انتشر وباء فيروس كورونا في العالم كسرعة البرق ينتشل أجساد البشر، ويفتك أحشاء المرضى، ولهذا الصدد يكثف الباحثون في جميع دول العالم من الأبحاث الطبية لاكتشاف كل ماهو جديد عن هذا الفيروس، ليتمكنوا من إيجاد لقاح فعال يقضي عليه.
ومن أغرب الاكتشافات التي أثبتتها الدراسات الحديثة أنه ليس فقط عمر المصاب بفيروس كورونا هو الذي يلعب دوراً رئيسياً في الوفاة؛ بل جنس المصاب بالفيروس قد يكون له أيضاً دور رئيسيٌ في خطر الوفاة، ويظهر ذلك في وجود أعداد أكبر للوفيات من الرجال عن النساء بسبب COVID-19.
وتختبر دراسة جديدة ما إذا كان إعطاء هرمونات الجنس الأنثوية للرجال، يمكن أن يزيد من فرص النجاة من الفيروس، وبحسب موقع «ميرور»، يمنح باحثون من جامعة ستوني بروك الأمريكية مرضى الفيروس التاجي من الذكور هرمون الأستروجين – الموجود فى حبوب منع الحمل - لاختبار ما إذا كان الهرمون يمكن أن يعزز أجهزتهم المناعية ويقلل من شدة المرض.
التحقت المحاكاة غير العادية بأول مشاركين لها الأسبوع الماضي، ويأمل الفريق في تحقيق نتائج خلال الأشهر القليلة المقبلة.
وفي حديثه لصحيفة نيويورك تايمز، شرح الدكتور «شارون ناكمان» الذي يقود الدراسة؛ قائلاً: «قد لا نفهم بالضبط كيفية عمل هرمون الأستروجين، ولكن ربما يمكننا أن نرى كيف يعمل مع المريض».
«ففي حين أننا نرى نساء مصابات بالعدوى التاجية، إلا أن استجاباتهن مختلفة مقارنةً بالرجال؛ إذ أن عدد الوفيات من النساء أقل من تلك في الرجال».
وفي الوقت نفسه، سيبدأ الباحثون في لوس أنجلوس تجربةً لاختبار آثار البروجسترون على مرضى الفيروس التاجي من الذكور.
وفي حديث لها مع التايمز، قالت الدكتورة «سارة جاندرهاري»، الطبيبة في مركز سيدارز سايناي الطبي: «هناك اختلاف مذهل بين عدد الرجال والنساء في وحدة العناية المركزة، ومن الواضح أن الرجال في وضع أسوأ».
ستشهد التجربة 40 مريضاً من مرضى الفيروس التاجي، سيتم إعطاؤهم حقنتين من البروجسترون يومياً لمدة خمسة أيام، وسيقوم الأطباء بعد ذلك بتقييم ما إذا كان الهرمون يؤثر على حاجتهم للعلاج في وحدة العناية المركزة.
وتأتي الدراسات بعد فترة وجيزة من إحصائيات مكتب الإحصاءات الوطنية «ONS» التي كشفت أن الجنس قد يلعب أيضاً دوراً رئيسياً في خطر الموت؛ حيث تشير الأرقام إلى أنه حتى 3 أبريل، تم تسجيل 4،122 حالة وفاة في إنجلترا وويلز تتعلق بـ COVID-19.
من بين تلك الأعداد كان هناك 2،523 رجلاً، و1،599 امرأة، وفقاً لمكتب الإحصاءات الوطنية «ONS»، يبدو أن الجنس يلعب عاملاً رئيسياً في معدل الوفيات في كل فئة عمرية، على الرغم من أن الفرق كان أكثر وضوحاً في الفئة العمرية 65-74.
ففي هذه المجموعة، كان هناك 246 حالة وفاة بين الإناث، و500 حالة وفاة من الذكور.
وتشير الأدلة العلمية أن استخدام حبوب منع الحمل على مدة زمنية أطول تزيد من خطورة الإصابة ببعض أنواع السرطان مثل سرطان عنق الرحم، وسرطان الكبد، ولكن النتائج ليست متوافقة.
.
وعلى الجانب الآخر، قد تقلل حبوب منع الحمل من خطورة الإصابة بأنواع أخرى من السرطان، مثل سرطان المبيض، وسرطان بطانة الرحم.
أما فيما يتعلق بخطورة الإصابة بسرطان الثدي، توضح بعص الدراسات المبكرة للغاية أن هناك علاقة بين استخدام الحبوب وسرطان الثدي — وربما يرجع ذلك إلى الجرعات العالية من الإستروجين التي وُجدت في حبوب منع الحمل المستخدمة في السبعينيات.
إلا أن حبوب منع الحمل الحالية تحتوي على جرعات منخفضة من الإستروجين، وتشير المزيد من الأبحاث الحديثة إلى أنه لا يوجد تزايد في مخاطر الإصابة بسرطان الثدي إذا تناولتِ حبوب منع الحمل. كما توصلت الدراسات إلى أنه لا توجد علاقة بين خطورة الإصابة بسرطان الثدي واستخدام حبوب منع الحمل عند النساء اللاتي لهن تاريخ عائلي من الإصابة بسرطان الثدي.