التاريخ 12 ديسمبر 1982 وبالتحديد يوم الأربعاء، المكان كوماسي الغانية وسط حضور 70 ألف متفرج، كانت الإشارات والهتافات حينذاك تُشير إلى رقم (5) وهي النتيجة التي أرادوا أن يحققوها علينا، استقبلنا هدف مُبكر وبدأت صافرات التشجيع تعلو والجمهور الغاني زاد في ضغطه على الحكم، نتيجة الذهاب ليست بالكبيرة مع فريق بحجم أشانتي كوتوكو بدء القلق يسيطر على أوجه اللاعبين البدلاء على الدكة، ولكن ثقتنا في أنفسنا هي التي منحتنا الهدوء من جديد.
أنتهى الشوط الأول بتقدم كوتوكو بهدف نظيف، وبدأت الجراءة تزداد لدينا والخلل وعدم الثقة تصدر للفريق الغاني، وبالفعل نجحنا في فعلها وسجلنا هدف التعادل في الدقيقة 70 من عمر اللقاء، بالتأكيد فاكر كل لحظة في هذا اللقاء منذ الفوز بثلاثية وتسجيلي هدفين، حتى العودة، رئيس الفريق الغاني وقف لنا إحترامًا بعد انتهاء المباراة، وبدء صوته يعلو رغم خسارة فريقه "تحيا مصر".
ومن التاريخ إلى الحاضر أنا "محمود الخطيب" رئيس الأهلي الحالي، في عام 82 كنت لاعبًا والظروف كانت مشابهة مثل حدث اليوم، سافرت مع النادي في نهائي أمام فريق غاني وسجلت 3 أهداف وانتهى اللقاء بفوزنا وكنا الأبطال، التاريخ مر والحاضر جاء وأصبحنا في 7 مارس 2020، ومازلت أهرول وراء الأهلي في كل مكان وفي كل توقيت صعب فهو بيتي، العام الماضي تعرضنا لمأساة حقيقية بخروجنا من دوري الأبطال بخماسية، واليوم كانت الجماهير تشير إلينا أيضًا برقم (5)، ولكن هذه المرة في جنوب أفريقيا.
نظرة عتاب "الزمن" من بيبو :
"في ملعب الجوهرة الزرقاء كنت متواجد مع الأهلي في السودان، وقبل مباراته أمام الهلال تحدثت مع اللاعبين وطالبت منهم الصعود ومصالحة الجماهير التي صنعتكم وصنعتني من قبل، وبالفعل حدث وكنت أكثر الفائزين من عشقي للنادي الأهلي".
الخطيب يزحف وراء الأهلي في بريتوريا :
"لم أتخلص من عادتي ولن أتخلص منها على الإطلاق، جئت وراء الأهلي إلى جنوب أفريقيا الوضع مُشابه مع 82، الجماهير الصفراء تشير لنا بـ(5) حالة قلق ولكن ليس مصاحبة خوف، فأنا أثق باللاعبين وبالفعل خلال المباراة ظهروا بأداء رجولي جعلوني جالس مرفوع الرأس، وبعد المباراة وجدت نفسي في أرض الملعب احتضنهم جمعيًا لأنهم أبطال".
هذه كانت رحلة بداخل نفس "الصامت العظيم" محمود الخطيب، الذي يُقدم دروسًا في التضحية والمعافرة في نجاح منظومة الأهلي مهما كانت الصعوبات، وهذا ليس رأي الصحف بل رأي اللاعبين والأساطير الذين صاحبوه، متفقين مع التاريخ على عبقريته الإنسانية والكروية.