كل الدول تترقب العالم فيما بعد أزمة كورونا الحالية، هذا الوباء الذي ضرب اقتصاد العالم أجمع، كما أنه غير موازين القوى ليجعلنا نتوقع عالما مغايرا بعد انتهاء تلك الأزمة.
وفي هذا السياق، قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة في تصريحات خاصة لـ "بلدنا اليوم":" هناك ارتباط هيكلي بين الاقتصاد الصيني والاقتصاد الأمريكي، لذا من الصعب أن يحدث تفكك وكل ما يسمع هو تحليلات عبثية وكل ما يسمع كلام فارغ وسطحي والحقيقة أنه الاعتماد متبادل بين الطرفين وحتى الآن كل من بكين وأمريكا وحتى الآن ملتزمين رغم الصراع الموجود".
وتابع أستاذ العلوم السياسية:" لن تكون الحرب القادمة هي حرب اقتصادية أو مخفية بل هي حرب معلومات وحرب بين أجهزة المخابرات في العالم وهي الحرب التي سوف يكون لها أسس وقواعد جديدة لأن عالم ما بعد كورونا يختلف عن العالم ما قبل كورونا من حيث الأدوات والأساليب والأنماط".
وأضاف فهمي:" أعتقد أن هذه الحرب بأدواتها وأساليبها سوف تختلف من حيث الشكل والمضمون وبالتالي سوف يكون هناك حروب للحصول على معلومات وبالتالي سوف تكون الحروب القادمة حروب بيولوجية وفيروسات ولن تكون هناك أدوات تقليدية بالمعنى العام فبالتالي لن تكون هناك أدوات تقليدية في هذا الإطار بالعكس ستكون هناك أدوات وأنماط حديثة ربما ستغير من قواعد اللعبة والصراع ما بين القوى الدولية خصوصا بين الصين والولايات المتحدة وستدخل اليابان على الخط وألمانيا بالتدريج أيضا سيكون هناك اختلافات وتباينات بين مواقف الدول والتنظيمات الدولية والأمم المتحدة فالأدوار ستتغير وأمريكا ستظل على رأس النظام الدولى لمدة لا تقل عن 120 عاما، فالصين لا تريد أن تترأس النظام الدولي ستكون هناك دوائر تأثير في العالم مثل الصين واليابان وألمانيا وهي من ستدير هذه الدوائر لكن النظام الدولي العالمي (السياسي) هو الذي سيتحكم في المعادلة الصعبة وبالتالي لن يكون هناك تخيلات في فكر العلاقات الدولية".
أما عن الدور الروسي في استغلال أزمة كورونا من أجل إزاحة أمريكا، فقال "فهمي":"لا يوجد مخطط، الدور الروسي من المقومات السياسية والاستراتيجية لا يرغب في هذا التوقيت في إزاحة أمريكا، وكما قلت فهناك 4 ولايات فقط في أمريكا هي من تتحكم في أنساب كبيرة من التكنولوجيا والأنماط فوق التقليدية وبالتالي الامكانيات الكبيرة وهي حسابات القوى الشاملة".
وعند طرح السؤال "هل من الممكن أن يغير الاتحاد الاوروبي وجهته نحو الصين وروسيا"، فأجاب أستاذ العلوم الدولية:"لن يحدث هذا، فالاتحاد الأوروبي مرتبط بأمريكا هناك اندماج في إطار حلف الناتو، فروسيا مستبعده في أغلب التحليلات الاستراتيجية والسياسية لكن التركيز على الصين باعتبارها القوى الاقتصادية التي تدير العالم لكن الاتحاد الأوربي ربما يعيد النظر في اتفاقية بروكسل وبشكل خاص في المواد الحاكمة في موضوع التأمين الصحي في سيادات الدول الوطنية في الإجراءات الخاصة بالحماية الداخليةن ألمانيا وفرنسا هي من ستدير الاتحاد الأوروبي في الفترة القادمة سيكون هناك اندماجات والتوجه إلى روسيا والصين وليس فيما يضر بالعلاقات مع أمريكا".
موضوعات ذات صلة:
اليابان تعتزم تمديد حالة الطوارئ وسط استمرار الإصابات بكورونا
إقالة مديري ٤ مستشفيات بالسعودية