ورد سؤال إلى الدكتور على جمعة، مفتي الجهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، تقول صاحبته: "فيه سؤال بيتعبني جدًا كل لما افكر فيه، وهو إننا بنتعب جدًا في الدنيا، وبنتعب في خروج الروح، وبنتعب لما ننزل القبر، فقاطعها " جمعة": "هل حضرتك جربت طلوع الروح ودخول القبر أم سمعت فقط؟"، فأجابت: "سمعت وعرفت يقول النبي -صلى الله عليه وسلم- وقت مرضه أن للموت سكرات، وأن ضمة القبر تكسر الضلوع، وأن يوم القيامة كألف سنة من زمانا، ونتعب فيه حتى لو عاملين الصح، والغني بعد الفقير بيدخل الجنة بعد 500 سنة وهو حتى لو ما عملش غير الصح في حياته، وكل هذا العذاب يكون حتي للي بيصلي.. فأين ميزة الدنيا مع كل اللي الواحد بيعمله".
وأجابها "جمعة"، قائلًا:"ما تتصوريه خطأ، لأنه انتقائي، أنت أخدت السواد من كل حاجة، فالدنيا بقت ظلمة بالنسبالك، ويغفل الكثيرون عن أن الدنيا عند الله ليست بزمن طويل كما نشعر في دنيانا، فلو عشتي 100 سنة؛ هي عند الله 3 دقائق، ولو حسبنا أن الملائكة تعرج إليه- سبحانه- في يوم مقداره 50 ألف سنة، يبقى الساعة بـ 2000 ألف سنة، يعني الدقيقة بـ 33 سنة، والـ 3 دقائق بـ 100 سنة".
وأوضح عضو هيئة كبار العلماء خلال فيديو على صفحته الرسمية بـ "الفيسبوك" من مشاركته بأحد البرامج التليفزونية، أن معني هذا أن الرسول - صلى الله عليه وسلم- عندما توفى من أكثر ما يزيد عن 1400 كأنه انتقل في الحسابات الإلهية من 3\4 ساعة فقط، إذا الروح تشعر في الملأ الأعلى أن الـ 1000 سنة عبارة عن ساعات بحسابات الدنيا، وفي القبر أيضا مدته قصيرة.
وأضاف المقتي السابق: "ما تتصوره عبارة عن خلط بين زمانين مختلفين، ومرور الزمن في الملأ الأعلى أوالآخرة ليست كالدنيا، وفي الآخرة يوجد ظل تحت عرش الرحمن، ويحظى من به بالجمال والراحة حتي دخول الجنة، ولا تمضي علينا هذه الأزمان، وإنما تمضى على الكافر العاصي والمفسد في الأرض، وأنت قرأت في أهوال يوم القيامة ولم تقرأي في منابرها التي من نور".
وأكمل: قال - تعالى-: " وَمَا هَٰذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ ۚ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ"، ( سورة العنكبوت: الآية 64)، ويقول أيضًا: "وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۖ وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا ۚ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا"، ( سورة النساء: الآية 122)، مشيرًا: " الدار الآخرة لهي الحيوان، أي الحياة الحقيقة، اصبري 3 دقائق وخدي الجنة للأبد، هنكسف من انفسنا يوم القيامة، وهذا فكرة النسبية، 50 ألف سنة في قاعدة الهرم تساوي 3 دقائق في القمة".
اقرأ المزيد
روسيا تعرض على مصر التدخل ومساندتها في أزمة سد النهضة
أطباء يكشفون عن طريقة جديدة لقتل فيروس كورونا عبر مكيف الهواء