بإحدى القرى الصغيرة في محافظة سوهاج، وبداخل منزل بسيط من الطوب البلوك، وسقفه عبارة عن مجموعة من الأخشاب وفرّتها لهم إحدى الجمعيات الخيرية، لتحميهم من حرارة الشمس ومياه الأمطار، مساحته لم تتجاوز مساحته الأمتار القليلة يحتوى على غرفتين فقط، تعيش أسرة مكونة من 6 أفراد، الأب يعمل داخل إحدى محال البقالة بالقرية، والأم لا تستطيع تحمل مشقة العمل بسبب مرض أصابها فلا تخرج من المنزل، بملامح وجه صعيدية جلس ممدوح في وسط منزله الصغير رفقة أبنائه الأربعة وزوجته، يتضرعون بشكواهم إلى المولى عسى أن تستجاب، فالمواطن الخمسيني تعانى زوجته من الآم شديدة فى الفقرات، وتحتاج إلى عملية جراحية لتثبيتها، وهو لا يملك من حطام الدنيا شيئًا سوى معاش تكافل وكرامة والذي يحصل منه على مبلغ 520 جنيهًا و 1000 جنيه يتقاضاه من صاحب البقاله التي يعمل بها.
لم تكن وحدها زوجته من تُعاني، فنجله صاحب الـ13 عامًا الطالب بالصف الثاني الإعدادي هو الآخر أصابته حمى البحر المتوسط، ويتناول علاج شهريًا، ولا يستطيع الخمسيني أن يوفر له العلاج الذي يمكن أن يسكن آلامه التي يستيقظ على صوت أنينها ليلاً، لكنّه يقف عاجزًا أمامها، "ممدوح" أيضًا لم يسلم من تلك الآلام أو تكاليفها فهو يستهلك ما يقرب من 250 جنيهًا من أمواله لشراء الأدوية الخاصة به كونه يُعاني من القولون والآم شديدة فى المعدة، ورغم كل ذلك لم يطلب الخمسيني سوى إجراء عملية لزوجته المريضة وشراء العلاج له ولنجله.
وفي نجع الوصلية غربي مركز ساقلته بسوهاج، التقى محرر "بلدنا اليوم" بالمواطن الخمسيني وأسرته، والذي استغاث بالمسؤولين
بمحافظة سوهاج، للتدخل لإجراء العملية الجراحية لزوجته المريضة التي لم تعد تقوى على الحركة، وأيضًا علاج نجله الطالب على حتى يستطيع أن يعيش طفولته دون آلام، وكذلك علاجه الذي ينفق عليه الكثير من قوت يومه، فبالرغم من المشقة التي يقضيها يوميًا في عمله بداخل محل البقالة الصغير بالقرية، لكنّه لا يتحصّل سوى على مبلغ 35 جنيه فى اليوم.
اقرأ المزيد
نائب محافظ سوهاج يتفقد مستشفى طما المركزي
ربة منزل تقتل طفلتيها خنقًا بشبرا الخيمة