حذر الشيخ صلاح بن محمد البدير، إمام وخطيب المسجد النبوي، من قلة الوعي وتجاهل الفرد آفة على ساق الجهل والخفة والطيش، وقلة الاكتراث وعدم المبالاة، وإن من البلاء أن يكون الرأي لمن يملكه لا لمن يبصره.
وأضاف "البدير" خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد النبوي بالمدينة المنورة: "يأخذنا الألم حين نرى ونسمع التعليمات الوقائية، والنشرات التوعوية والأدلة الإرشادية، والخطط الاحترازية التي تصدر من الجهات الأمنية والصحية بخصوص جائحة كورونا، فيصغي إليها بمسمع أصمّ، ويقابلها بالاستهتار وعدم المبالاة، ويصرّ على المخالفة والمعاندة".
وتابع "البدير": ويجني على نفسه وعلى والديه وأولاده وأهله، ويجرّ البلوى والعدوى إلى قعر بيته ويفتح لها أبوابه، ويرفع عنها حجابه، ويثبّط الناس عن التحرّز، ويشيع بين الناس أن كورونا كذب وخداع، ويتعامى عن آلاف الموتى والمصابين الذين ذاقوا مرارته وشدّته، يصادر كل الجهود التي تبذلها الدول لاحتوائه، والسيطرة على انتشاره.
وشدد "البدير" على ضرورة الحذر من الطيش وعدم تقدير المخاطر، ودعا المثبطين إلى مراجعة العقول، وتأمل الأفكار التي يروجونها، والأفكار التي يطلقونها، والإيحاءات التي يشيعونها، داعيًا إياهم إلى تقوى الله فيما يقولون، وأن يدعوا ما لا يحسنون، وأن لا يخوضوا فيما لا يعلمون ولا يحاربون العلم بالجهل، واليقين بالظنون، والحقائق بالسقطّ والترهات، والأباطيل التي لا تستند إلى دليل ولا برهان، وأن يحكموا أمرهم، ويأخذوا حذرهم.
وأوضح "البدير"، أن جائحة كورونا أظهرت الحاجة إلى بناء الوعي في الأنجال والأجيال، والنساء والرجال، لما ظهر من دجاجلة أفاكين يستثمرون الجوائح في تحقيق المآرب الخبيثة، والمطامع الحقيرة، والذين هم ما بين الخليّ الدعيّ الذي لا علم له بالطبّ ولا أهلية تمكّنه من البحث العلمي الدقيق، ولا أجهزة تخوّله إجراء التجارب يدّعي اكتشاف علاج كورونا، والمتطبّب المتطفّل المخادع يقدّم الوصفات الشعبية لعلاج فيروس أعجز مراكز البحث العلمي في العالم.
واستطرد: والجشع البشع وفاقد القيم والشيم يحتكر البضائع والكمامات والمطهّرات والمعقمات حتى يتلاعب بالأسعار، والمزوّر الغاشّ المحتال يتجاسر على الفتوى والاجتهاد في النوازل والمشكلات المتعلقة بكورونا، ويوجّه الناس كيف يصلّون ويزكّون ويتعبّدون وهو لا يملك الأهلية للاجتهاد والفتوى".
وأكد "البدير"، على أهمية وعي الفرد وتبصّره بمسؤولياته تجاه نفسه ومجتمعه، والتذكير بجوانب الخير واتقاء الشرور وعواقب الأمور، باتباع تعليمات ذوي العلم والخبرة والاختصاص لتفادي الأخطار والوقاية من الأضرار، لافتًا إلى أن العاقل الواعي يدرك المسؤولية ويتبصّر عواقب الأمور قبل ظهورها، ويقيس الشيء بنظيره، ويأخذ العبرة من غيره، ويحذر الشرّ قبل أن يصيبه، مستشهدًا بما رواه حذيفة بن اليمان رضي الله عنه : "كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير، وكنت أسأله عن الشرّ مخافة أن يدركني" أخرجه مسلم.
ارتداء الكمامة وإحضار سجادة.. تعرف على تفاصيل إعادة فتح المساجد قريبا
رئيس مجلس الوزراء يكشف مفاجأة عن إعادة فتح المساجد