يعيش العالم أجمع حاليا أزمة فيروس كورونا المستجد، الأمر الذي أثر على كافة القطاعات والنشاطات، وأدى إلى اتخاذ العديد من القرارات الصعبة، ولعل النشاط الرياضي أحد أكثر الأنشطة تأثرا في ظل أزمة كورونا.
الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا، اجتمع عن طريق تقنية الفيديو خوفًا من فيروس كورونا المستجد كوفيد-19، وأصدر عدة قرارات أهمها تخفيض رواتب اللاعبين، وأصبح هذا القرار وكأنه حكم عسكري واجب التنفيذ على كافة الاتحادات القارية والمحلية، وبالفعل بدأت الاتحادات تتلقى خطاب الفيفا والذي أكد فيه الاتحاد الدولي لكرة القدم أن القرار لا حق لأي لاعب الاعتراض أو الطعن فيه.
التنازل بدأ من نجوم القارة العجوز وبالأخص برشلونة ويوفنتوس الذين قرروا التنازل عن ٧٠ ٪ من مستحقاتهم المالية لصالح النادي من أجل إعطاء العاملين رواتبهم، خاصة أن اللاعبين يعملون بعقود خاصة وليست حكومية فالنادي له القرار الأول والأخير في تخفيض الرواتب أو بقاءها مثل ما كانت.
ويأتي ريال مدريد والعملاق الإنجليزي ليفربول في المرتبة الثانية حيث تبرع كل لاعب بعدد كبير من الأسر المتضررة من إيقاف الأنشطة، بجانب تنازلهم عن جزء يساوي الـ٥٠ ٪ من مرتباتهم من أجل حصول العمال بالنادي على رواتبهم بانتظام، وانخفضت قيمة اللاعبين بالكامل خلال فترة التوقف الحالية، وكان ينتظر العالم أولمبياد طوكيو ٢٠٢٠، من أجل ارتفاع قيمتهم التسويقية والإنتقال المثمر في الميركاتو، ولم يكتفي نجوم أوروبا على تخفيض الرواتب فقط، ولكن كان لكل منهم دور يقوم به في زيادة ونشر الوعي بين المواطنين، فمنهم من فضل أن يظهر وحيدًا مع عائلته مثل ميسي ورونالدو، ومنهم من خرج بفيديوهات توعوية مثل لاعبي باريس سان جيرمان الفرنسي، تحت قيادة البرازيلي نيمار، والفرنسي كيليان مبابي.
وينتقل قرار تخفيض رواتب اللاعبين من كرة القدم إلى السلة الأمريكية، والتي أقرت بضرورة خفض الرواتب بنسبة ٢٥٪، من أجل مساعدة الغير والمشاركة المجتمعية في الظروف الصعبة، وأكدوا أن هذا التوقيت هو المناسب للوقوف بجانب الدول فالعالم يحارب عدو لم يراه من قبل.
ومن القارة العجوز إلى القارة العربية، حيث طالب الهلال السعودي لاعبيه بضرورة التنازل عن جزء من مستحقاتهم المالية، وهي كانت الخطوة المثمرة حيث لقت موافقة من اللاعبين انتقلت إلى المسئولين، فتقرر تخفيض رواتب اللاعبين في الدوري السعودي بالكامل إلى ٥٠٪، ومن السعودية ننتقل الدولة العربية الثانية التي أخذت الخطوة، حيث وافق الاتحاد الإماراتي على اقتراح الاتحاد الدولي لكرة القدم، وقرر تخفيض رواتب اللاعبين من أجل استخدامها في مكافحة فيروس كورونا المستجد كوفيد-19.
أما في مصر حاليًا هناك محاولات منفردة لم ترتقي لقرار رسمي يطبق على الأندية، فكانت البداية من نادي المقاولون العرب حيث قرر بعد الاتفاق مع اللاعبين والجهاز الفني، خصم ٥٠ ٪ من رواتبهم لصالح المتضررين من فيروس كورونا، كإشارة منه للجبلاية على إتخاذ مثل هذا القرار مع كل الأندية المشاركة، ويعقبه نادي الاتحاد السكندري بقيادة طلعت يوسف، والذي قرر أيضًا تخفيض الرواتب حيث صار على نهج مواطنه عماد النحاس.
وفي شكل جديد من المساعدات اقترح محمد الطويلة رئيس نادي النجوم، مساعدة كل نادي من الدرجة الأولى والثانية أندية القسمين الثالث والرابع خاصة وأن هؤلاء اللاعبين تضرروا بشكل كبير لأن الكرة هي مصدر رزقهم، وبالفعل خصص مجموعة من الشيكات وبدأت أندية القسم الثالث والرابع المحيطين بالنادي في الحصول عليها تحت نظام معين حتى لا يحدث تزاحم أو اختلاط.
أما موقف كبار أندية مصر، فأتخذ النادي الأهلي قرار منذ أيام قليلة بتخفيض رواتب لاعبيه بقيمة ١٠٠ ألف جنيه، مؤكدين أن النادي ليس أغنى من ريال مدريد ودول أوروبا لكي يتبرع بأكثر من ذلك، فيما رفض مرتضى منصور رئيس نادي الزمالك المساس برواتب لاعبيه، تاركًا الأمر لهم هم أصحاب القرار الأول والأخير في خفض رواتبهم، ولكن من الناحية القانونية إذا طبق قرار تخفيض الرواتب عن طريق اتحاد الكرة، لا يحق لأي نادي الاعتراض لأنه قرار صادر من الاتحاد الدولي فيفا، وأكدوا أن هذه القرارات ستفرض في الأيام التي يقع فيها حرب أو كارثة طبيعية أو وباء.
ولكن في مصر لم يرفض أي لاعب في تقديم الواجب الوطني، حيث شارك عدد كبير من اللاعبين في تحدي الخير بالتبرع بعدد معين من الأسر المحتاجة، بجانب اشتراكهم في حملات توعوية عن طريق الإعلام والسوشيال ميديا وهي ضرورة البقاء في المنازل لحماية نفسك وغيرك من خطر كورونا.
أندية الدوري ترفض عودة النشاط الرياضي
مرتضي منصور يطلب من وزير الرياضة إعادة فتح نادي الزمالك لهذا السبب