معركة مصر الفاصلة التى تخوضها حاليا ضد فيروس كورونا المستجد، فرضت عليها كما فرضت على سائر دول العالم، حيث انتشر الفيروس فى 213 دولة مسببا حتى الآن إصابة 10 ملايين و118 ألفا و952 مواطنا حول العالم، فيما أودى بحياة 5 ملايين و487 ألفا و442 شخصا، وذلك طبقا لأحدث الإحصائيات العالمية.
وبالنظر لإحصائيات الإصابات والوفيات العالمية الناجمة عن فيروس كوفيد -19 ، مع الأخذ فى الاعتبار تعداد السكان نجد أن في العالم ألف و298 حالة فى كل مليون مواطن، ونسبة الوفيات 64 حالة لكل مليون من السكان، وفى الولايات المتحدة تبلغ النسبة 7 آلاف و846 حالة من كل مليون مواطن، و387 حالة وفاة لكل مليون.
وبتطبيق هذا الإحصاء على دول العالم يتضح أن أعلى معدل للوفيات فى بلجيكا 840 لكل مليون من السكان، تليها المملكة المتحدة 642 لكل مليون من السكان، ثم إسبانيا 606 حالات وفاة لكل مليون شخص من السكان، يعقبها إيطاليا 574 حالة وفاة لكل مليون شخص من عدد سكانها.
وفي مصر فإن حالات الإصابة تقدر بـ 625 حالة من كل مليون مواطن، و26 حالة وفاة لكل مليون، وهى نسبة منخفضة مقارنة بالوضع العالمى، حيث إنه تم تعافى الآلاف من المصريين من مرض كوفيد- 19، وهذا يعكس نجاح الدولة فى العلاج والتعافى.
وبالمقاييس العالمية التى استدلت على مقارنة عدد الوفيات بالنسبة لعدد السكان، نجد أن المنظومة الصحية المصرية تفوقت كثيرا فى تحدى جائحة كوفيد -١٩، على دول كبرى كالولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية، والدليل على ذلك أنه فيما يصل تعداد سكان مصر 100 مليون أى ثلث تعداد سكان أمريكا، فإن عدد حالات الوفاة بسبب الفيروس دون الثلث بكثير.
ويرجع تفوق مصر فى حربها ضد كورونا إلى عشرة أسباب، فضلا عن مبادرة 100 مليون صحة التى أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسى قبل أعوام، إذ تأكد علميا وجود علاقة بين الأمراض المزمنة والإصابة بفيروس كورونا، الذى يستهدف أصحاب الأمراض المزمنة، متسببا حتى الآن فى وفاة 95% منهم، بحسب ما أكده الدكتور مجدى بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة وخبير المناعة المصرى.
و أشار بدران إلى من 90% حالات الوفاة في مصر كانت بسبب الأمراض غير السارية "السكر والضغط"، ومن هنا جاءت أهمية مبادرة 100 مليون صحة التاريخية التي أنقذت الكثير من الأرواح، حيث أطلقها الرئيس السيسي، للقضاء على "فيروس سي" والأمراض غير السارية، الأمر الذى حصن الكثير من أبناء مصر ضد فيروس كورونا عندما ذاع وانتشر.
وذكر أن ارتفاع أعداد الحالات يعد مؤشرا حساسا يعكس التزام المواطنين بتعليمات الوقاية، وأن إجراء المزيد من الفحوصات فى مصر يدل على قيام الدولة بأكثر من المطلوب مما يساعد فى اكتشاف المزيد من المصابين بالفيروس.
وأشار خبير المناعة إلى الأسباب العشرة التى أدت إلى تفوق مصر فى معركة كورونا وهى، أولا: اهتمام القيادة السياسية بالبدء فى الإجراءات الاحترازية فى مصر بصورة مبكرة جدا مقارنة بأمريكا وأوروبا، والشفافية المطلقة فى تعامل الحكومة المصرية مع جائحة الكورونا، ثانيا: مساهمة مبادرة مليون صحة فى تصحيح الكثير من الأمراض المزمنة مما أدى إلى حرمان الفيروس من العصف بحياة الملايين من المصريين، وثالثا: إجراءات الترصد والتقصي التي تنفذها وزارة الصحة والسكان بالتوافق مع إرشادات منظمة الصحة العالمية والاتجاهات العلمية الحديثة.
ويتمثل السبب الرابع فى خضوع جميع الحالات المسجل إيجابيتها للفيروس بمستشفيات العزل للرعاية الطبية، وفقا لإرشادات منظمة الصحة العالمية، خامسا: استعدادات القوات المسلحة ومشاركتها فى عمليات تطهير وتعقيم المنشآت منذ البداية، فضلا عن إقامتها أربع مستشفيات ميدانية للعزل الصحي بأرض المعارض، بقوة إجمالية تقدر بـ4000 سرير، وتزويدها بسيارات إسعاف مجهزة وطائرات الإسعاف الطبي الطائر، من أجل توفير الخدمات الطبية للمرضى والمصابين، بإجمالي 3 آلاف سرير، مما سيساهم في زيادة فرص شفاء المصابين وتقليل معدل الوفيات اليومي.
سادسا: توفير 370 مستشفى على مستوى الجمهورية، تتيح علاج كورونا للحالات التي تظهر عليها الأعراض حتى قبل أخذ مسحة وعمل تحليل (بى سى أر)، واعتبار كل من يظهر عليه أعراض ارتفاع درجة الحرارة والإسهال وأعراض تنفسية مصاب بكورونا.
سابعا: مستوى العناية الطبية والنفسية والمعنوية للمصابين متقدم ويتفوق على كثير من الدول العظمى، مما ساعد فى سرعة الشفاء، وارتفاع عدد الحالات التي تحولت نتائج تحاليلها معمليا من إيجابية إلى سلبية لفيروس كورونا كوفيد-19 بسرعة وفى أوقات قصيرة.
ثامنا: تفوق بروتوكولات العلاج المصرية حيث إنها فريدة، ومتفوقة عالميًا، تاسعا: ارتفاع نسب الشفاء فى مصر، والسبب العاشر والأخير: هو استبسال الجيش الأبيض المصرى فى حرب الكورونا بدءا من رجال الإسعاف مرورا بكل الأطقم الطبية والممرضات و الممرضين،و نهاية بالصيادلة والأطباء.
وأوضح بدران أن تفوق مصر على الدول المتقدمة حتى الآن فى معركة كورونا، يدعو للفخر لكنه لا يدعو للغرور، أو الاستهتار بالإجراءات الاحترازية، والتدايبر الوقائية، فالمشوار طويل والجائحة ما زالت مستمرة، والفيروس لا يؤتمن وقادر على صنع بؤر جديدة فى أى مكان فى العالم حال التهاون فى تدابير الوقاية، مدللا على ذلك بما حدث فى الصين وألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية.
وشدد خبير المناعة على إن المعركة ما زالت مستمرة والفيروس أصبح يلجأ لعمليات الكر والفر، وفى أى لحظة يندفع ليغزو أجسام المتهاونين فى تدابير الوقاية مهما كانت فئتهم العمرية، وبعد ذلك ينطلق منها مسببا عدوى من يخالطهم من أفراد الأسرة أو الأصدقاء أو من يقترب من المصابين.
وأكد أن الفيروس موجود فى كل مكان فى العالم خارج المنازل ولهذا يجب تجنب لمس الوجه تماما خارج المنزل، وعدم لمس الأنف أو الفم أو العين إلا بعد غسل الأيدى أو تطهيرها بالكحول الطبى، موضحا أن الزيادة السريعة فى أعداد الإصابات تستلزم من المواطنين تطبيق إجراءات التباعد الاجتماعى بصرامة والمقصود بها التباعد الجسدى عن الآخرين.
وتابع أن البعض ما زال يجهل فوائد الابتعاد الاجتماعى والمصافحات موجودة واستخدام الأدوات المشتركة شائع وعدم استخدام الكمامات فى وسائل النقل والمواصلات العامة مختتما حديثه قائلا "علاج المرض المزمن حصانة والكمامة درع الحياة وغسل الأيدى بوابة الحماية والابتعاد الاجتماعى سكة الوقاية والمناعة طوق النجاة".
موضوعات ذات صلة
هالة زايد: شعار 100 مليون صحة مصدر ثقة للمواطنين
وزيرة الصحة: الانتهاء من فحص 4 مليون امرأة بمبادرة صحة المرأة