فرّ من وطنه بحثًَا عن حياة جديدة رفقة أسرته الصغيرة، بعدما سلبت منه الحرب في بلاده طفولته، لم يدري أنّه ذاهب إلى حرب من نوع آخر، القتل بها لم يكن أبدا بالرصاص أو الصواريخ، طفل لم يتجاوز الخامسة عشر من عمره، انتهك عرضه على يد ثلاث أشخاص لا يمكن نعتهم بالحيوانات لأنّ الحيوان لا يمكن أن يفعل ما فعله هؤلاء، الطفل السوري الذي كان حديث الأوساط السورية واللبنانية الفترة الماضية بعد كشف تعرضه لعملية اغتصاب من قِبل مجموعة من اللبنانيين، عاد للظهور مرة ثانية في محاولة منه للبحث عن حقه الذي سلب منه والثأر ممن فعل به هذا الجرم الكبير.
وظهر الطفل السوري الذي اغتصبه ثلاث من اللبناننين في إحدى مدن لبنان، يتحدث برفقة والدته عن بعض جوانب الواقعة، وكشف جانبا من تفاصيل حياته الخاصة أيضا.
وقال محمد إنه أخفى واقعة اغتصابه عن والدته؛ لأن الأشخاص الذين اغتصبوه هددوه بالقتل، منوها إلى أنهم كانوا يقابلونه على الطريق من آن لآخر ويضربونه.
وتحدث الطفل عن والده، قائلا: ”لو بدكم تبحثوا عنه ابحثوا، لكن لو عرفتوا توصلوله، قولوا إنه لو اجا هنا بدو يشوف شيء، ما بيعرفه“، مضيفا: ”أنا بيي تركنا وما بيتعرف علينا… هو مش بيي… تركنا ولا بيدق بيسأل عني“.
يذكر أن مأساة الطفل السوري المغتصب انكشفت، بعدما انتشر فيديو يظهر فيه طفل يفرّ هاربا من أشخاص تناوبوا على اغتصابه“ وهو ما استدعى تدخل الجهات الأمنية.
أصدرت قوى الأمن الداخلي في لبنان، بيانا بشأن الطفل السوري الذي انتشر مقطع فيديو يوثق تعرضه للاغتصاب من قبل مجموعة من الشباب اللبنانيين، مما أثار حالة من الغضب.
وأوضح بيان قوى الأمن الداخلي في لبنان، أنه تم الاستماع إلى الطفل ووالدته بشأن الجرائم التي تعرض لها، لافتا إلى أنه تم توقيف أحد المشتبه بهم.
وجاء في البيان: "تداول عدد من المواقع الإلكترونية ووسائل الإعلام، فيديو يظهر قيام عدد من الشبان بـالتحرش الجنسي بقاصر مجهول الهوية، مما أثار استياء كبيرا لدى الرأي العام".
وأضاف: "على الأثر، ونتيجة الاستقصاءات والتحريات، توصلت مفرزة زحلة القضائية في وحدة الشرطة القضائية، إلى تحديد هوية الضحية وهو سوري الجنسية من مواليد عام 2007".
وأوضح البيان أنه "بالاستماع للطفل، بحضور مندوبة الأحداث في مركز المفرزة، أفاد بأنه منذ حوالي سنتين وخلال عمله في معصرة للزيتون، أقدم 8 أشخاص من الجنسية اللبنانية من مواليد (1977، 1981، 1998، 1999، 2000 و2002)، على التحرش الجنسي به وممارسة أفعال منافية للحشمة معه".
وأضافت قوى الأمن الداخلي اللبنانية، انه بالاستماع لوالدة الطفل، فإنها "اتخذت صفة الادعاء الشخصي بحق المشتبه بهم بجرم اغتصاب وتحرش جنسي، كما جرى عرض القاصر على لجنة طبية شرعية".
وأشار إلى أن إحدى دوريات شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي، تمكنت من توقيف أحد المشتبه بهم.
وتابع: "أودع الموقوف مكتب مكافحة الإتجار بالأشخاص وحماية الآداب في وحدة الشرطة القضائية، وتم تعميم بلاغات بحث وتحر بحق المتورطين، بناء على إشارة القضاء المختص"، لافتا إلى أن التحقيق لا يزال مستمرا.
يذكر أن انتشار مقطع الفيديو أدى إلى حالة من الغضب العارم في الشارع اللبناني ووسائل التواصل الاجتماعي، والمطالبة بتطبيق "أشد عقوبة ممكنة" على المتورطين في الجريمة.
اقرأ المزيد
بعد طلب تدخل مصر.. جيش الوفاق المدعوم من تركيا يهدد الجميع في بيان هام
يحدث لأول مرة.. السعودية تُصدر قرار هام بشأن صلاة عيد الأضحى