، وهذا ناتج عن الشخصية "الحدية"، مشيرًا إلى أن العامل الذي قام بتنفيذ تلك الجريمة نتيجة ميوله لاشباع رغبة ما أراد تحقيقها ثم وجدت أمامه.

ووجه الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، بعض الارشادات إلى أولياء الأمور بأن يزوجوا أولادهم بعد إتمام جميع المراحل الدراسية، وأن يدعوا الاختيار وفقا لرغبة الفتاة ومساعدتها في حسن اختيار الزوج.

وفي السياق ذاته، أضاف استشاري الطب النفسي، إذا حدثت تلك الجريمة ولكن مع نجاة الزوجة تكون ضحية وتؤدي إلى مرض نفسي وفقا للجينات الورائية التي قد تصيبها بعدة أمراض مثل الاكتئاب أو الفصام بخلاف الاكتئاب التفاعلي.