حكاية كحك العيد.. رسمه الفراعنة على جدران المعابد ووزعه الفاطميون بالقصر

الثلاثاء 19 مايو 2020 | 04:10 مساءً
كتب : بلدنا اليوم

بالرغم من الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد مع تفشي وباء كورونا واتخاذ الدولة إجراءات صاررمة من أجل محاولة السيطرة عليه، لكن مع قدوم عيد الفطر المبارك لم تقف كورونا حائلاً أمام المصريين من أجل شرائهم كحك العيد أو حتى صناعته في المنزل، فسيظل الكحك عادة لا يمكن أن تنتهي مهما مرّ عليها السنين، كثيرا لا يعرفون أصل الكحك البعض قال أنه فرعوني وآخرون أكددوا على أنّ الفاطميين أول من أدخلوه البلاد، وسيظل سر دخول الكحك لغز لا أحد يعرف أصله.

كحك العيد

قيل أنّ الكحك يعود إلى أيام الفراعنة القدماء، فبحسب ما ذكر فى كتاب "لغز الحضارة الفرعونية" للدكتور سيد كريم اعتادت زوجات الملوك على إعداد الكحك وتقديمه للكهنة القائمين على حراسة الهرم خوفو يوم تعامد الشمس على حجرة خوفو، وكان الخبازون يتقنون إعداده بأشكال مختلفة وصل عددها إلى 100 شكل وكان يرسمونه على صورة شمس وهو الإله رع وهو الشكل البارز حتى الآن، وقد ظهرت صور لصناعة كحك العيد فى مقابر طيبة ومنف.

كحك العيد

ووصلت أشكال الكعك التى عرفها المصريون القدماء إلى 100 شكل تقريبا منها اللولبى والمخروطى والمستطيل والمستدير، جميعها نقشت على جدران مقبرة الوزير "رخ مى رع" من الأسرة الثامنة عشر. وهى الصور التى توضح خطوات صناعة كعك العيد تفصيليًا، حيث تشرح أن عسل النحل كان يخلط بالسمن، ويقلب على النار ثم يضاف على الدقيق ويقلب حتى يتحول إلى عجينة يسهل تشكيلها بالأشكال التى يريدونها، ثم يرص على ألواح الإردواز، ويوضع فى الأفران. كما كانت بعض الأنواع تقلى فى السمن أو الزيت، وأحيانا كانوا يقومون بحشو الكعك بالتمر المجفف "العجوة"، أو التين ويزخرفونه بالفواكه المجففة كالنبق والزبيب، ووجدت أقراص الكعك محتفظة بهيئتها ومعها قطع من الجبن الأبيض وزجاجة عسل النحل.

كحك العيد

وعندما زار هيرودوت مصر فى منتصف القرن الخامس قبل الميلاد تعجب؛ لأن المصريين يمزجون عجين الكعك والخبز بأرجلهم فى حين يمزجون الطين بأيديهم، وكان الكعك فى تلك الفترة يسمى بالقرص، حيث كانوا يشكلون الكعك على شكل أقراص على شكل تميمة الإلهة "ست" كما وردت فى أسطورة إيزيس وأوزوريس، وهى من التمائم السحرية التى تفتح للميت أبواب الجنة، وكانوا يتقنون بتشكيله بمختلف الأشكال الهندسية والزخرفية كما كان البعض يصنعه على شكل حيوانات أو أوراق الشجر والزهور، وكانوا يرسمون على الكعك صورة الشمس الإله رع.

كحك العيد

قيل أن بداية دخول الكحك إلى مصر كان فى عهد الدولة الاخشيدية حينما كان أبو بكر المادرانى وزير الدولة يصنع الكحك فى أعياد الفطر ويحشوه بالدنانير الذهبية وكان يطلق عليه حينها "أفطن إليه" أى انتبه للمفاجأة، بينما كان الخليفة الفاطمى يخصص حوالى 20 ألف دينار لعمل كحك عيد الفطر وتتفرغ المصانع من منتصف شهر رجب لصناعة الكحك، وكان الخليفة يتولى مهمة توزيع الكحك على الكافة وكان حجم الكحك فى حجم رغيف الخبز، وكان الشعب يقف أمام أبواب القصر ينتظر نصيب كل فرد فى العيد وأصبحت عادة سنوية فى هذه الفترة.

كحك العيد

وظلت هذه العادة تتوارث جيلا بعد جيل وعهدا بعد عهد لم يستطع أحد القضاء عليها، وفي متحف الفن الإسلامي بالقاهرة في مصر توجد قوالب الكعك عليها عبارات "كل هنيئًا واشكر" و"كل واشكر مولاك" وغيرها من العبارات التى تحمل ذات المعنى، وستظل الأجيال القادمة محافظة على تلك العادة التي لا يمكن أن يخلوا منها العيد.

كحك العيد

اقرأ المزيد

المرأة الخفاش.. قصة عالمة صينية عادت للظهور مجددًا لإنقاذ العالم من الوباء

بسبب اصطفاف الكواكب.. انتشار وباء جديد ونهاية العالم 4 يوليو القادم