قال باحثون، إن التحول من تناول اللحوم ومنتجات الألبان إلى المواد الغذائية مثل الفول والعدس والمكسرات، يمكن أن يزيل ما يعادل 16 عاما من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بحلول عام 2050، ويأتي ذلك وفقا لما اعلنته روسيا اليوم اليوم الاربعاء الموافق ٩ سبتمبر ٢٠٢٠.
وقدر باحثون من الولايات المتحدة أن الامتصاص الواسع لبدائل البروتين النباتية، يمكن أن يحرر الأرض لدعم المزيد من النظم البيئية التي تمتص الكربون.
وفي الوقت الحاضر، يُخصّص نحو 83% من الأراضي الزراعية في العالم، لإنتاج اللحوم والألبان - وكثير منها ينتج فقط عوائد منخفضة.
وقال الفريق إن تخفيض هذا الرقم هو وسيلة أفضل لمكافحة تغير المناخ، من انتظار التقنيات واسعة النطاق "غير المثبتة"، مثل مستخلصات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي.
وقال معد الورقة البحثية وعالم البيئة، ماثيو حايك من جامعة نيويورك: "إن أكبر إمكانية لإعادة نمو الغابات، والفوائد المناخية التي تنطوي عليها، موجودة في البلدان ذات الدخل المرتفع والمتوسط.
وفي الدراسة، حدد البروفيسور حايك وزملاؤه مناطق العالم، حيث أدى استخدام الأراضي لإنتاج الغذاء من مصادر حيوانية إلى تقليص الغطاء النباتي المحلي، مثل الغابات.
وسمح هذا للفريق بتحديد المكان الذي يمكن أن يسمح فيه التحول في نظامنا الغذائي إلى المزيد من المواد الغذائية النباتية، باستعادة النظم البيئية الطبيعية - ما يساعد على تعويض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية في هذه العملية.
وقال حايك: "حددنا فقط المناطق التي يمكن أن تنتشر فيها البذور بشكل طبيعي وتنمو وتتكاثر في غابات كثيفة ومتنوعة بيولوجيا، وأنظمة بيئية أخرى تعمل على إزالة ثاني أكسيد الكربون بالنسبة لنا. وكشفت نتائجنا عن أكثر من 7 ملايين كم مربع، حيث ستكون الغابات رطبة بدرجة كافية لإعادة النمو والازدهار بشكل طبيعي".
وخلص الفريق إلى أنه - إذا كان من الممكن خفض الطلب على الأراضي لإنتاج اللحوم بشكل كبير - فإن إعادة نمو الغطاء النباتي في هذه المواقع يمكن أن يساعد في عزل ما يقرب من 9-16 عاما، من انبعاثات الوقود الأحفوري بحلول منتصف القرن.
وسيؤدي هذا إلى مضاعفة ما يسمى بـ "ميزانية الكربون" على كوكب الأرض - كمية انبعاثات الوقود الأحفوري التي يمكننا تحملها قبل أن نصل إلى ارتفاع درجة الحرارة بمقدار 2.7 درجة فهرنهايت (1.5 درجة مئوية)، فوق مستويات ما قبل الصناعة.
ومن المتوقع أن يؤدي تجاوز هذا الحد إلى ارتفاع كبير في عدد الآثار الشديدة لتغير المناخ - بما في ذلك الجفاف وارتفاع مستوى سطح البحر.
وأضاف حايك: "يمكننا التفكير في تحويل عاداتنا الغذائية نحو أنظمة غذائية صديقة للأرض، كمكمل لتحويل الطاقة، وليس بديلا".
ويمكن أن توفر استعادة الغابات الأصلية بعض الوقت الذي تمس الحاجة إليه، لتحويل شبكات الطاقة الخاصة بالبلدان إلى بنية تحتية متجددة وخالية من الأحافير.
واقترح الفريق أن النتائج يمكن أن تساعد في التدخلات المستهدفة محليا حسب الاقتضاء، للمساعدة في التخفيف من آثار تغير المناخ.
وقالوا إن استعادة النظم البيئية الطبيعية يمكن أن يكون لها فوائد أخرى أيضا.
وأوضح معد الورقة وعالم البيئة ويليام ريبل، من جامعة ولاية أوريغون في كورفاليس، أن "انخفاض إنتاج اللحوم سيكون مفيدا أيضا لنوعية المياه وكميتها، وموائل الحياة البرية والتنوع البيولوجي".