وزير البترول الأسبق يكشف سبب انهيار أسعار البترول الأمريكي

الثلاثاء 21 ابريل 2020 | 09:17 مساءً
كتب : آية محمود

علق الدكتور أسامة كمال، وزير البترول الأسبق، على انهيار أسعار النفط في الولايات المتحدة الأمريكي، قائلًا: "الست الشهور الماضية حدثت بها الكثير من الأحداث التي قلما تظهر في التاريخ، التاريخ شهد أوبئة مثل الطاعون، ولكنه لم ينتشر في العالم أجمع بالتزامن مع حرب تكسير عظام بين أمريكا والصين".

ولفت "كمال"، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي سيد علي ببرنامج "حضرة المواطن"، المذاع على فضائية "الحدث اليوم"، مساء الإثنين، إلى أن أمريكا فرضت الكثير من العقوبات الغير مؤثرة على الصين، بسبب قيام إيران وروسيا بتأمين احتياجات بكين من المواد البترولية، فقامت أمريكا بضخ المزيد من المواد البترولية في السوق لخفض الأسعار، وضرب الاقتصاد الصيني والروسي، وهذا حدث بالفعل، وبعد ذلك حدثت أزمة كورونا.

وأشار إلى أن المعروض من النفط أصبح كبير، بسبب وقف حركة السيارات في العالم نتيجة أزمة كورونا، مما أدى لانخفاض سعره بصورة كبيرة، متوقعًا أن يرتفع البترول مرة أخرى مع نهاية هذا العالم لـ60 دولار، متوقعًا أن تعود حركة الحياة لطبيعتها مرة أخرى.

هبوط كبير لأسعار النفط

في حادثة لم يكن لها سابقة تاريخية شهددت أسعار النفط العالمية هبوطًا حادًا، وفي صدمة كبرى لم يتوقعها خبراء الاقتصاد حول العالم هوت أسعار النفط وباتت في الحضيض إلى درجة أصبح معها "الذهب الأسود" شبه مجاني ولا يساوى حتى كلفة استخراجه وشحنه.

هذا الإنهيار الكبير لم يأت على حين غرة، بل كان حصيلة أنشطة أدت في نهاية المطاف إلى تبخر الغرض من اتفاق أوبك+ الأخير بعودة أسعار النفط من جديد للارتفاع.

الانهيار الكارثي الذي شهده الاقتصاد العالمي، والفوضى في بورصة النفط الامريكية الآجلة، حسبما ذكر الكثيرين من خبراء الاقتصاد كان بسبب إفراط شراء المضاربين للنفط الرخيص بهدف تحقيق أرباح، عبر تداوله على الورق ودون وجود طلب حقيقي عليه، حيث أن عقود النفط التي هبطت تنتهي صلاحيتها (اليوم الثلاثاء 21 أبريل 2020)، لذلك من يملك العقد يجب أن يستلم كميات النفط الخاصة به، ومع امتلاء مستودعات التخزين في الولايات المتحدة بدأ التجار في التخلص من هذه العقود، إذ أن من سيستلم لن يجد مكان للتخزين ولو وجد المكان، فإن تكلفة التخزين ستكون مرتفعة للغاية، وهو أمر يصفه خبراء بالاقتصاد بأنه "جني للحصرم" بدل الأرباح.

ووفقا لما تم نشره في وقت سابق، فإنّ سعر البرميل الواحد من النفط الأمريكي القياسي 37.63 دولار تحت الصفر، وللمرة الأولى في التاريخ سيضطر البائعون للدفع للمشترين لأخذ عقود آجلة للنفط، وبالرغم من ذلك إلّا أنّ أمريكا تبحث عن طرق عدة للاستفادة مما حدثن فقد خرج ترامب ليصرح بأنّه سيتم ملئ الاحتياطي الاستراتيجي للولايات المتحدة نتيجة هذا الانهيار بالأسعارن كما أنّ إدارته تأمل في إضافة ما يصل إلى 75 مليون برميل من النفط في الاحتياط، ليكون مليء لأول مرة منذ زمن طويل، فيما وصف الرئيس الأمريكي الأسعار الحالية للنفط بـ"المثيرة جدا"، مشيرًا إلى أنّ إدراته ستدرس وقف شحنات النفط القادمة من السعودية.

الانعكاس بالسلب

ربما انهيار الأسعار النفطية بهذا الشكل الذي يعد المحور الأساسي المحرك للاقتصاد العالمي قد انعكس سلبا على اقتصاديات معظم الدول النفطية وغير النفطية وهو ما ينذر بحدوث كساد عالمي على غرار الازمة المالية التي حدثت عام 1929.

تقول مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا، إن الأزمة التي أوقد شرارتها انتشار فيروس كورونا المستجد هي الأسوأ منذ الكساد العظيم، كما أنّ تداعيات الفيروس ستفضي إلى انكماش اقتصادات 170 دولة في أنحاء العالم هذا العام.

وفي وقت سابق خفض صندوق النقد الدولي بشكل كبير من توقعاته للنمو الاقتصادي العالمي، متوقعا انكماشا حادا لهذا العام، وسط حالة عدم اليقين المرتبطة بانتشار فيروس كورونا.

أقرا ايضًا:

شاهد.. مسلسل حكايات بنات الجزء الرابع الحلقة 28

رامز جلال يحتفل بتصدر برنامجه "رامز مجنون رسمي" تريند رقم 1

اقرأ أيضا