عقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اجتماعاً اليوم، لاستعراض عدد من التحديات التى واجهت قطاعات الاسكان والكهرباء والاتصالات، خلال التعامل مع موجة الطقس السيئ التى شهدتها البلاد مؤخراً، وذلك بحضور الدكتور محمد شاكر، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، والدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والدكتور عاصم الجزار، وزير الاسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية.
وفى مستهل الاجتماع، جدد رئيس الوزراء الإشارة إلى ما تم من تنسيق وتعاون بين مختلف الجهات المعنية بالتعامل مع مثل هذه الاحداث، سعياً للتخفيف من التداعيات والآثار الناجمة عن حالة الطقس السيئ التى شهدتها البلاد مؤخراً، مشيداً بالدور الذى قامت به كل جهة فى التعامل الفورى مع تلك التداعيات، فى ظل الظروف غير العادية التى لم نشهدها منذ فترات طويلة.
وأشار الدكتور مصطفى مدبولى، خلال الاجتماع، إلى أن هناك تكليفات من الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، بحصر ودراسة التحديات التى واجهت مختلف الجهات التى تعاملت مع السيول والأمطار الغزيرة التى حدثت مؤخراً، وإعداد مقترحات بسبل مواجهتها والتغلب عليها، خاصة فى ظل ما نشهده من تغيرات مناخية عالمية.
وتطرق وزير الكهرباء خلال الاجتماع إلى ما قامت به الوزارة من جهود للتعامل مع تداعيات حالة الطقس السيئ التى شهدتها البلاد مؤخراً، مشيراً إلى أنه تم التعامل مع مختلف الشكاوى والبلاغات الواردة من المواطنين فيما يتعلق بقطاع الكهرباء، منوهاً إلى أن الظروف الجوية كانت صعبة للغاية، وهو ما أثر على شبكات التوزيع، مؤكداً على أنه يتم حالياً حصر المشكلات والتلفيات التى حدثت نتيجة الأمطار الغزيرة، ووضع تصور شامل يعمل على عدم تكرارها فى المستقبل عند تعرضنا لحالة طقس مماثلة.
من جانبه، أشار وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات إلى بعض الأعطال التى حدثت فى قطاع الاتصالات، نتيجة لما شهدناه من أمطار غزيرة وشدة الرياح، مؤكداً أن الوزارة قامت بالتعامل الفورى للتغلب على تداعيات وآثار هذه الاحداث.
وتناول الدكتور عاصم الجزار، خلال الاجتماع الموقف الخاص بتعامل الوزارة بمختلف أجهزتها مع تداعيات حالة الطقس السيئ، والجهود التى تمت في هذا الصدد، مشيراً إلى أن ما شهدته بعض المناطق والتجمعات السكنية الجديدة من تواجد كميات كبيرة من المياه، يرجع إلى زيادة نسبة الطرق التي تبلغ مساحتها اكثر من ٢٥% من مساحة المجتمع العمراني الامر الذي يؤدي عند سقوط الامطار الغزيرة إلى زيادة معدلات الجريان السطحي للمياه على الاسطح الملساء الاسفلتية، ومع عدم وجود شبكة تصريف مياه امطار وعدم وجود مجاري مائية محيطة نظراً للطبيعة الصحراوية للمدن الجديدة فإن الامر يؤدي لتراكم كميات كبيرة من المياه التي تنجرف على الأسطح الملساء، وتتجمع في المناطق المنخفضة.
وأضاف وزير الاسكان، فى هذا الصدد، فإن معظم المدن الجديدة تم بناؤها في مناطق ذات تضاريس طبوغرافية متباينة، وإنها تعتمد على وجود روافع لمياه الصرف الصحي للوصول الي المحطات النهائية لمعالجة الصرف، مشيراً إلى أنه عند حدوث انقطاع فى التيار الكهربي عن تلك الروافع نتيجة الظروف المناخية أو لأي أسباب أخرى، فإن مياه الصرف الصحي ترتد مرة أخرى إلى الشبكة وتخرج من المطابق في الشوارع الامر الذي يزيد من تراكم المياه في الطرق بتلك المدن الجديدة، موضحاً أنه مع إنقطاع التيار الكهربائي عن رافع مياه الصرف الصحي لمدة دقيقة واحدة يفقد الشبكة قدر رفع مياه الصرف الصحي، ويزيد من ارتفاع منسوب مياه الصرف في الواقع السابق له بأكثر من مترين في حالة القاهرة الجديدة (هذه المياه تخرج من مطابق الصرف الي الشوارع مما يعقد الامر )، مؤكداً فى الوقت نفسه على وجود مولدات كهرباء في كل رافع تعمل عند انقطاع التيار، ولكن بمجرد فصل التيار وعمل المولدات تكون كمية المياه المرتدة هائلة نتيجة حجم المياه الكبير في الشبكة والقادم لها من الامطار، مع الأخذ في الاعتبار ان المولدات الاحتياطية تشغل المحطة بنسبة ٥٠٪ فقط من اجمالي الطاقة التصميمية للرافع.
وأشار وزير الاسكان إلى أن كميات المياه التي سقطت على تجمعات شرق القاهرة في ست ساعات تساوي ما يقارب 7 أضعاف اجمالي الطاقة الاستيعابية لشبكات وروافع محطات الصرف الصحي القصوى بتلك المدن ذات الطبيعة الصحراوية، إلا ان مسألة استيعاب تلك الكميات من المياه في شبكة الصرف الصحي مستحيل ووجود شبكات صرف امطار منفصلة امر مكلف جداً، ولا تقل تكلفته عن شبكة الصرف الصحي.
ونظراً للطبيعية الصحراوية لجمهورية مصر العربية التي تقع في اكثر المناطق جفافاً على مستوى العالم إلا الوادي والدلتا، والتي لا تزيد فيها معدلات سقوط الأمطار عن ١٠ مليمترات مكعبة على السنتيمتر المربع في اكثر مناطقها تعرضاً للأمطار بالساحل الشمالي الغربي، الامر الذي لم يكن من المألوف معه التفكير في تصميم وتنفيذ شبكات صرف أمطار ( في الصحراء ) من وجهة نظر فقه الأولويات ومحدودية الموارد.
وأوضح الدكتور عاصم الجزار، أن تكلفة إنشاء شبكة صرف الامطار تصل إلى المليارات، وذلك لتجنب موجات التغير المناخي التي يمكن ان نعاني من تأثيراتها لعدة أيام على مدار العام، في حين يعاني ملايين المصريين من سكان الريف من عدم توافر خدمة الصرف الصحي.
وأختتم وزير الإسكان حديثه بالتأكيد على أن ما تتعرض له مصر حالياً من تغيرات مناخية، يستدعى وضع تصورات وحلول عاجلة، لم يكن يتم التطرق لها فى الماضى، وهو ما تعمل الوزارة عليه حالياً، للتعامل مع تداعيات وآثار هذه التغيرات المناخية، خاصة الأمطار الغزيرة على المدن الجديدة.
وفى ختام الاجتماع، أكد رئيس الوزراء على أهمية وضع خطة متكاملة تتضمن مختلف الجوانب، تستهدف رفع كفاءة الأداء فى التعامل مع الظروف الجوية التى تواجهنا، والاستفادة مما تم من جهود فى مواجهة التحديات المتعلقة بهذا الامر.