تضع أم مصابة بفيروس" كورونا" المستجد طفلها بلندن، وتؤكد التحاليل أن المولود الجديد أصيب بفيروس بالفعل، وبعد الكثير من المحاولات لاكتشاف كيفية انتقال الفيروس للرضيع، وهل إذا كانت الإصابة بدأت داخل رحم الأم أم حدثت أثناء عملية الوضع، وجاءت تقارير تقارير صحفية تشير أن الطفل في العالم"تجاوز الخطر ويتعافى".
وتثبت التقارير أنه تم نقل والدة الطفل إلى المستشفى قبل أيام بسبب الاشتباه في إصابتها بالالتهاب الرئوي، ولكن لم تعرف نتيجة إيجابية إصابتها بفيروس كورونا إلا بعد الولادة، ووفقًا لما نشرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
وتابعت الصحيفة البريطانية، يتم علاج الأم والمولود في مستشفيات منفصلة، حيث نقل الرضيع في مستشفى بشمال ميدلسكس والأم في مستشفى متخصص بالعدوى.
وقالت الصحيفة إن المولود "تجاوز مرحلة الخطر" ويتعافى بشكل جيد.
ويعتقد أن الطفل أصيب بعد الولادة من السعال أو العطس وتم إجراء اختبار له خلال دقائق من وصوله.
ويذكر أنه هناك مناطق كبيرة في إيطاليا تم وضعها تحت الحجر الصحي، مع ارتفاع الوفيات الناجمة عن فيروس كورونا هناك و وصول عددها إلى 1440.
وقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، إن أربعة أسابيع تفصل بريطانيا عن إيطاليا "فيما يتعلق بانتشار الفيروس"، ولكن ليس "من ناحية التعامل معه والاستجابة".
هل يعني ذلك أن بريطانيا تبعد أربعة أسابيع عن مواجهة المصير ذاته؟
ليس بالضرورة، هذه ثلاثة عوامل يرى الخبراء أنها قد تجعل انتشار الفيروس في بريطانيا مختلفا عن إيطاليا، ولماذا يعدد عدد الحالات في بريطانيا له دلالة مختلفة.
1- اختلاف الانتقال المبكر
عدد الحالات المؤكدة ليس مطابقا للعدد الفعلي للحالات إذ يتوقف الأمر على عدد الأشخاص المصابين الذين يتم اكتشافهم.
قد يكون تفشي الوباء في البلدين بمعدل متشابه الآن، ولكن بريطانيا اكتشفت حالات أبكر من إيطاليا. ارتفعت الأرقام في إيطاليا بصورة كبيرة يوم 23 فبراير/شباط، مما دعا العلماء للاعتقاد أنه كانت هناك فترة ينتشرفيها الفيروس دون اكتشافه.
وقد حد ذلك من إمكانية اتخاذ إجراءات مثل الاتصال بمن اتصلوا عن قرب بالمرضى وعزل الحالات لمنع انتشار المرض.
وقال البروفيسور جيمي ويتوورث، أستاذ الصحة العامة الدولية، إن هذا جعل النظام الصحي غير قادر على مواكبة الانتشار والسيطرة عليه.
وأشار باحثون أيضاً إلى أن أنظمة فحص الفيروس واكتشافه في إيطاليا تعرضت لضغط كبير ولم تتمكن من مواكبة التعامل مع الحالات الجديدة. وهذا يعني أن الأرقام المسجلة في إيطاليا قد تكون أقل من الأعداد الحقيقة.
ويقول ويتوورث إنه مع توفير بريطانيا منشآت جديدة لاكتشاف الفيروس، قد نشهد "قفزة في الأرقام"، وليس ذلك نتيجة لتفشي العدوى ولكن لاكتشافها بصورة أفضل.
2- انتشار الوباء في إيطاليا أكثر تركيزا
يعتمد الضغط على النظام الصحي أيضا على مكان وجود كل حالة ومدى حدتها.
وهناك أسباب قوية تشير إلى اختلاف هذه العوامل بين البلدين. منذ الانتشار الأولى للفيروس في إيطاليا، تركز معظم تفشي الفيروس في المناطق الشمالية. ولكن تفشي المرض أكثر انتشارا في مختلف المناطق في بريطانيا. كما هو الحال في لومباردي، يوجد في لندن نحو 15 في المئة من عدد سكان بريطانيا. ولكن نسبة الحالات فيها أقل، نحو 25 حالة من بين كل مئة حالة.
ولهذا فإن 15 ألف حالة موزعة على أرجاء بريطانيا قد لا تشكل نفس الضغط على المستشفيات كما لو كانت الحالات مركزة في منطقة واحدة أو مدينة واحدة.
3- عدد أكبر من الحالات المؤكدة في إيطاليا حالات قاتلة
معدلات الوفاة ضمن الحالات المؤكدة في إيطاليا أعلى من بريطانيا. منذ 12 مارس/ آذار كان معدل الوفاة بين الحالات التي تم اكتشافها في بريطانيا 1.4 في المئة بينما بلغ 6.7 في المئة في إيطاليا على الأقل.
ويقول ويتوورث إن السكان في إيطاليا أكبر سنا من بريطانيا، وإن آثار الفيروس أشد وطأة على من هم أكبر سنا.
ويرى الباحثون إن أحد أسباب ارتفاع معدل الوفيات في إيطاليا قد يكون ناجما عن الضغط الذي يتعرض له النظام الصحي.