شم النسيم بطعم كورونا| إقبال ضعيف على الفسيخ بالمحلة.. والصحة تحذر

السبت 18 ابريل 2020 | 12:18 مساءً
كتب : شيرين لقوشة

فى مثل هذا التوقيت من كل عام كانت تنتشر مظاهر الأستعداد بمدينة المحلة الكبرى، بمحافظة الغربية، للأحتفال بيوم شم النسيم ومن بينها الزحام الشديد على محال بيع الفسيخ لشراء كميات لا بأس بها لتناولها فى هذا اليوم ، ولكن فى زمن الكرونا الوضع أختلف كثيراً وتأثرت هذه المحال بشكل مباشر بسبب مخاوف المواطنين من نقل العدوى ولجأت بعض السيدات لصناعته داخل المنزل لضمان سلامة تخزينة، ما أضطر الفسخانية إلى تخفيض أسعاره بهدف جذب الزبائن .

وألتقت " بلدنا اليوم " مع عدد من الفسخانية لترصد مدى أقبال المواطنين على شرائه وتأثير الفيروس على حركة البيع والشراء.

وقال محمد ياسو صاحب محل لبيع الفسيخ بمنطقة المحجوب ، أنه تأثر هذا العام بالفعل وأقبال المواطنين على شراء الفسيخ بنسبة ٣٠% برغم أنخفاض أسعاره بالمقارنة عن العام الماضى، ويترواح ما بين ١١٠ جنيه الحجم الكبير، وصولا لسعر ٩٠ و٨٠ جنيه الحجم المتوسط ،و٦٠ جنيه الحجم الصغير.

وأرجع أسباب ضعف الأقبال هذا العام ، بسبب أنتشار فيروس كرونا أدى إلى مخاوف المواطنين من شراء الفسيخ من الخارج فى ظل تحذيرات مسئولى الصحة من تأثيره السلبى على صحة المواطنين فى حال عدم تخزينة بصورة جيدة، فضلاً عن أنخفاض عدد ساعات العمل بالمحل حتى أن بعض السيدات فضلت صناعته بنفسها داخل منزلها .

بينما نفى محمد الفسخانى أنخفاض الأقبال على شراء الفسيخ لتزامن قدومه مع شهر رمضان الكريم، مؤكدا أن الزبائن فى الأعوام السابقة كانت تتسابق على شرائه بسبب عدم أستطاعتهم تناوله فى الشهر الكريم لما يسببه من عطش شديد وخمول فى الجسد وفى مثل هذا التوقيت كان أصحاب المحال يواصلون العمل ليلاً ونهاراً من شدة الأقبال.

وتابع ، ولكن البعض مازال متمسك بتلك العادة التى هى من الموروثات القديمة ، وتعتبر أهم مظاهر الأحتفال بيوم شم النسيم ويقوموا بشرائه مع ألتزامهم بتعليمات الحظر لمواجهة فيروس كرونا وتناوله داخل المنزل ،لافتاً أنه ينصح الجميع بشراء الفسيخ من محل موثوق فيه يتبع تعليمات الوقاية الصحية .

وعن أجراءات الوقاية المتبعة، أوضح إبراهيم عطا الله فسخانى ، من الضرورى فى ظل أنتشار فيروس كرونا والتشديد من جانب الدولة على تعليمات الوقاية ، أتباع جميع الأجراءات منها النظافة والتعامل عن بُعد مع المواطنين ،فضلاً عن الحملات الرقابية المستمرة من قبل الصحة والتموين للتفتيش عن مدى صلاحية المعروض، و مصدر شراء الأسماك ، وكيفية تخزينة فى براميل لضمان سلامة المواطنين مع الألتزام بغلق المحل فى موعد حظر التجوال، مشيراً أن الفسيخ له مظاهر تدل على صلاحيته منها اللون، وتمساك السمكة، وعدم بروز أحشائها بالخارج.

ورفعت عدداً من السيدات شعار " الفسيخ البيتى الحل " كحل بديل عن شرائه من الخارج للأحتفال مع أسرتها بيوم شم النسيم .

وقالت منى عبد الله ربة منزل ، أن هذا العام رفضت شراء الفسيخ من الخارج، خوفاً من نقل عدوى فيروس كرونا، حيث أنها لا تعلم مدى سلامة وصحة العاملين بالمحل، ولا تضمن أصابة أحدهم من عدمه، كما أنها لا تسطيع الأحتفال بيوم شم النسيم بدون تناول الفسيخ لكونها عادة تربت عليها منذ الصغر وأسرتها ينتظرونه من العام للعام ، ما دفعها لصناعته داخل المنزل ،وتعلمت طريقة تخزينة من الأنترنت .

فيما أكدت هناء السعيد ربة منزل أخرى ، أنها أشترت كمية صغيرة من الفسيخ هذا العام بالمقارنة مع العام الماضى ،نظراً لمخاوف أسرتها من تناوله وأستبدلوه بالرنجة، أما هى فأشترته من أحد المحال المعتادة الشراء منه كل عام، وتعلم أنه يتبع جميع الأجراءات الوقائية اللازمة .

ومن جانبها حذرت الدكتورة أمانى حبيشة مدير أدارة العلاج الحر بالغربية ، من تناول الفسيخ ، مؤكدة أنه قد يكون فاسد وغير صالح للطعام، بسبب سوء التخزين ،ويؤدى إلى الوفاة الحتمية بالتسمم، فضلاً عن أنه يحتوى على كمية كبيرة من ملح الطعام وهو عبارة عن كلوريد الصوديوم، الذى يحتجز الماء داخل الجسم ويزيد الوزن ويضر القلب، ويرفع ضغط الدم ويضر الكلى، والكبد.

وعن تأثير الفسيخ على المصابين بفيروس كرونا المستجد، قال الدكتور عبد الغنى حمودة مسئول عن أدارة نقل العدوى بالغربية ، أن الفسيخ يؤثر بصورة مباشرة على ضعف المناعة عند الشخص الطبيعى ، وبالتالى لو كان مصاب بالفيروس دون علمه وتناوله سوف يؤدى إلى الوفاة الحتمية، فضلاً عن أحتمالية الأصابة بالتسمم ومضاعفات أخرى للشخص السليم الذى يتحتم فى ذاك الوقت نقله إلى العناية المركزة فى توقيت الدولة تحتاج فيه لكامل قوتها داخل المستشفيات لأستقبال الحالات المصابة فعلياً بفيروس كرونا.

أما عن الفئات المُعرضة للمخاطر الصحية من تناول الفسيخ أكد دكتور رأفت حمودة أستشارى أمراض صدرية، أن الأطفال والحوامل ومرضى القلب، هم الأكثر عرضه لحدوث مضاعفات حيث أن الإسراف في تناوله قد يتسبب فى أزمات القلب الحادة ومن الضرورة الأبتعاد عنه حرصاً على سلامتهم .