قال فضيلة المفتي الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، إن الجود كان سمة أساسية في شخص الرسول الكريم.
وتابع علام خلال لقائه مع الإعلامي حمدي رزق، ببرنامج "نور النبي" على قناة صدى البلد "الجود ملازم للرسول في كل زمن وحال، لكنه كان أجود في شهر رمضان الفضيل".
وأضاف، "الجود والخير من الرسول في كل رمضان يشمل كافة المخلوقات كونه أرسل رحمة للعالمين"، مؤكدا اقتداء المسلم بالنموذج النبوي من حيث الجود وفعل الخير.
وتابع: "يجب أن يبحث المسلم عن الفقير والمحتاج في ظلمة الليل ويجعلها وسيلة للتقرب إلى الله في رمضان والتعبد"، مشيرا إلى أن الله أمرنا بالمسارعة إلى الخير في أكثر من آية قرآنية.
واختتم "على الجميع المسارعة إلى أعمال الخير وعدم تأجيلها إلى زمن مستقبل".
في سياق آخر، واصل فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، خلال برنامجه الرمضاني «الإمام الطيب»، حديثه عن أهم القضايا الملحة والمسائل المهمة، والتي كان أبرزها اليوم "صناعة الجدال وادعاء المعرفة"، قائلًا إنَّ هذه الخصال من أخطر ما أصاب مجتمعاتنا في العقد الأخير.
وأكد فضيلة الإمام الأكبر، أنَّ البعض يدعي القُدرة على التحدُث في موضوعات بالغة التعقيد متنوعة المجال، فيتحدث حديث الخبير الذي يعرف الأكمة وما وراءها، وهؤلاء يُدلون بأعاجيب من القول وأفانين من التحليلات لا يستند معظمها إلى أي أساس ممنهج من علم أو دراسة مُنظَّمة.
وأوضح فضيلته أنَّ الجائحة التي نمر بها الآن تولَّدت منها جائحة أكبر تمثَّلَت في الجرأة على حُرْمَةِ التخصُّص العلمي، ومكانة العلماء المتخصِّصين مِمَّن أفنوا زهرات أعمارهم وسكبوا ماء عيونهم في الدِّراسَةِ والتعليم والبَحْث، فأصبح الجميع يعرف كل شيء عن أي شيء، حتى أصاب التخصُّصَ في العلم الإسلامي: عقيدةً وشريعةً وأدبًا ولغةً وثقافةً، شيءٌ غير قليل مِمَّا تموج به السَّاحة من هذا الجدَل المنفَلِت من ضوابط المعرفة والحوار العلمي والثقافي، وفتحت الأبواب على مصارعها لكل من زعموا أنَّ الإسلام بحاجة للإصلاح وأنَّ مهمة إصلاح الإسلام والمسلمين تقع على عواتقهم وحدهم دون غيرهم من المتخصصين في العلم الإسلامي.
وأشار الإمام الأكبر، أنْ القرآن الكريم ذكر أشباه هؤلاء المجادلين في أوائل سورة الحج، فقال تعالى ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَّرِيدٍ. كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَن تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ﴾ [الحج: 3-4]، ثم تكتمل الصورة في الآيتين: الثامنة والتاسعة فيظهر هؤلاء في صورة جهلاء يجادلون في الله دون رجوع إلى علم ولا استدلال ولا كتاب يضيء لهم بدلالات العقل والنقل طريق ما يجادلون فيه،﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ. ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ﴾ [الحج: 8-9].
وبَيَّن شيخ الأزهر أنَّ الجدل في القرآن الكريم ينقسم إلى جدل حسن، كما في قوله تعالى: ﴿وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾ [العنكبوت: 46]، وقوله: ﴿وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾ [النحل: 125]، وجدل مذموم كما في الآيات السابقة من سورة الحج وغيرها كثير، موضحّا أنَّ الجدل يُستعمل كثيرًا بمعنى الجدل المذموم، ويرادفه المراء، وقد وردت في ذمه أحاديثُ كثيرة منها قوله صلى الله عليه وسلم: «ما ضَلَّ قومٌ بعدَ هُدى كانوا عليهِ إلَّا أوتوا الجدَلَ»، ثم تلا قوله تعالى: ﴿مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ﴾ [الزخرف: 58]..
واختتم فضيلة الإمام الأكبر حديثه بانتشار الجدل بغير علمٍ ولا ضوابط في المعلومات التي تُنْشر على الشبكات العنكبوتية، وخطورة التعامل معها كأخبار ومعلومات تتمتع بالصدق وجديرة بأنْ يُعتمَد عليها في الحوار، بل وفي بناء مواقفَ عمليَّة وخصومات شخصية، وقد أصبح من السهل المعتاد أنْ يخبرك شخص بنقد لاذع لبعض الناس، وحين تنكر عليه يبادرك بحجته التي لا يرتاب في صدقها ويقول لك: مكتوب على النت أو الفيس أو غير ذلك.
ويذاع برنامج "الإمام الطيب" يوميا على عدد من القنوات في مصر والعالم العربي، بالإضافة إلى الصفحة الرسمية لفضيلة الإمام الأكبر على "فيسبوك" وقناة فضيلته الرسمية على "يوتيوب"، والصفحات الرسمية للأزهر الشريف على مواقع التواصل الاجتماعي.
اقرأ ايضا..
علي جمعة: بلعام بن باعوراء اكتشف اسم الله الأعظم ثم دعا على سيدنا موسى ..فيديو