بعد تفشي كورونا وقبل الإنتهاء منه ومواجهته، تواجه الصين خطرا جديدا وهو تفشي المرض المعدي (فيروس بونيا)، الذي انتشر في الصين وعدة بلاد في العالم، الأمر الذي يحمل تهديدا باحتمالية تفشيه كوباء عالمي مثل فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).
وظهرت أول حالة مصابة بفيروس بونيا في أبريل الماضي، ومنذ ذلك الوقت حتى الآن سجلت 37 إصابة في مقاطعة جيانسو بشرق الصين، فيما تم العثور على 23 شخصا آخرين مصابين بالمرض نفسه في شرق الضين بمقاطعة أنهوي، وتوفي حتى الآن 7 أشخاص متأثرين بعدوى فيروس بونيا.
ما هو فيروس بونيا ؟
ووفقا لورقة بحثية نشرت في المركز الوطني لمعلومات التكنولوجيا الحيوية، فإن فيروس بونيا عبارة عن حمى نزفية فيروسية ناجمة عن نوع من فيروسات الفصد، وهي تنتمي إلى عائلة فيروسات بونيا، وينتقل إلى البشر من خلال حشرة القراد، التي توجد عادة في الأمريكتين وآسيا وأفريقيا ومنطقة البحر الأبيض المتوسط.
وتعد حشرة القراد هي الناقل الرئيسي للفيروس، أما الفيروس نفسه ينتشر من خلال لدغة الحيوانات المصابة أو عند ملامسة الأشخاص للدم المصاب أو المخاط أو جروح شخص مصاب بفيروس بونيا.
ظهر فيروس بونيا في الصين واليابان وكوريا الجنوبية في السنوات الأخيرة، حيث تم الإبلاغ عن نسب تفشي على مدار عدة أعوام متباعدة 2007، 2013، 2017، وكانت قد أبلغت الولايات المتحدة أيضا عن حالات ذات أعراض خفيفة ولكن مشابهة، وأجريت أيضا دراسة لعدوى فيروس بونيا في فيتنام.
وتفشيه في أكثر من بلد يدل على أنه قد انتقل بين القارات، ولكن حتى الآن لم يكن مصدر قلق من قبل السلطات الصحية في العالم حتى الآن، ويُعتقد أن الفيروس انتشر منذ مارس الماضي إلى نوفمبر مع وصول الإصابات إلى ذروتها بين أبريل ويوليو.
وأوضح بحث آخر أجري في عام 2018 أن معدلات انتقال الفيروس والوفيات تشير إلى أن 10 إلى 30% من العدوى انتهت بوفاة مرضى فيروس بونيا، وأدرجت منظمة الصحة العالمية/ الفيروس في مخططها لأهم 10 أمراض نظرًا لمعدل انتشاره، ومعدل الوفيات المرتفع.
الأعراض
الأشخاص الذين يعانون من عدوى فيروس بونيا، تظهر عليهم علامات الحمى، وأعراض اضطراب الجهاز الهضمي، ونقص الصفائح الدموية، ونقص الكريات البيضاء، وارتفاع إنزيمات الكبد في الدم، والمرضى الذين يعانون من الحالات الشديدة من الحمى النزفية عادة ما يكون مصيرهم الموت بسبب ضمور يصيب العديد من الأعضاء.
ووفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، فقد تم تحديد علامات وأعراض غير نمطية للفيروس، بالإضافة إلى التهابات بدون أعراض.
قال شينج جيفانج، الدكتور المتخصص في الفيروسات المعدية ومعالج من فيروس بونيا الجديد ومدير قسم الأمراض المعدية بالمستشفى الأول التابع لكلية الطب بجامعة تشجيانج، إن الأعراض المبكرة هي التعب والحمى؛ وفي بعض الأحيان سيكون هناك طفح جلدي، مع إمكانية انتقال العدوى من إنسان إلى آخر.
العلاج
وفقًا لدراسة نشرت في مجلة لانسيت، لا يوجد حاليًا علاج محدد أو لقاح لفيروس بونيا، والطريقة الوحيدة المعروفة للوقاية من العدوى وانتقال المرض من شخص إلى آخر هي تجنب لدغات القراد.
ويُنصح الناس بعدم الذهاب إلى الأدغال وأماكن بها أشجار أثناء تفشي المرض لأن القراد أكثر شيوعًا في المناطق المشجرة، يجب اتباع هذه الاحتياطات بدقة خلال موسم الصيف، حيث يتكاثر القراد بنشاط خلال تلك الفترة.
بونيا هو من فيروسات بونيامويرا، ويمكن أن يصيب الإنسان وحشرات بعوضة الحمى الصفراء التي تعرف باسم الزاعجة المصرية، وتم تسمية الفيروس بهذا الاسم نسبة إلى بلدة تقع في غرب أوغندا تسمى (بونيامويرا)، حيث تم اكتشاف الفيروس بها لأول مرة في عام 1943.
موضوعات ذات صلة
مستشار الرئيس: بعد عدة سنوات "هيطلع فيروس جديد غير كورونا"
مستشار رئيس الجمهورية: فيروس جديد يستعد للظهور بعد كورونا